سورية

داعش أعلن «قطاع الشهداء» منطقة عسكرية ويخلي المدنيين من منازلهم … تعزيزات ضخمة للجيش إلى جنوب العاصمة

| موفق محمد- وكالات

بينما واصل الجيش العربي السوري إخراج من تبقى من مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» وعائلاتهم من مدينة دوما، وصلت مزيد من التعزيزات العسكرية إلى جنوب العاصمة في مؤشر على قرب بدء معركة إنهاء ملف وجود تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» في المنطقة.
وشهدت «الوطن»، أمس، وصول أرتال ضخمة من الآليات والمعدات العسكرية والشاحنات التي تقل عناصر من الجيش والقوات الرديفة إلى محيط مخيم اليرموك من الجهة الشمالية وكذلك إلى منطقة القدم، استعداداً لعملية عسكرية جديدة تهدف للسيطرة على المنطقة الجنوبية بالكامل «مخيم اليرموك، التضامن، الحجر الأسود، القدم» التي ينتشر فيها تنظيم داعش، و«النصرة».
يأتي ذلك عقب وصول تعزيزات مماثلة إلى المنطقة في الأيام الماضية وتوجهها إلى محور شارع دعبول الذي يعتبر خط تماس مع مسلحي داعش الذين يسيطرون على الجزء الجنوبي من حي التضامن.
ويسيطر تنظيم داعش على كامل مدينة الحجر الأسود الملاصقة من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك الذي يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منه جنوباً، على حين تسيطر «النصرة» على جيب صغير في قاطع المخيم الغربي. كما يسيطر داعش على أجزاء من القسم الشرقي لحي القدم المحاذي للحجر الأسود من الجهة الغربية، وعلى القسم الجنوبي من حي التضامن الملاصق لمخيم اليرموك من الجبهة الشرقية. وبحسب مصادر أهلية، فإن الجناح الفلسطيني من تنظيم داعش والذي يسيطر على قطاع الشهداء في المخيم أجبر أهالي القطاع الممتد من شارع لوبية وحتى ثانوية اليرموك للبنات على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح، وأعلن القطاع منطقة عسكرية مغلقة.
ويضم الجناح الفلسطيني من تنظيم داعش ما يطلق عليهم «القراعين» و«السراحين» و«الزعاطيط»، وتفيد معلومات «الوطن» بأن مسلحيه متشددين للغاية ويرفضون أي تسوية تفضي إلى خروجهم من المنطقة.
وانقسم التنظيم مؤخراً إلى ثلاث جماعات أكبرها في الحجر الأسود وتضم نازحي الجولان المحتل، وتتخذ قياداتها منه مقراً لها، والثانية في مخيم اليرموك ومعظم مسلحيها من الفلسطينيين وتتخذ من قطاع الشهداء معقلاً لها والثالثة في الجزء الجنوبي من حي التضامن.
وتعتبر منطقة قطاع الشهداء على تماس مباشر مع المنطقة الممتدة من بلدية اليرموك وسط شارع فلسطين وحتى مدخله شمالاً والتي يسيطر عليها الجيش العربي السوري.
تأتي تحشيدات الجيش في منطقة جنوب العاصمة بعد سيطرته على كل مساحات غوطة دمشق الشرقية واقترابه من إغلاق هذا الملف.
ورجح أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد لـ«الوطن» أول من أمس، أن يتم إنهاء ملف وجود تنظيم داعش في أحياء جنوب دمشق عبر «تسوية» لأنه «لا قدرة للتنظيم على مواجهة عسكرية»، لكن مصادر متابعة رأت أن الأمر قد يحتاج إلى بدء عملية عسكرية يجبر التنظيم على الاستسلام في بداياتها.
وتعتبر منطقة جنوب العاصمة آخر منطقة في دمشق ومحيطها تنتشر فيها تنظيمات إرهابية، في حين تنتشر في بلدات ريف دمشق الجنوبي (يلدا وببيلا وبيت سحم) ميليشيات مسلحة ترددت أنباء عن قبولها بالمصالحة.
وبعد أن تم تحرير كامل المختطفين المحتجزين لدى مسلحي «جيش الإسلام» في مدينة دوما أول من أمس، واصل الجيش العربي السوري إخراج المسلحين من دوما، وذكرت قناة «الميادين» أنه خرجت منذ صباح أمس أكثر من عشر حافلات تقل مسلحين من الميليشيا وعائلاتهم من دوما.
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أمس، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن أكثر من 3.6 آلاف مسلح وعائلاتهم خرجوا من مدينة دوما الإثنين، مضيفة: أنه جرى نقلهم جميعاً على متن حافلات إلى ريف حلب الشمالي.
وأضاف البيان أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين غادروا الغوطة الشرقية منذ بداية الهدنة الإنسانية بمساعدة مركز المصالحة الروسي يبلغ 161207 أشخاص.
وأشار إلى أن ضمان أمن مرور الحافلات تكفلت به الشرطة السورية ومركز المصالحة الروسي، كما رافق هذه الحافلات ممثلون من الهلال الأحمر السوري.
وفيما يخص مسلحي «جيش الإسلام» الذين أعلنوا استسلامهم للجيش العربي السوري في دوما، أفادت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» أن مجموعة القوات الروسية في سورية تؤكد أن مسؤولية تأمين سلامة هؤلاء تقتصر على أماكن وجود القوات الروسية فقط.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن