«التغيير الديمقراطي» رأت أن مزاعم استخدامه «ذريعة».. والتصعيد لإحراج روسيا … خدام: في حال توجيه ضربة إلى سورية لن يكون لها علاقة بالكيميائي
| موفق محمد
اعتبر المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة، منذر خدام، أن مزاعم استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيميائي «منذ البداية كانت ذريعة لا أكثر»، معرباً عن اعتقاد أنه في حال توجيه أميركا ضربة إلى سورية «لن يكون لها علاقة بالكيميائي».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال خدام: «قصة الكيميائي منذ البداية كانت ذريعة لا أكثر، وبعد خروج المسلحين من الغوطة (الشرقية) ودعوة روسيا للتحقيق سوف تصير فضيحة». ومع قرب انتهاء الجيش العربي السوري من السيطرة على جميع مساحات غوطة دمشق الشرقية وإغلاق هذا الملف، برزت من جديد ادعاءات للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة بأن الجيش استخدم السلاح الكيميائي في مدينة دوما آخر معاقل المسلحين في الغوطة.
وتلقفت الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة ودول إقليمية الادعاءات وراحت تهدد بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية على خلفية تلك المزاعم.
ونفت دمشق تلك المزاعم، على حين حذرت روسيا الولايات المتحدة الأميركية من شن عدوان على سورية على خلفية المزاعم باستخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما، مشددة على أن لديها «التزامات مع الحكومة السورية الشرعية».
وقال خدام: «أعتقد في حال توجيه أميركا ضربة إلى سورية لن يكون لها علاقة بالكيمائي، بل باستجرار تمويل لقواتها في سورية».
وأضاف: «ما زلت أتوقع عدم حصول الضربة، وخصوصاً أن الموقف الروسي يبدو جاداً في التصدي لها»، معتبراً أن تصادم روسيا وأميركا على الأرض السورية سوف يكون له تداعيات خطرة على المنطقة برمتها».
وعن تعالي موجة التهديدات من الولايات المتحدة الأميركية وحليفها الفرنسي ضد سورية هذه المرة أكثر مما كانت في المرات السابقة، قال خدام: «لا يريح الغرب بروز روسيا كقطب دولي يقف في وجه الهيمنة الغربية».
وأضاف: «التصعيد الحالي هو لإحراج روسيا، لكن بيد روسيا أوراق عديدة خصوصاً ما يتعلق بملف كوريا».
وعن رؤية بعض المراقبين، بأن طبيعة وحدة التهديدات هذه المرة تختلف عن سابقاتها، وتؤشر إلى أن تلك الدول يمكن توجه ضربة إلى سورية، قال خدام: «أنا ما زلت أميل إلى عدم توجيه ضربة، لكن هذا لا يعني عدم حصولها بالمطلق، لقد صعدت أميركا إلى نهاية السلم وهي بحاجة لمن يساعدها بالنزول وربما المقترح الروسي بإرسال لجنة تحقيق إلى دوما يكون المخرج».
وتجري حالياً عملية إجلاء مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» الرافضين للمصالحة وعوائلهم من مدينة دوما آخر معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية إلى شمالي البلاد، لكن مراقبين يرون أن عملية الإجلاء من دوما بطيئة قياساً لعمليات إجلاء المسلحين التي جرت من حرستا والجيب الجنوبي.
وعن السبب وراء ذلك قال المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي»: «لدي معلومات، ربما المسألة لوجستية فحسب».
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين، أن أسهل الطرق لتطبيع الأوضاع في عفرين هو بإعادة «المنطقة» إلى «سيطرة الحكومة السورية»، وذلك بعد احتلالها من الجيش التركي وميليشيات مسلحة سورية.
في المقابل انتقد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تصريحات وزير الخارجية الروسي وقال: إن «هذه مقاربة خاطئة جداً».
وعن الوجهة التي تسير إليها الأمور في شمالي البلاد، قال خدام: «الوضع في الشمال السوري سوف يكون موضوعاً للحل السياسي النهائي، والاتفاق بشأنه قد جرى ببن روسيا وإيران وتركيا»، في إشارة إلى القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران محمد حسن روحاني وتركيا في أنقرة الأسبوع الماضي.
وعما يتعلق والوضع في جنوبي البلاد، اعتبر المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» أنه «سوف يشهد تصعيداً عسكرياً وشيكاً في حال فشلت مساعي المصالحات الجارية هناك».
وأضاف: «يبدو أن الجنوب صار له الأولوية بعد غوطة دمشق الشرقية بالنسبة للجيش وهو يحشد هناك».
وأوضح خدام، أن إنهاء ملف وجود التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في ريف دمشق الجنوبي بعد الانتهاء من ملف الغوطة الشرقية «فهو مرتبط بها».
ويشهد جنوب العاصمة المحيط بمنطقة سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة حالياً تحشيد كبير للجيش العربي السوري والقوى الرديفة.