العدوان لم ولن ينقذ إرهابيي دوما
| ميسون يوسف
مع الساعات الأولى لبدء تنفيذ الاتفاق الثاني حول دوما، تدخلت إسرائيل بطيرانها الحربي ونفذت عدواناً على أحد المطارات العسكرية السورية قرب حمص، عدواناً ابتغت منه إسرائيل تحقيق أهداف تتصل بما آل إليه مصير الإرهابيين في الغوطة عامة ودوما خاصة، فما الذي رمت إليه وهل تحقق؟
من المعلوم أن الإرهابيين في الغوطة وصلوا إلى درجة اليأس من الميدان بعد العملية العسكرية المحترفة التي نفذها الجيش العربي السوري وهذا اليأس قادهم إلى توقيع الاتفاق الأول الذي يقضي بخروجهم من الغوطة وبقاء من يرتضي منهم الأمن الشرعي بقاءه في مكانه مجرداً من السلاح، وبقيت دوما وميليشيا «جيش الإسلام» الإرهابية فيها خارج هذا الاتفاق رهاناً منهم على شيء ما يأتيهم من الخارج ولكن بعد طول انتظار تعدى الأسبوعين كانت خيبة جديدة اضطرت هذه الميليشيا الإرهابية أن تلتحق بمن سبقها وتوقع اتفاقاً يقضي بخروجها وإطلاق سراح المخطوفين لديها.
كان يظن أن الإرهابيين بعد أن لمسوا قدرة الجيش العربي السوري وإمكاناته من جهة وتحققوا من عجزهم عن المواجهة وعجز مشغليهم عن تقديم الدعم من جهة أخرى، كان يظن أنهم سيسيرون قدماً في تنفيذ الاتفاق القاضي بخروجهم من المدينة، لكن أوامر جاءتهم من مشغليهم السعوديين والأميركيين ألزمتهم بالانقلاب على الاتفاق والانطلاق في عدوان غادر استهدف المدنيين في كل اتجاه.
الرد السوري جاء حاسماً في السياسة والميدان العسكري ما أسقط بيد الإرهابيين ومشغليهم، واضطرهم للاستغاثة وطلب التفاوض والعودة للاتفاق من جديد واستجابت سورية من أجل حقن دماء المدنيين، وأبرمت الاتفاق الثاني وبشروط أشد وطأة على الإرهابيين.
مرة أخرى تدخل العدوان بطائرات إسرائيلية ليوقف التنفيذ وكانت غاية العدوان الإسرائيلي على مطار الـ«تيفور» السوري وقف تنفيذ الاتفاق الثاني الذي قضى بخروج المسلحين والإرهابيين من دوما ولكن النتيجة جاءت عكسية فمن جهة أسقطت معظم الصواريخ الإسرائيلية وتأكدت فعالية الدفاع الجوي السوري باعتراف العدو نفسه ومن جهة أخرى استمر تنفيذ الاتفاق وخروج المسلحين ليؤكد هزيمة الإرهاب ومشغليه.