تقرير يؤكد «تأرجح» قرارات ترامب وفورد يستبعد استخدام الجيش لـ«الكيميائي»
| وكالات
فيما أكدت تقارير إعلامية «تأرجح» موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الأزمة السورية، استبعد السفير الأميركي الأخير في سورية روبرت فورد بأن تكون الدولة السورية استخدمت السلاح الكيميائي في دوما بريف دمشق كما تدعي إدارة ترامب.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها، أن مواقف الرئيس الأميركي المرتبطة بالسياسة الخارجية قد تكون غالباً غير واضحة أو غير ثابتة، لافتة إلى تغير مواقفه حيال التدخل في سورية «حتى بمعاييره التي تشوبها الفوضى».
ولفتت إلى أن ترامب وقبل وصوله إلى البيت الأبيض، كان في المعسكر المناهض بشدة للحرب، وأظهر تعاطفاً علنياً مع روسيا وعارض أي تدخل عسكري أميركي ضد الحكومة السورية.
وأشار التقرير إلى أنه وفي أواخر عام 2013، عندما كان الرئيس السابق باراك أوباما يفكر بتنفيذ ضربات على سورية بمزاعم استخدامها أسلحة كيميائية، شكك ترامب في جدوى ذلك، وقال عبر موقع «تويتر»، وفق التقرير: «ماذا سنجني من ضرب سورية غير مزيد من الديون ونزاع محتمل طويل الأمد؟ يحتاج أوباما إلى موافقة الكونغرس».
وأشار التقرير إلى أنه عندما بدا أوباما فعلاً مستعداً للتحرك وبدأ أعضاء مجلس الشيوخ بتحضير قرار للسماح باستخدام القوة، شدد ترامب موقفه قائلاً: «ما أقوله هو ابقوا خارج سورية». وأضاف ترامب حينها: «أكرر مرة أخرى لقائدنا الأحمق، لا تهاجم سورية. في حال فعلت ذلك، ستحدث أشياء عديدة سيئة ولن تحصل الولايات المتحدة على شيء من هذه الحرب».
وذكر التقرير، أن أوباما لم يشن أي غارات على سورية «حيث لا تزال الحرب مشتعلة، وزادت تعقيداتها مع تدخل روسي وتزايد التدخل الإيراني، بينما غادر أوباما البيت الأبيض».
وأشار إلى تبدل موقف ترامب مع وصوله إلى البيت الأبيض، حين «باتت أنظار العالم مسلطة على ترامب لمعرفة موقفه من النزاع السوري، وبدأت آراؤه بالتبدل».
ولفت التقرير إلى أنه في نيسان العام الماضي، عندما اتهم ترامب الجيش العربي السوري «بشن هجومٍ دامٍ بغاز السارين على بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة، أمر ترامب برد عسكري أميركي عقابي»، وأمطرت الولايات المتحدة قاعدة الشعيرات الجوية في وسط البلاد بأكثر من 50 صاروخاً من طراز كروز.
لكن أول تدخل عسكري خارجي لترامب، والذي تصدّر عناوين الأخبار، كان تحركاً لمرة واحدة فقط ولم يغير المشهد على الأرض بحسب التقرير.
ولفت التقرير إلى أن موقف ترامب استمر بالتطور حول سورية، وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون رسم في كانون الثاني، «ملامح إستراتيجية جديدة لهزيمة ما تبقى من تنظيم داعش ومواجهة النفوذ الإيراني».
وذكّر بأن تيلرسون أشار «وللمرة الأولى»، إلى أن القوة الأميركية الصغيرة المنتشرة في شرق سورية تعطي الولايات المتحدة قدرة على الضغط على دمشق للانضمام إلى محادثات سلام مع «المعارضة المسلحة»، وحذر تيلرسون من أن انسحاباً كاملاً للعناصر الأميركية في هذا الوقت سيعيد النفوذ إلى الحكومة السورية، وأشار إلى أن ترامب اقتنع بإطالة أمد التدخل الأميركي «بالتوازي مع الإعلان عن إستراتيجية إقليمية واسعة لمواجهة نفوذ إيران».
وعاد التقرير ليشير إلى تبدل آخر في الموقف الأميركي أواخر آذار الماضي خلال خطاب شعبوي في أوهايو، أعلن فيه ترامب: «سنخرج من سورية قريباً جداً. فليهتم بها آخرون الآن».
واعتبر التقرير أن هذا الإعلان أثار حالة من الارتباك والاستياء في دوائر السياسة الخارجية في واشنطن، بما في ذلك بين الكثير من كبار مستشاريه الذين ضغطوا من أجل اتخاذ مواقف أكثر تشدداً حيال روسيا وإيران.
وبدا ترامب أنه تراجع عن طلب سحب القوات من سورية وفق «فرانس برس» التي أشارت في تقريرها إلى أن ترامب التقى كبار جنرالاته الأسبوع الماضي من دون أن يطلب جدولاً زمنياً للانسحاب لكن البيت الأبيض قال: إن المهمة العسكرية تشارف على نهايتها «بشكل سريع».
واعتبر التقرير أن ترامب وبعد مزاعم «الكيميائي» في دوما، بدا ساخطاً، وتوقف الكلام عن سبعة تريليون دولار قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة أضاعتها على حروب الشرق الأوسط دون أي مقابل، ليعلن أن المسؤولين عن الهجوم سيدفعون «ثمناً باهظاً»، فيما اجتمع مجدداً مع كبار قادة المؤسسة العسكرية لمناقشة الرد، وليذكّر بسلفه أوباما بتغريدة على خلفية إخفاقه في الرد على خرق «الخط الأحمر» الذي كان رسمه بنفسه بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، وهو الخط ذاته الذي كان ترامب حثه بشدة في السابق على عدم تطبيقه.
على خط مواز، استبعد فورد أن يكون الجيش العربي السوري قد شنّ ضربه كيميائية لأن ترامب أعلن عن رغبته في سحب القوات الأميركية من سورية وذلك في حوار أجراه مع موقع «إن بي آر» الأميركي وترجمته مواقع إلكترونية معارضة.
لكن فورد، اعتبر أن «الضربة لمرة واحدة لن تكون كافية».
كما تحدث فورد خلال مقابلة مع شبكة «CNN» عن إمكانية شن أميركا سلسلة من الضربات الجوية ضد سورية في المستقبل القريب، واستبعد أن «تؤدي إلى الإطاحة» بالرئيس بشار الأسد.