سورية

ترامب انكب على «تويتر» للتغني.. وماكرون يسابق الزمن لمكاسب سياسية.. وموسكو تهدد بإمداد دمشق بصواريخ «إس300» … الجعفري: لن نسمح لأي تدخل خارجي برسم مستقبل سورية

| الوطن – وكالات

لم يتوقف تجاوز الغرب للشرعية الدولية عند شن العدوان الثلاثي على سورية فجر أمس، بل امتد إلى رفض مشروع قرار روسي في مجلس الأمن لإدانة هذا العدوان، وسط محاولات فرنسية لتحقيق مكاسب سياسية على إثره، وتهديد روسي بإمكانية إمداد سورية بصواريخ «إس 300»، إلا أن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري كان حاسماً بتشديده على أن سورية لن تسمح لأي تدخل خارجي بأن يؤثر في رسم مستقبل البلاد.
وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن أمس بدعوة روسية للتصويت على مشروع قرار روسي لإدانة العدوان الثلاثي على سورية الذي شنته أميركا وبريطانيا وفرنسا على بعض المواقع في سورية فجر أمس، انتهى التصويت برفض مشروع القرار الذي أيدته 3 دول فقط ورفضته 8 أخرى على حين امتنعت 4 دول عن التصويت.
وقال الجعفري في كلمة له خلال الجلسة: إن حكومات العدوان الثلاثي تكذب وتقول إنها قامت بعدوانها على سورية باسم المجتمع الدولي، معتبراً أنه تم تأخير وصول وفد لجنة التحقيق بمزاعم (استخدام السلاح) «الكيميائي» من بيروت إلى دمشق مدة يوم كامل بإيعاز غربي حتى ينتهي العدوان.
وشدد الجعفري على أنه «لن نسمح لأي تدخل خارجي برسم مستقبل سورية»، مؤكداً أن سورية وحلفاءها وأصدقاءها وهم كثر يتكفلون بالرد على العدوان الغاشم الذي وقع فجر السبت على سورية، وأن الأخيرة «مارست حقها الشرعي بالدفاع عن النفس وصد العدوان الآثم حيث تصدت منظومات الدفاع الجوي السورية لصواريخ العدوان الثلاثي».
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أوضح أن بلاده طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة العمل العدواني لأميركا وحلفائها على سورية الدولة ذات السيادة، معتبراً أن على الولايات المتحدة وحلفائها الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واصفاً ما حدث في سورية بأنه «بلطجة في العلاقات الدولية». وخاطب الدول المعتدية بقوله: بإمكانكم أن توقفوا الحرب، وما على واشنطن وباريس ولندن إلا أن يعطوا الأوامر للإرهابيين كي يوقفوا هجماتهم، وأضاف: ما هي مبررات عملية جنيف أن كنتم أنتم تقومون بتدمير تلك العملية.
ولم تستح مندوبة أميركا نيكي هيلي من تكرار التهديد داخل مجلس الأمن، مؤكدة أن بلادها ستعيد استهداف سورية «في حال حصول هجوم كيميائي جديد» على حد زعمها، في مقابل تأكيد المندوب الصيني أنه «لا يمكن لأي طرف أن يستبق نتائج التحقيق، وأن بلاده مستعدة لمواصلة دورها البناء والإيجابي في حل الأزمة في سورية عبر الحوار».
وبدا لافتاً تزامن الجلسة مع محاولات غربية لتحقيق مكسب سياسي من العدوان، حيث اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه بعد العدوان على مجلس الأمن الدولي «أن يتخذ الآن، موحداً، المبادرة على الصعد السياسية والكيميائية والإنسانية»، في وقت كان لافتاً أن نظيره الأميركي دونالد ترامب انكب على صفحته في «تويتر»، وقال في أحد تدويناته الكثيره أمس: «على روسيا أن تقرر إذا ما كانت ستستمر في هذا المسار المظلم، أم إنها ستنضم إلى الدول المتحضرة كقوة للاستقرار والسلام، أتمنى في يوم من الأيام أن نتفق مع روسيا وربما مع إيران، ولكن ربما هذا لن يحدث».
ولعل الكيان الصهيوني كان أكثر السعداء بالعدوان إذ نقلت وكالة «رويترز» عن وزير الإسكان في حكومة الكيان أن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة في سورية «رسالة مهمة» لإيران وحزب اللـه اللبناني، في حين أكد مسؤول إسرائيلي أن كيانه أحيط علماً بالضربات قبل وقوعها بـين «12 و24 ساعة».
ورغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ندد بالعدوان بعيد وقوعه إلا أن الرد الروسي الأهم جاء على لسان رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية الفريق أول، سيرغي رودسكوي، ، بقوله: «أود الإشارة إلى أننا رفضنا، قبل بضع سنوات، نظراً للطلب الملح من بعض شركائنا الغربيين، تزويد سورية بنظم صواريخ «إس 300»، ولكن مع الأخذ بالاعتبار ما حدث، نعتبر أنه من الممكن العودة إلى النظر في هذه المسألة ليس فقط فيما يتعلق بسورية بل وبالنسبة للدول الأخرى أيضاً».
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي كشفت أن بلادها أبلغت الجانب الروسي بالتحاق قوات باريس بالعدوان الثلاثي على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن