رياضة

عودة الميليونارس

خالد عرنوس : 

هناك مقولة شهيرة في عالم كرة القدم مفادها أن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، وعلى الرغم من أن بعض الأندية أو المنتخبات التي وصلت أو كادت إلى قمة المجد في كبرى البطولات القارية والعالمية باتت في سجلات التاريخ فقط ولم يعد لها ذلك الحضور المبهر في الساحة الكروية، إلا أن ذلك لا يمنع صدق تلك المقولة أو الحقيقة الواضحة في عالم الكبار.
والأمثلة في هذا المجال أكثر من أن نورد جزءاً يسيراً منها في هذه الزاوية، ومنها نوم السيليساو البرازيلي لأربعة وعشرين عاماً قبل أن يسترد عرش المونديال ومثله الآتزوري الإيطالي، وقلدهما المانشافت الألماني آخر بطل للعالم، وهاهو منتخب التانغو الأرجنتيني يتأهل إلى نهائي العرس العالمي بعدما غاب الفترة نفسها.
على صعيد الأندية هناك ريال مدريد بطل أوروبا المطلق وقد توج بلقب بطولة أوروبا للأندية (الشامبيونزليغ) بعد غياب 32 عاماً ثم غاب 12 عاماً جديدة حتى حقق لقبه العاشر، وهناك ميلان بطل 1969 الذي انتظر عشرين عاماً ليعود إلى المنصة، أما إنتر ميلانو فقد غاب 45 عاماً منذ لقبه الثاني حتى أحرز لقبه الثالث، وكذلك البايرن فقد عاد إلى التتويج بعد 25 عاماً، وليفربول فاز بلقبه السادس بعد 21 عاماً من الخامس.
كل هذه الأمثلة وغيرها الكثير يقودنا إلى ما فعله نادي ريفر بلايت الأرجنتيني في الأسبوع الماضي عندما توج بلقب كأس الليبرتادوريس للمرة الثالثة بتاريخه وذلك بعد غياب 19 عاماً عن تتويجه الأخير عام 1996، وما يثير الاهتمام في رحلة التتويج هو الوضع الصعب الذي واجهه المدرب الشاب مارسيلو غالاردو (غاياردو) وفريقه بالدور الأول حيث تجاوزوه بأربعة تعادلات وفوز يتيم فكانوا أقل الفرق المتأهلة نقاطاً (7 نقاط) لكنهم تابعوا مسيرتهم بشجاعة لحظة تسلمهم الكأس، ولعل الخطوة الأهم للفريق المعروف بـ(الميليونارس) نحو اللقب هو فوزه على أرض كريزورو البرازيلي 3/صفر بأرض الأخير بعد الخسارة ذهاباً في بيونس آيرس صفر/1 وكان ذلك في ربع النهائي.
الأكثر إثارة في موضوع ريفر بلايت أحد أهم فرق العاصمة إلى جانب بوكا جونيورز أن هذا الفريق الذي تأسس عام 1901 واجه في الذكرى 110 لتأسيسه أصعب موقف بتاريخه عندما هبط إلى الدرجة الثانية، إلا أنه بفضل تضافر جهود أبنائه وعشاقه الكثر عاد سريعاً إلى الواجهة فتوج ببطولة كوبا سود أميركانا في العام الماضي ثم خطف كأس السوبر الأميركية على حساب مواطنه سان لورنزو، وهاهو يستعيد اللقب الأهم الليبرتادوريس وسيظهر للمرة الأولى في مونديال الأندية نهاية العام الحالي هنا يكمن لبّ الحكاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن