سؤال مشروع وجواب ممنوع!
| مالك حمود
من الصعب في الحياة أن تواجه سؤالاً ولا تمتلك له جواباً، ولكن من المؤلم حقاً ألا يوجد من يجيب عن ذلك السؤال!
إحساس مرير انتابني وأنا أضيق ذرعاً في تلبية طلب أحد الزملاء الإعلاميين وهو يبحث عن أرشيف أبطال مسابقة كأس الجمهورية للرجال بكرة السلة.
طلب الزميل أصابني بالألم ثلاث مرات.
الأولى عندما ذكرني بأرشيفي المفقود مع رحيلي القسري من بيتي الذين هجرت منه كغيري من المساكين، ليضيع من عمرنا سنوات فيها التاريخ وأحداثه وأرشيفه الذي أكلته النار.
وآلمني ثانية وهو يذكرني بالزميل الإعلامي الراحل طه الشيخ أمين رحمه اللـه لأنه (على حد ظني) الوحيد القادر على تلبية الطلب بما كان يمتلكه من أرشيف ذهبي للرياضة السورية وخصوصاً كرة السلة، لكنه رحل، وضاع كل ما يذكرنا به!
وتألمت مرة ثالثة وأنا أتعجب من عدم توافر المعلومة الرياضية لدى الاتحاد المعني للعبة!
قد لا تنحصر الملامة بالاتحاد الحالي كونه جاء على واقع صار بين يديه منذ سنوات، والعتب على من كان قبله ومن تعاقب على هذا المكان، فالتاريخ ملك للجميع، والمعلومة يجب أن تكون مؤرشفة لمصلحة المؤسسة وليست ملكاً للأفراد والأشخاص، يأخذونها معهم مع انتهاء عملهم في ذلك المكان!
ألم السؤال عاد ليذكرنا بأهمية الأرشفة في حياتنا الرياضية، وأهمية المبادرات إلى الأرشفة سواء من الاتحاد الرياضي العام، حيث يعمل بجد ودأب على أرشفة تاريخ الرياضة السورية، وتخصيصها بمجلدات ضخمة وموثقة بالمعلومة والمعززة بالأرقام والصور، أو مع المبادرات الشخصية من بعض الزملاء الذين خصصوا حيزا كبيرا من حياتهم اليومية لأرشفة كرة القدم السورية، بل أبعد من ذلك في عالم كرة القدم وصولا إلى العالمية، واضعين بين أيدي الإعلام وكل عشاق الرياضة المعلومة الدقيقة والصادقة والبعيدة بما فيها من غرابة أحياناً في عمل يثلج الصدور، لكن المبهج في الأمر أن يجد ذلك الجهد التقدير والتكريم مؤخراً.
شكراً للجنة الصحفيين الرياضيين لتكريمها أولئك الزملاء المبدعين في الأرشفة الرياضية، في موقف انتظرناه طويلاً، وجاء لتجسيد أهم معاني التكريم الذي غالباً ما يندرج ضمن مسارات المجاملات.