الطلب أكثر من العرض و4000 عقد إيجار في تجمع جديدة الفضل…معاناة مستمرة لمهجري القنيطرة.. جشع وطمع واستغلال من المؤجرين
القنيطرة – الوطن :
الاستغلال والجشع والطمع وصل حداً لا يوصف عند أصحاب النفوس الضعيفة، وخاصة ما يتعلق باستغلال المهجرين من قراهم واضطرتهم الظروف القسرية للسكن في الإيجار عند أشخاص لا يعرفون الرحمة أو الشفقة، متناسين أن هؤلاء المهجرين أكثر الناس حاجة إلى المساعدة ومد يد العون، ولسنا هنا بصدد أن يتحول أصحاب العقارات إلى جمعيات خيرية تقدم خدماتها للناس من دون مقابل وإنما العرض يجب أن يكون وفق إمكانات وظروف المهجرين.
الغاية من تلك المقدمة ما يتعرض له المهجرون في تجمعات النازحين بريف دمشق وعلى وجه التحديد في تجمع جديدة عرطوز الفضل، حيث تحول أصحاب العقارات إلى وحوش تنهش في المهجرين وتأكل قوت يوم أطفالهم بعد أن استغلوا حاجتهم في تأمين بيت يؤويهم بعد أن تركوا قراهم ومنازلهم في محافظة القنيطرة والتجؤوا إلى أبناء جلدتهم علهم يجدون عندهم مأوى يقيهم برد الشتاء وحر الصيف، ولكن ما حدث العكس تماما رغم وجود استثناءات قليلة حيث إن البيت الذي كان يؤجر بخمسة آلاف ليرة سورية قفز إلى عشرة ثم خمسة عشر ليستقر عند خمسة وعشرين ألف ليرة، وذلك عند تجديد كل عقد والغريب والمثير بالموضوع أن مدة العقد أصبحت من سنة إلى ثلاثة أشهر ومن يرفض فعليه الإخلاء فوراً لأن البدائل متوافرة وبكثرة فالطلب أكثر من العرض بكثير، حتى إن كثيراً من العوائل في تجمع جديدة الفضل حصروا أولادهم في غرفة وقاموا بتأجير الغرف المتبقية لأن تأجير البيوت والعقارات أصبح تجارة رابحة.
والحقيقة ومن باب الأمانة والموضوعية نؤكد أن هناك عوائل ما زالت تحتضن الأسر المهجرة مجانا ومن دون مقابل ولكنهم للأسف الشديد قلة وكم كنا نتمنى أن يكون العكس ونجد أصحاب النفوس الضعيفة هم الاستثناء في تجمعات النازحين الذين ما زالوا يقيمون في منازلهم والحمد لله لم يتعرضوا للتهجير من منازلهم ليذوقوا مرارة التهجير القسري، وأما شكاوى المهجرين لصحيفة «الوطن» فإننا نتشارك معهم همومهم ومعاناتهم الكبيرة في دفع مبالغ طائلة كان الأولى بها أطفالهم وعائلاتهم ولكن يكفي أن نقول «ارحموا من بالأرض يرحمكم من في السماء».
المهجر (ن، د) يقول اضطررت للنزوح من قريتي في القطاع الجنوبي والتجأت إلى تجمع الفضل بسبب قربها من المحافظة ووقوعها على الطريق الواصل بين دمشق والقنيطرة مركز عملي، وفي البداية دفعت قيمة الإيجار عشرة آلاف ليرة، ليعود المؤجر وبعد فترة بالطلب مني زيادة الأجرة وبالفعل تمت الزيادة إلى 15 ألفاً ولمدة ثلاثة أشهر وبعد انتهاء العقد زادت الأجرة إلى 25 ألف ليرة وإلا فعلي إخلاء المنزل وأمام الضغوط والابتزاز تركت المنزل، لأقوم باستئجار منزل بعيد عند الجبل ومن دون خدمات ومرافق عامة وبقيمة 15 ألف ليرة.
أما المهجرة «م، م» فتقول لم أتمكن من استئجار منزل بسبب طلب أصحاب المنازل مبالغ أكبر من طاقتنا، علما أن لدي أماً مريضة وكبيرة بالسن وأختاً لا تعمل، وعملي مستخدمة في إحدى المديريات، وأمام ذلك لجأت إلى مركز إيواء الخياط وعانينا الكثير بسبب البرد ولعدم وجود نوافذ أو أبواب أو أي خدمات، مؤكدة أن كثيراً من العوائل المهجرة من محافظة القنيطرة تقيم في أبنية غير منجزة بسبب غلاء الإيجارات والاستغلال ملتحفين السماء يأملون بالعودة القريبة إلى ديارهم.
مصادر بلدية تجمع جديدة الفضل تؤكد أن مجموع العقود التي تم تنظيمها وصدقت عليها البلدية تجاوزت أربعة آلاف عقد، ومدة العقود تتفاوت بين ثلاثة أشهر وستة، ولا يوجد قانون يمنع المؤجر من تقاضي أجرة محددة والسبب في ذلك أن الطلب أكثر من العرض، ويتوقف دور البلدية فقط في التصديق على العقد.