تأجج الاقتتال في الشمال.. وتظاهرات ضد «النصرة» بإدلب
| الوطن- وكالات
مع تأجج الصراع المسلح بين تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وميليشيا «جبهة تحرير سورية» في شمال غرب البلاد وارتفع عدد قتلى الطرفين إلى أكثر من 360 مسلحاً، في وقت تظاهر أهالٍ في إدلب ضد «النصرة».
وفي 18 شباط الماضي أعلن عن تشكيل «تحرير سورية» باندماج ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» مع تنظيم «نور الدين زنكي»، ودخل التشكيل الجديد في حرب مع «النصرة»، انتهت بهدنة في التاسع من آذار الماضي لإفساح المجال أمام اتفاق لوقف النار بين الطرفين، لكن هذا لم يحصل، فانهارت الهدنة في 11 آذار، لتعود الاشتباكات بين الطرفين إلى سابق عهدها، قبل أن يتدخل ما يسمى «اتحاد المبادرات الشعبية» ويبلور هدنة أخرى في الخامس من الشهر الجاري لم تصمد طويلاً وانهارت مساء الجمعة الماضي، بعد رفض «النصرة» للصلح.
وبيّنت مصادر إعلامية معارضة، أن الاشتباكات تجددت أمس على محاور في الريف الجنوبي لإدلب بين «النصرة» و«أحرار الشام»، تركزت في محيط تل عاس ومحاور أخرى بالمنطقة، في محاولة من كلا الطرفين تحقيق تقدم على حساب الآخر.
وأدى الاقتتال في تل عاس بحسب المصادر إلى قطع طريق الهبيط خان شيخون جنوب إدلب أمام حركة المرور، رغم إعلان وكالة «إباء» التابعة لـ«النصرة» أن «تحرير سورية» فشلت بهجومها العنيف هناك، على حين أوضحت مصادر إعلامية معارضة أخرى أن «أحرار الشام» سيطرت أيضاً على قرية أم زيتونة القريبة من تل عاس، وسط تقدم في منطقة بسيدا، ومعلومات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية نتيجة الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل بين الطرفين.
يأتي قطع الطريق بعد تقدم واسع لـ«النصرة» في إدلب، واقتحامها قبل يومين كل من خان شيخون وأكثر من عشر قرى، إلى جانب مورك ومعبرها التجاري شمال حماة.
في المقابل انسحبت «النصرة» من مناطق في ريف حلب الغربي، إذ سيطرت «تحرير سورية» على قرية عاجل وجمعية السعدية وتلتي النعمان والضبعة، على حين تحدثت مواقع الكترونية عن استعادة «النصرة» السيطرة على قرية السعدية.
ووفقاً للمصادر فقد ارتفعت الخسائر البشرية إلى 25 مدنياً بينهم 8 أطفال و5 مواطنات الذين قضوا منذ اندلاع الاقتتال في 20 شباط الفائت، كما ارتفع إلى ما لا يقل عن 207 عدد مسلحي «النصرة» الذين قضوا خلال القصف والاشتباكات مع «الزنكي» في ريف حلب الغربي و«أحرار الشام» و«صقور الشام» في ريف إدلب، مقابل مقتل 154 من «أحرار الشام» و«زنكي» و«صقور الشام». في الغضون أعلنت «تحرير سورية» عن أسرها مجموعة من ميليشيا «الحزب الإسلامي التركستاني» خلال مساندتهم «النصرة» للسيطرة على قرية السعدية.
وكشف مدير المكتب الإعلامي لـ «زنكي» أحمد حماحر، أنهم أسروا ستة مسلحين من «الحزب الإسلامي التركستاني» بعد إصابتهم بالاشتباكات في القرية أول من أمس الاثنين، لافتاً أن ثلاثة منهم حالتهم حرجة وبحاجة لتحويل إلى المشفى.
ويوم أمس أفادت مصادر أهلية بمقتل 3 مسلحين من « تحرير سورية» بسبب انفجار عبوة ناسفة بهم، في محيط قرية معرشمارين بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
في المقابل تحدثت المصادر الإعلامية المعارضة عن احتجاج العشرات من أهالي قرية كفر سجنة (جنوب مدينة إدلب) ضد «النصرة» بعد اقتحام عناصرها القرية.
وبحسب المصادر فقد أشعل المحتجون إطارات وأغلقوا الطرق بالحجارة، بعد اقتحام عناصر «النصرة» القرية، واعتقلوا شابين بتهمة انتسابهم لـ«تحرير سورية»، موضحة أن اشتباكات اندلعت بين عناصر «النصرة» والشابين خلال محاولة اعتقالهما، ما أسفر عن إصابة أحدهما واعتقالهما.