سورية

العثور على مختبر يحتوي مواد لإنتاج «الكيميائي»… وصحفيون أميركيون وبريطانيون ينفون وقوع الهجوم … المحققون يدخلون دوما.. وباريس وواشنطن: ربما اختفت الأدلة!

| وكالات

دحض دخول محققي منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» إلى مدينة دوما أمس برفقة وزير من الحكومة السورية، مزاعم الدول الغربية بمنع روسيا وسورية هذا الدخول، لكن تلك الدول الغربية انتقلت إلى مزاعم جديدة مفادها «اختفاء الأدلة»، رغم تأكيد صحفيين أميركيين وبريطانيين زاروا المدينة وقوع الهجوم الكيميائي على مدينة دوما.
وذكرت وكالة «نوفوستي» نقلاً عن مصادر في الحكومة السورية، أن الخبراء وصلوا إلى مدينة دوما يرافقهم وزير الصحة نزار يازجي، وذلك بعد مزاعم غربية أن روسيا وسورية يمنعون وصول المحققين إلى دوما.
وأوضح المصدر أن الخبراء يعتزمون جمع معلومات عن هجوم دوما الكيميائي المزعوم يوم 7 نيسان، بما في ذلك أخذ عينات من التربة وعينات أخرى للبحث في مختبرات المنظمة».
على خط مواز، ووفق وكالة «سبوتنيك» الروسية لم يعثر مندوب قناة «ون أميركا نيوز نتوورك» الأميركية بيرسون شارب خلال تفقده موقع الهجوم الكيميائي المزعوم، على آثار أي هجوم كيميائي.
وأكد شارب أن السكان المحليين الذين التقاهم لم يسمعوا ولم يروا شيئاً عن هذا الحادث، ناقلاً عن الطبيب الذي تواجد في مستشفى المدينة في يوم الهجوم الكيميائي المزعوم أن مجموعة المجهولين اقتحمت المستشفى في السابع من نيسان، معلنة عن هجوم كيميائي. وأقبل هؤلاء على صب الماء على أشخاص أحضروهم إلى المستشفى، مصورين كل شيء بواسطة آلة التصوير الفيديو، ثم غادروا المستشفى.
بدوره شكك الصحفي البريطاني روبرت فيسك بوقوع هجوم كيميائي بعدما تحدث إلى السكان المحليين، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت».
ووفقا لأقوال فيسك، فقد تمكن من الحديث مع طبيب في المستشفى، وكتب فيسك: «عندما وجدته في ذلك المستشفى، قال لي بفارغ الصبر إن شريط (فيديو) «الغاز»، الذي روع العالم صحيح تماماً… لكن الطبيب السوري، البالغ من العمر 58 عاماً، أضاف شيئاً: في تلك الليلة، تسببت الرياح القوية والقصف بعاصفة ترابية. وتعرض السكان في أنفاقهم وأقبيتهم المليئة بالقمامة لنقص الأوكسجين وليس الغاز».
في غضون ذلك عثر الجيش الروسي على مختبر يحتوي على مواد لازمة لإنتاج الأسلحة الكيميائية في دوما، وذكرت قناة «زفزدا» الروسية أن «المواد المكتشفة، مثل ثايوديغليكول، ثنائي إيتانول أمين، ضرورية لإنتاج الكبريت وغاز الخردل. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على خزان يحتوي على مادة الكلور المماثلة لتلك التي تم استخدامها في الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما».
وأشارت القناة إلى أن المختبر يقع في الطابق السفلي من مبنى سكني. ووفقاً لخبير قوات الإشعاعات والحماية الكيميائية والبيولوجية، ألكسندر روديونوف، فإن المجموعات الإرهابية التي كانت داخل مدينة دوما استخدمت هذا المختبر.
في المقابل كانت محاولات الهروب إلى الأمام من قبل الدول الغربية التي اتهمت دمشق بالهجوم «الكيميائي» مستمرة. وزعمت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية آنييس فان دور مول أمس في بيان رسمي أن روسيا وسورية تعرقلان دخول محققي منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية لدوما، قبل أن تضيف: «من المحتمل جداً أن تختفي بعض الأدلة المهمة جداً من موقع الاعتداء الذي يخضع لسيطرة الجيشين الروسي والسوري»، في محاولة لاستدراك الموقف الفرنسي قبيل إعلان المحققين زيف الادعاءات الغربية. وفي محاولة أخرى لتبرئة إرهابيي ميليشيا «جيش الإسلام» وما يسمى «الخوذ البيضاء» قالت فان دور مول: إن «مهمة فريق منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية هو التأكد من حصول اعتداء كيماوي وليس تحديد الفاعلين وذلك عبر اتباع طرق علمية عالية الدقة بمهنية كبيرة». وحاولت رمي الكرة في الملعب الروسي بقولها إن «آلية التحقيق المشترك التابعة للأمم المتحدة ولمنظمة حظر استخدام السلاح الكيماوي (التي انتهت ولايتها) هي المعنية بتحديد المسؤولين عن الاعتداء لكن روسيا منعت تجديد عملها من خلال استعمال حق الفيتو مراراً في مجلس الأمن».
من جانبه قال السفير الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كينيث وورد خلال اجتماع في لاهاي أمس: «ما فهمناه هو أن الروس ربما زاروا موقع الهجوم».
وأضاف: «نخشى أن يكونوا عبثوا به بنية إحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال».
وسبق أن تعرض موقع الكيميائي المزعوم لاستهداف بسيارتين مفخختين ليل الإثنين الثلاثاء بحسب مواقع إلكترونية معارضة، حاولت استثمار الانفجار بزعم أنه «ربما يكون لمحو آثار الغازات السامة».
وفي تطورات ملف الوضع الإنساني في الغوطة كشفت مصادر أهلية عن وصول قافلة مساعدات روسية إلى بلدة كفر بطنا مؤلفة من أكبال كهرباء وخشب وأنابيب صرف صحي.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 580 مواطناً عادوا أول من أمس إلى مناطقهم في محيط دوما، ليبلغ إجمالي عدد العائدين منذ بدء العملية الإنسانية في الغوطة الشرقية إلى 59583 نسمة. وذكرت الوزارة، بحسب «روسيا اليوم»: أن «الوضع في الغوطة الشرقية، بات مستقراً» وتم هناك تنظيم العمل المشترك بين الشرطة العسكرية الروسية والجهات السورية، للحفاظ على النظام العام وأمن المدنيين وتقديم المساعدة للسكان.
وأضافت: إن العمل جار على قدم وساق في مدينة دوما لإزالة الأنقاض بعد استقدام الآليات والجرافات التي تبرع بها الجانب الروسي، وتنظيف الشوارع لاستئناف حركة المرور، على حين تعمل فرق فنية مختصة على إعادة تأهيل شبكات المياه وخطوط الكهرباء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن