موسكو: العدوان الثلاثي أبعد آفاق التسوية في سورية وأضر بها
| وكالات
أكدت موسكو أن العدوان الأميركي الفرنسي البريطاني على سورية «أبعد آفاق التسوية» السياسية و«ألحق ضرراً بها»، في حين أبدت روسيا وألمانيا استعدادهما لدعم هذه العملية، وسط أنباء عن تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته فرض عقوبات على روسيا. وكانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا نفذت عدواناً مشتركاً على مواقع منشآت حكومية سورية، صباح السبت الماضي، وقد أطلق التحالف أكثر من 100 صاروخ على الأراضي السورية، إلا أن منظومات الدفاع الجوي السورية تمكنت من اعتراض أغلبيتها.
وبحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن استعدادهما لدعم استئناف الجهود السياسية الدبلوماسية من أجل التسوية السورية، بما في ذلك في صيغتي محادثات جنيف وأستانا. وقال الكرملين في بيان: اتفقا خلال مكالمة هاتفية على مواصلة الاتصالات الثنائية بهذا الخصوص، وأضاف: إن الرئيس الروسي شدد من جديد على أن «تصرفات مجموعة من الدول الغربية، التي شنت عدواناً على سورية، تمثل تناقضاً صارخاً لأحكام القانون الدولي، وألحقت ضرراً ملموساً بعملية التسوية السلمية للأزمة السورية».
وكانت المستشارة الألمانية أعلنت في وقت سابق دعمها الصريح للعدوان ووصفته بأنه «إيجابي».
بدوره اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال استقبال بمناسبة عيد الفصح في وزارة الخارجية الروسية أن العدوان الثلاثي يفاقم الوضع الإنساني في سورية، ويعزز موقف المتشددين ويبعد آفاق تحقيق السلام في سورية التي عانت كثيراً. وشدد على أن روسيا ستواصل الجهود لاحقاً لفرض احترام سيادة ووحدة أراضي سورية، مجدداً التأكيد على أن عدوان الولايات المتحدة وحلفائها على سورية، تم بذريعة ملفقة وهو انتهاك صارخ وفظ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأشار كذلك إلى أن «التصعيد حول سورية يؤثر سلباً في منظومة العلاقات الدولية بالكامل». أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فأوضحت في مقابلة مع قناة «روسيا-24»، لماذا تقوم الولايات المتحدة باستخدام «العقوبات المستمرة والترهيب» في علاقاتها مع روسيا.
ووصفت زاخاروفا هذه السياسة بـ«الخطة ب»، التي لجأت إليها واشنطن بعد فشلها في الحفاظ على اللعبة الدبلوماسية مع موسكو وفشلها في تحقيق الأهداف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووفقاً لأقوال زاخاروفا، فإن الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد روسيا الآن «دون الالتزام بالحقائق».
وأضافت: «إذا كانوا سابقاً يقولون لنا إنهم يعاقبوننا بسبب أوكرانيا، فإن الصيغة اليوم تغيرت جذرياً. إنهم يعاقبوننا لوجودنا في الساحة الدولية، فحسب. وتتم صياغتها بهذا الشكل: بسبب دور روسيا في الشؤون الدولية، فقط».
وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قد أعلنت، الأحد الماضي عن إعداد عقوبات جديدة ضد موسكو بسبب الوضع في سورية، وأن العقوبات ستمس الشركات، التي يزعم أنها زودت سورية بتكنولوجيات ساهمت في صنع الأسلحة الكيميائية، قبل أن تفيد صحيفة «واشنطن بوست»، في وقت لاحق، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بوقف فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.