حصيلة قتلى الميليشيات المتصارعة في الشمال يرتفع إلى أكثر من 700
| الوطن – وكالات
مازالت معارك الكر والفر مستمرة بين ميليشيا «جبهة تحرير سورية» وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في شمال غرب البلاد، مستمرة، فما إن يسيطر أحدهما على بلدة أو قرية حتى يستعيدها الآخر بعد ساعات أو في اليوم التالي.
وفي 18 شباط الماضي أعلن عن تشكيل «تحرير سورية» باندماج ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» مع تنظيم «نور الدين زنكي»، ودخل التشكيل الجديد في حرب مع «النصرة»، انتهت بهدنة في التاسع من آذار الماضي لإفساح المجال أمام اتفاق لوقف النار بين الطرفين، لكن هذا لم يحصل، فانهارت الهدنة في 11 آذار، لتعود الاشتباكات بين الطرفين إلى سابق عهدها، قبل أن يتدخل ما يسمى «اتحاد المبادرات الشعبية» ويبلور هدنة أخرى في الخامس من الشهر الجاري لم تصمد طويلاً وانهارت مساء الجمعة الماضي، بعد رفض «النصرة» للصلح.
وبحسب مصادر أهلية فقد اشتبكت «النصرة» مع «تحرير سورية» على محور جمعية الرحال قرب بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، لدى محاولة الأولى التقدم في المنطقة، لافتة إلى تمكن «تحرير سورية» من السيطرة على قريتي الفقيع وترملا وتلة قرية كرسعة ومعرة الصين في ريف إدلب الجنوبي بعد اشتباكات مع «النصرة» التي سبق لها أن سيطرت على بعض هذه القرى صباح أمس.
وكانت «النصرة» سيطرت على قرية ترملا (45 كم جنوب مدينة إدلب) إثر هجوم مفاجئ صباح الأربعاء إلا أن « تحرير سورية» نفذت هجوماً معاكساً واستعادت السيطرة على القرية بعد نحو ساعة من ذلك.
ويتركز وجود «تحرير سورية» بريف حلب الغربي على مسلحي «زنكي» في حين يوجد أغلب مسلحي «أحرار الشام» في ريف إدلب.
وبحسب مصادر إعلامية معارضة فإن حصيلة القتلى من الطرفين تجاوزت 700 قتيل بشكل تقريبي، إلى جانب 500 جريح أصيبوا خلال الاشتباكات في كل من ريفي إدلب وحلب الغربي، منذ 20 شباط الماضي، إضافة إلى أكثر من 300 أسير من «النصرة» بيد «تحرير سورية» مقابل 200 أسير من الأخيرة بيد «النصرة».
وذكرت حسابات مقربة من «تحرير سورية» عبر موقع التواصل الاجتماعي «تلغرام» أن «النصرة» استهدفت بلدة عينجارة بريف حلب الغربي بأكثر من عشرين قذيفة هاون، إلا أن «النصرة» ردت عبر وكالة «إباء» الناطقة باسمها بأن طفلًا أصيب برصاص ميليشيا «صقور الشام» (تتبع لتحرير سورية) إثر استهداف بلدة إحسم في جبل الزاوية بالرشاشات، مشيرة إلى أن «الزنكي» تستهدف برمايات متقطعة بالرشاشات الثقيلة قرية تلعادة غرب حلب.
وبحسب المصادر الإعلامية المعارضة، فإن 80% من قتلى «الاقتتال» اليوم يتبعون لـ«النصرة».
في غضون ذلك تحدثت مصادر إعلامية معارضة أخرى عن انفجارات عنيفة هزت مناطق في جبل الزاوية، ناجمة عن استهداف متبادل بين «النصرة» و«صقور الشام»، على محاور في منطقة مرعيان بجبل الزاوية في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وقال ناشطون معارضون: إن الاشتباكات في محيط قرية مرعيان بلدة إحسم ومنطقة تل جعفر أدت لانقطاع الطريق الرئيسي بين مدينة خان شيخون وبلدة حيش.
وكانت الاشتباكات تجددت على محاور في الريف الجنوبي الإدلبي صباح أول من أمس والتي تركزت في محيط تل عاس ومحاور أخرى بالمنطقة، في محاولة من كلا الطرفين تحقيق تقدم على حساب الآخر.
واحتج العشرات من أهالي قرية كفر سجنة جنوب إدلب الثلاثاء، ضد «النصرة» بعد اقتحام مسلحيها القرية، فيما أعلنت مجموعة من المنظمات الطبية والإغاثية الإثنين إيقاف العمل في مشفى معرة النعمان الوطني مدة يومين وإيقاف العمل غير الإسعافي في كل مشافيها بالمحافظة لخمسة أيام بسبب الاقتتال.