اعتبر أن سورية تسير في العد التنازلي للانتهاء من الأزمة.. وشدد على أن كل من يدخل أراضينا من دون موافقة الحكومة هو محتل … المعلم: نرفض استخدام القوة لفرض رؤية للحل السياسي والدستور موضوع سيادي ولن نسمح للخارج أن يتلاعب به
| سيلفا رزوق – تصوير طارق السعدوني
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أن مشروع القرار الأممي الذي تقدمت به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عقب عدوانهم على سورية مرفوض لأنه يستثمر في العدوان، ويحاول استخدام القوة لفرض رؤية للحل السياسي، مشيراً إلى أن حجم القلق الغربي والخليجي الذي جرى قبيل تحرير دوما، عكس أهمية الانتصار الذي تحقق لاحقاً، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أن قواتنا المسلحة قادرة على أن تحطم أي مجموعة مهما كان التحصين الذي تختبئ وراءه. المعلم وخلال عرض سياسي قدمه خلال المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية أمس، لفت إلى أن دول العدوان الثلاثي على سورية سارعت لتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يتضمن من بين ما يتضمنه، العمل على استئناف عملية السلام في جنيف والحديث عن البعد الإنساني، بالإضافة إلى الموضوع الكيميائي طبعاً، وهذا المشروع مرفوض لأنه واضح أنه استثمار للعدوان، ويحاول من خلال استخدام القوة أن يفرض على سورية رؤيتهم في الحل السياسي.
المعلم الذي تساءل عن مستقبل عملية جنيف بعيد العدوان الذي جرى على سورية، أكد أن «سورية منذ 2011 تطالب بحل سياسي وبحوار وطني، لكن بعد العدوان نريد أن نلمس طالما أن العملية تجري بإشراف الأمم المتحدة، «هل هذه الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتحترم أسس القانون الدولي، وهل المبعوث الأممي يلتزم بدوره كـ«مسهل» في ظل عملية سياسية يقودها الشعب السوري ولا يفرض عليه من الخارج شيء، هذا الموضوع دقيق جداً وعلينا أن نلمس بالفعل مثل هذه الالتزامات». واعتبر المعلم، أن «ما جرى في الغوطة يؤكد البعد الإستراتيجي لمسار الأزمة في سورية، وقال: «من تابع معركة الغوطة عسكريا يستنتج أن قواتنا المسلحة قادرة على أن تحطم أي مجموعة مهما كان التحصين الذي تختبئ وراءه، من هنا نقول: إن قواتنا المسلحة اكتسبت خبرة متراكمة واكتسبت أيضاً إنجازاً كبيراً انعكس على بقية المناطق، ومن هنا تأتي مصالحة الضمير بهذه السرعة، لذلك أقول فعلاً ما بعد الغوطة سيختلف الوضع، والغوطة كانت مؤشراً على أننا نسير في العد التنازلي للانتهاء من الأزمة في سورية».
وبالنسبة لموضوع تشكيل «لجنة مناقشة الدستور»، أوضح المعلم، أن موضوع الدستور هو موضوع سيادي ولا يمكن بأن نسمح للخارج أن يتلاعب به، ولذلك حتى اليوم لم تشكل اللجنة ولن تشكل إلا بإرادة الحكومة السورية، معتبراً أنه من الطبيعي أن تمثل في اللجنة الدستورية معارضات أخرى لكن اللجنة الدستورية لم تشكل حتى الآن. وأعاد المعلم التأكيد أن قوات الاحتلال التركي دخلت من دون موافقة الدولة السورية، وأشار إلى موقف الحكومة السورية الثابت باعتبار أن عفرين أرض سورية، ومصيرها سيكون جلاء المحتلين عنها، كما عن كل شبر من الأراضي السورية.
أما بالنسبة للرقة فالقيادة السورية بحسب المعلم، «تسير حسب الأولويات، والأولوية هي اليوم لمكافحة الإرهاب لكن «الرقة بعيوننا والرقة شهيدة والرقة مدمرة ولا يمكن عندما نتحدث عن وحدة الأراضي السورية إلا أن تكون الرقة في القلب».
وأشار المعلم إلى العلاقة السورية الروسية، ولفت إلى أن روسيا ساعدتنا كثيراً فقبل العدوان كان موقفها واضحاً بأنها سترد على العدوان وبعد العدوان قدرت روسيا أن ما قامت به القوات السورية في التصدي للصواريخ كان كافياً ولا يقود إلى حرب مباشرة، والشيء الثالث ما أعلنته روسيا عن استعدادها لتقديم صواريخ «إس 300»، «ومن هنا ثقتنا وعلاقتنا بالأصدقاء الروس كبيرة جداً لذلك من تابع الرد السوري على العدوان الثلاثي يستطيع أن يتخيل الرد في المستقبل على أي عدوان وخصوصاً إسرائيل».
وبخصوص التسريبات والأنباء التي أشارت إلى إرسال قوات عربية مكان القوات الأميركية المنسحبة، اعتبر المعلم أن كل هذا الموضوع هو تهويل بتهويل وهذا الموضوع غير جديد فقد جرى طرحه من قبل خمس سنوات، وقد يكون المخطط الأميركي هو تحويل الصراع إلى صراع عربي عربي لكن كل إنسان يدخل أراضينا من دون موافقة الحكومة السورية هو محتل وسيعامل على هذا الأساس.
ورأى المعلم، أن إعلان ترامب عن نيته سحب قواته من سورية يعكس دلالات على غاية في الأهمية، ويضع منظور السياسة الخارجية الأميركية على المحك، معتبراً أن أميركا لا تملك مصالح حيوية في منطقتنا، وهي حاولت تقسيم سورية لكن بعدما أحبطت الاستفتاء في شمال العراق بدا واضحاً أن ليس لها صبر طويل على دعم حلفائها، وهي اليوم مهتمة بجنوب شرق آسيا أكثر من الشرق الأوسط لكنها زرعت أدواتها في الشرق الأوسط حيث أدخلت دول الخليج في منظومة سلاحها.
وأضاف: «في جنوب شرق آسيا صراعها الحقيقي، صراعها مع الصين والمنظومة الصناعية اليابانية، لذلك فإن التوجه النهائي لأميركا هو جنوب شرق آسيا، ولذلك هي لا تريد أن تبقى شرق الفرات، المصالح الأميركية تتجه بالتدريج باتجاه جنوب شرق آسيا».
وحول الرؤية السورية للحل، بين المعلم أن «هناك حلاً سورياً وبقيادة سورية وبما يؤدي لخدمة مصالح الشعب السوري، ولن نربط موضوعنا بموضوع إقليمي آخر ولدينا في سورية ولدى سيادة الرئيس رؤية شاملة للحل وهو ما نسير عليه اليوم»، مشيراً إلى أن كل من خرج من القطر ويود العودة إليه سنرحب به وبغض النظر عن موقفه ونحن سنسهل عودة كل مواطن سوري يرغب بالعودة. وختم المعلم عرضه السياسي بالقول: «تفاءلوا نحن نسير باتجاه إنهاء الأزمة».
كلام المعلم جاء عقب جلسة الافتتاح للمؤتمر، الذي حمل شعار «من أجل سورية في مواجهة العدوان والإرهاب وحوار وطني لتأصيل مفهوم الدولة الوطنية»، والذي أشار فيه نائب رئيس الجبهة عمران الزعبي إلى رفض الجبهة لأي مس بالدستور السوري النافذ إذا لم يكن مبنياً وناشئاً ومتمخضاً عن إرادة الشعب السوري وفي الداخل السوري وبنقاش السوريين فقط ولا أحد غيرهم بالمطلق. ولفت الزعبي في كلمته خلال الافتتاح إلى رفض أي إملاء خارجي في الشأن الوطني السوري، مبيناً أن السوريين سيقفون ضد هذا التدخل بكل الوسائل المتاحة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
بدوره قال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، هلال الهلال علينا ألا نتأخر وننتهز الفرصة لنكون عند حسن ظن السوريين لنتمكن من بناء سورية وإعادة إعمارها بكل الجوانب بأفضل مما كانت ونستفيد من أخطائنا في هذا الاتجاه، لافتاً إلى أهمية إعمار النفوس وهذه مهمة الأحزاب والنقابات والقوى الشعبية، لأن المهمة هنا هي بناء الوعي على أساس تمتين الثقافة القومية وثقافة المقاومة.