لافروف ندد بدعوة الرئيس الفرنسي لأميركا بعدم سحب قواتها واعتبرها «موقفاً استعمارياً» … بوتين لماكرون: الضربات على سورية عقّدت عملية التسوية السياسية
| وكالات
اعتبرت روسيا، أن العدوان الثلاثي الأميركي الفرنسي البريطاني على سورية، أدى إلى تعقيد عملية التسوية السياسية في هذا البلد، ورأت في الدعوة الفرنسية لواشنطن بعدم سحب قواتها من سورية، «موقف استعماري»، في وقت أقرت فيه ألمانيا بأن الوصول إلى سلام يشترط التفاوض مع الحكومة السورية.
وناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً الوضع القائم في سورية بعد العدوان الثلاثي الذي قامت به أميركا وفرنسا وبريطانيا قبل أكثر من عشرة أيام.
وقال الكرملين، أمس، وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن بوتين أشار في المكالمة الهاتفية إلى أن الضربات التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها على سورية تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وأدت إلى تعقيد عملية التسوية السياسية في هذا البلد.
وأضاف الكرملين: إن الرئيسين اتفقا على «مواصلة بذل الجهود المشتركة بهدف استئناف المباحثات السلمية حول سورية على أساس القرار الدولي رقم 2254 ومع الأخذ بعين الاعتبار نتائج منتدى الحوار الوطني السوري في سوتشي».
كما أشار الجانبان إلى أهمية عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية.
وأفاد الكرملين بأن بوتين أبلغ ماكرون بالخطوات التي تتخذها روسيا بما في ذلك بالتعاون مع شركائها في محادثات أستانا لتسهيل الأوضاع الإنسانية في سورية.
بدوره، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين، وفق وكالة «سانا»، أنه تمت مناقشة العدوان الثلاثي على سورية وكان تقييم الجانبين المشترك له سلبياً فهو انتهاك صارخ للقانون الدولي ويخالف ميثاق الأمم المتحدة ويقوض الجهود المبذولة للتسوية السياسية للأزمة في سورية.
وأوضح لافروف، أن الهدف من شن العدوان كان إفشال مهمة بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق في مزاعم استخدام الكيميائي في مدينة دوما، مؤكدا أن موسكو وبكين ترفضان محاولات نسف الاستقرار العالمي باستخدام القوة خارج نطاق مجلس الأمن.
وشدد لافروف على ضرورة إجراء تحقيق موضوعي ونزيه ودون أي ضغوط خارجية من الدول الغربية على لجنة خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي يجب أن تزور جميع الأماكن المرتبطة بالهجوم الكيميائي المزعوم في دوما.
وقال وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «حتى تلك البلدان، التي اضطرت على قول كلمات التأييد والتفهم لهذه الحملة، غير المشروعة، التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أجبرت على ذلك. إذ إن أغلبيتها تدرك تماماً أن هذه الطريقة غير مقبولة لحل أخطر الأزمات الدولية».
وحول مسألة تسليم منظومات الدفاع الجوي «إس-300» إلى سورية، قال لافروف: «لا يمكنني القول إنه تم اتخاذ القرار. ولابد من انتظار القرارات، التي ستتخذها القيادة الروسية مع ممثلي سورية. لا أظن أن يكون ذلك سراً، سيتم الإعلان عن كل ذلك».
وأضاف: «لا شك في ضرورة الاستعداد لتكرار الاستفزازات، على الرغم من تحذيرنا لزملائنا الأميركيين والأوروبيين، المشاركين في هذه المغامرة، بقسوة. إننا قلقون بشأن خطط الزملاء الغربيين بمستقبل سورية».
ووصف نداء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة بعدم سحب قواتها من سورية بـ«الموقف الاستعماري»، مشيراً إلى أن الجانب الروسي سيطلب إيضاحاً من الجانب الفرنسي حول مقصده.
من جهته أكد وزير الخارجية الصيني، أن على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لحل الأزمة في سورية سياسياً وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254، مشيراً إلى ضرورة إجراء تحقيق موضوعي وغير منحاز في مزاعم استخدام الكيميائي.
في سياق متصل، أشارت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين إلى العدوان الثلاثي على سورية، قائلة، وفق مواقع إلكترونية معارضة: إن «ألمانيا كانت تستطيع المشاركة بها، لكن لم يطلب منها ذلك».
وأضافت الوزيرة بتصريح لصحيفة محلية نقلته إذاعة صوت ألمانيا، بحسب مواقع إلكترونية معارضة: إن «الضربات الجوية أدت إلى إعادة إحياء مبادرات سلام. الأمر الحاسم هو أن يتم إعادة إحياء مباحثات جنيف للسلام من قبل جميع الأطراف مجدداً.. وتحقيق ذلك يستلزم إجراء مفاوضات أيضاً مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد».
وحول الأنباء التي ترددت، بشأن تسليم روسيا إلى سورية منظومة الدفاع الجوي «إس – 300»، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، وفق «سبوتنيك»: إن «الكرملين لا يعلق على إمكانية توريد «إس-300» إلى سورية»، مشيراً إلى أن العدوان الثلاثي على سورية، أدى إلى تدهور وضع التسوية السورية.
وأفادت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، في وقت سابق، عن بدء تسليم منظومة «إس-300» لسورية في القريب العاجل.
وفي إطار الخدمات التي تقدم لأهالي الغوطة الشرقية، كشف مدير الصحة، ياسين نعنوس وفق «سانا» عن توفير خدمات علاجية وأدوية لنحو 86 ألف شخص من أهالي بلدات الغوطة.
وأوضح نعنوس أن الفرق الطبية وفرت اللقاحات للأطفال حيث وصلت إلى 13 ألف طفل متسرب من برنامج التلقيح الوطني فضلاً عن تحصين 17,5 ألف طفل ضد الحصبة و15,5 ألف طفل ضد شلل الأطفال.