رياضة

دور المدرب في مجال الإعداد النفسي للرياضيين

| قصي الماضي

الواجبات الملقاة على عاتق المدرب تنحصر في مساعدة اللاعب على ممارسة وإتقان الأساليب المرتبطة بعامل التأهيل النفسي في شتى الأوضاع والظروف الصعبة والمحيطة بالمسابقات (قبل، وأثناء، وبعد) بما يرفع درجة استعداد اللاعب نفسياً للاشتراك في تلك المسابقات.
الإعداد النفسي عملية معقدة تتحقق نتائجها عندما يتوافر لدى اللاعب جملة أسس كالرغبة بالاستفادة من هذا الإعداد الذي يبدأ بتحديد النتائج والمستويات الرياضية المطلوب تحقيقها، ثم مصداقية اللاعب وشعوره الحقيقي بتنفيذ هذه الأهداف.
ويأتي دور المدرب في تحضير اللاعب لإمكانية استيعاب أهداف المسابقة عن طريق تشكيل الدوافع المطلوب تنفيذها بإثارة الجوانب العاطفية لدى اللاعب بشكل متقن.
ويلجأ المدرب قبل المسابقات للتأكد من فعالية الأداء النفسي للاعب باللجوء لاختبارات تربوية تجريبية وعملية يمكن بواسطتها قياس نمو درجة استعداد الفرد نفسياً للاشتراك في المسابقات. وعلى المدرب استخدام الملاحظات الكلامية، حيث تحتل الكلمات التي يبديها المدرب أهمية تساعده في تصحيح وتعديل موقف أداء اللاعب أثناء المنافسة ومنها ما يلي:
ملاحظات كلامية هدفها إيجاد علاقة طيبة للاعب نحو المسابقة المزمع إجراؤها، وسبب الاشتراك فيها لتقوية وتدعيم ثقة اللاعب بنفسه وتحويل الاندفاع والرغبة للاشتراك النشط في المسابقة.
الملاحظات الكلامية من المدرب أثناء المسابقة تساعده في تصحيح موقف أداء اللاعب وتعطى قبل المسابقة بهدف الإثارة للوصول باللاعب لحالة انفعالية ملائمة أو على العكس السعي للتحكم بالإثارة الزائدة فوق العادة، ومن هاتين النقطتين يتضح أن كلمات المدرب للاعب إما أن تكون سبباً في إظهار الانفعالات الشديدة أو في إظهار حالات الفتور واللامبالاة، ولذلك فإننا نرى أن الكلمات التي تدعو للتحذير والانتباه مثل (لا تندفع، اهدأ، احذر، عدم الوقوع) تكون سبباً في امتلاك اللاعب أعصابه خلال المسابقة، ومن ثم تدعو للثقة بالنفس وهو ما يعتبر أحد أسباب إمكانية تحقيق الفوز وعلى الجانب الآخر فإن بعض المدربين وفي مجال حرصهم الزائد أو اللاعبين الذين يقومون بتدريبهم يميلون إلى التهويل من قوة المنافس حيث يوجهون ملاحظات كلامية للاعبيهم متمثلة في الآتي: (احذر منافسك قوي، إنه على درجة عالية من الذكاء والمراوغة، من الضروري أن تتمتع بالحذر من تعاملك مع منافسك لأنه على مستوى عال من الأداء).
إن الكلمات قد تعطي نتائج عكسية أحياناً إذا زادت عن المعدل، الأمر الذي يتطلب من المدرب ضرورة أن تكون كلماته مع اللاعبين بشكل محدد ومركز، مع ضرورة أن يطلب منهم التدقيق الكامل في الأداء مع المنافس، بقصد تجنب التضخيم والتهويل الزائد الذي قد يسبب ضغطاً نفسياً يؤدي إلى هبوط الحالة المعنوية وعدم إمكانية تحقيق الفوز.
وعلى الجانب الآخر نجد أن بعض المدربين يتبعون مبدأ التقليل من مستوى قدرات الخصم وإقناع لاعبيهم بإمكانية الفوز وهو ما ينعكس على الاستعداد الجاد للاعبين والذي يبرر خلال سير المسابقة حيث يفاجؤون بقدرات مختلفة تماماً لخصومهم أو المنافسين تختلف عما ترسخ في أذهانهم من خلال مدربيهم.
ولذلك على المدرب أن يركز كلامه مع لاعبيه في أكثر الجوانب أهمية وموضوعية عن المنافس وما يتمتع به من قدرات. ومفهوم التركيز في كلام المدرب يعني إيضاح وإبراز أكثر الجوانب خطورة في المنافس. فمثلاً يمكنه أن يقول للاعب الملاكمة الذي يتولى تدريبه ما يلي:
عليك أن توجه في المباراة القادمة مع منافسك الضربات له في الجانب الأيمن هذا مع التنويه بأن تكون تلك الملاحظات متفقاً عليها سابقاً وتكون إما بإشارة كلامية أو بصوت مميز، حتى لا يفهم الخصم بتلك الخطط الهجومية، أو أن يقوم بتبنيه لاعب السباحة الذي يدربه إلى أن قفزة البداية في سباق كذا بالتصفيات لم تكن قوية عليك بتدارك ذلك في النهائيات، وأحياناً قد يتسبب إعطاء أو توجيه الملاحظات الكلامية للاعبين من المدرب مبرراً لإحداث التشتيت الذهني لهم بعيداً عن موقف المنافسة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن