ثقافة وفن

واقع الأدب الأنثوي

| د. رحيم هادي الشمخي

البعض يجيب بالإيجاب، ويقولون إن المرأة تقدّم الواقع من وجهة نظرها ومن خلال عواطفها التي لا يعرفها الرجل، وآخرون يقولون: الأدب واحد، سواء كان الكاتب رجلاً أم امرأة، والخلاف القائم بين وجهتي النظر قديم ويستمر الآن.
ظهر ما يمكن أن يسمى الأدب النسائي فعلاً، وفي الروايات الجديدة نجد أن المرأة تقوم بكل العمل، ولا نرى في هذه الروايات دوراً للرجل على الإطلاق، والسؤال هو: وكيف يكون ذلك؟
في كل الروايات لابدّ أن يوجد «حب وغرام وهيام وزواج أو طلاق وغيره» إلى آخر العواطف الإنسانية، ولا تخلو رواية من الروايات من هذه العناصر حتى قيل إن كل المواقف التي تقوم حولها الروايات وتدور الوقائع لا تزيد على 80 أو 90، فهل أضيف إلى هذه العناصر عامل جديد؟
الجواب جاء من الواقع، ومن الحياة، فالمرأة التي يموت زوجها وتصبح أرملة، هل يجب أن يوجد رجل جديد يملأ حياتها وتعتمد عليه؟ أم يمكن أن تستمر في الحياة بلا رجل يحميها ويساعدها، ونحن نعلم أن الحياة في الأوضاع الطبيعية رجل وامرأة، فكيف تخلو من أحدهما؟ وفي كل أو أغلب الروايات التي قرأناها حتى الآن نجد الرجل وهو الأكبر نفوذاً وحتى في الروايات العالمية لن نجد فيها المرأة ذات شخصية قوية مثل «سكارلبت أوهارد» بطلة فيلم «ذهب مع الريح» فإن كل مغامراتها تدور حول علاقتها بالرجل ومحاولتها التأثير فيه، غير أن الأدب النسائي الجديد وكل الكاتبات بطبيعة الحال من النساء، نجد فيه أن للمرأة دوراً مختلفاً تماماً.
في إحدى الروايات الحديثة وعنوانها «امرأة ذات شخصية» نجد أن البطلة تتغلب على كل المحن التي مرّت بها وتقيم إمبراطورية تجارية، إذاً المرأة في الرواية سيدة أعمال تغلبت على كل المشكلات التي صادفتها، وهي مشكلات صعبة ومرهقة، ومع ذلك فإنها نجحت كسيدة أعمال، ولا تظن أنه في الرواية رجل أحبته البطلة، أو رجل أحب بطلة الرواية، أو كانت هناك منافسة بينهما، على العكس، كل الأحداث حول العمل فحسب، وقد يقال الرواية في هذه الحالة مملة للغاية، إنها أشبه بتحليل تجاري، أو كتاب يدرس في كليات التجارة، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، الرواية مسلية تبين انتصار المرأة وحدها، والمرأة في الرواية لا تكتم عواطفها، أو تخفي مشاعرها، إنها في الحقيقة امرأة ولكنها كائن بشري يريد النجاح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن