سورية

موجة تصفيات عاتية في إدلب وريف حلب

| الوطن – وكالات

تتواصل عمليات التصفية المنظمة بين الإرهابيين منذ عدة أيام في مدينة إدلب وريفها وامتدت لتصل إلى القطاع الشمالي من ريف حلب، وحصدت أرواح العديد من المدنيين والإرهابيين.
وفي الإطار، ذكر ناشطون من المنطقة، بحسب وكالات معارضة، أن «عبوة ناسفة انفجرت بسيارة المقدم (الفار) أحمد الجرو قائد «شرطة الدانا الحرة» (بريف إدلب) ما أدى لإصابته بجروح توفي على إثرها بعد وقت قصير».
يأتي ذلك بالتزامن مع عمليات قتل متصاعدة في محافظة إدلب طالت عدداً من الإرهابيين والمدنيين من بينهم القاضي الشرعي السابق لـ«جبهة النصرة»، عبد اللـه المحيسني، والذي نجا الجمعة من انفجار مماثل على أطراف مدينة سراقب.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة لـ«النصرة» أمس، أن مسلحي الأخيرة اشتبكوا مع مسلحين تقلهم سيارة «فان» كانوا أطلقوا النار على حاجز لها قرب بلدة مصيبين، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد راكبي السيارة، واسمه عبد الرحمن العلي العناني وهو أمني لدى ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية».
​وشهدت محافظة إدلب الخميس أيضاً، عمليات تصفية لقياديين ومسلحين من «النصرة» وميليشيات «الحزب الإسلامي التركستاني» و«كتائب حمزة بن عبد المطلب» و«جيش الأحرار»، بإطلاق نار من قبل مجهولين.
وأعلنت «حكومة الإنقاذ» الموجودة في مناطق سيطرة «النصرة» الجمعة، حالة الطوارئ في المحافظة نتيجة هذه العمليات، وسط تشكيك من قبل ناشطين محليين بجدوى ذلك نظراً لكون «الحكومة» لا تحظى بتأييد، ويتركز نفوذها داخل مدينة إدلب وبعض القرى.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة أن عملية تصفية جديدة، جرت أمس، تمثلت بإطلاق مجهولين النار على أحد مسلحي ميليشيا «لواء عاصفة الشمال» في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، قتل على إثرها، ليرتفع إلى 29 على الأقل عدد الذين جرى تصفيتهم بالعبوات ورصاص المجهولين في إدلب وحلب وحماة منذ يوم الخميس الماضي، بينهم 8 مدنيين على الأقل.
وأفادت مصادر طبية بحسب المصادر بأن «خمسة مدنيين من عائلة واحدة قضوا بينهم نساء وأطفال باستهداف سيارة تقلهم قرب قرية بئر الطيب شمال غرب إدلب بعبوة ناسفة».
كما قتل مجهولون الشاب عبد الرحمن العناني من مدينة سراقب قرب قرية مصيبين شرق أريحا، فيما أصيب عدد من المدنيين باستهداف سيارة تقلهم قرب بلدة عرب سعيد بريف إدلب الغربي.
وإلى ذلك قضى مدنيان إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل مجهولين في بلدة النيرب شرق إدلب، على حين تعرض مدني قرب مدينة سرمين شرق إدلب لإطلاق نار.
في مدينة خان شيخون أقدم ملثمون تقلهم سيارة «فان» مساء الجمعة على تصفية النقيب الفار «خالد معراتي» القيادي في ميليشيا «جيش العزة».
في الغضون، أصدرت بعض ما تسمى «المجالس المحلية» في مدن وبلدات ريف إدلب قراراً يمنع ارتداء «اللثام» في أي حالة من الأحوال، ومن لم يلتزم سيصبح هدفاً مشروعاً للجميع، ولدى أي شخص حرية إطلاق النار وقتل أي شخص يرتدي «اللثام».
وفي السياق ذاته أعلنت «النصرة»، أن الجهاز الأمني التابع لها تمكن مساء الجمعة من إلقاء القبض على «خلية اغتيالات» بحوزتها عدة عبوات ناسفة معدة للتفجير قرب مدينة مورك بريف حماة الشمالي، وفق «زمان الوصل».
وعادت عمليات القتل هذه من جديد للظهور والتصاعد بهذه الوتيرة، عقب نحو 48 ساعة من توقف الاقتتال بين «حركة نور الدين الزنكي» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة، و«النصرة» من جهة أخرى، حيث جرى التوصل لاتفاق بينها، بعد اقتتال دامٍ وتناحر ضمن حرب الإلغاء بين الجانبين والتي شهدتها كل من محافظة إدلب وريف حلب الغربي، ما تسبب في وقوع مئات القتلى من الطرفين.
وبحسب مصادر إعلامية معارضة، يقضي الاتفاق بـ«وقف الاقتتال بينهم بشكلٍ دائمٍ في ريفي إدلب وحلب ووقف الاعتقالات بين الطرفين بشكلٍ كاملٍ وفتح الطرقات ورفع الحواجز وعودة المُهجَّرين إلى منازلهم، وإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين وفق جدول زمني».
ويرى مراقبون، أن عمليات التصفيات هذه ترتبط بوصول الميليشيات المسلحة التي خرجت من محيط دمشق إلى شمال البلاد ما ينذر بفوضى كبرى قادمة في تلك المنطقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن