سورية

استقالات جديدة تعصف بــ«الائتلاف»

| الوطن – وكالات

مع موجة ثانية من الاستقالات تقدم بها 3 أعضاء آخرين بارزين فيه، من دون معرفة الأسباب، لم يبق لـ«الائتلاف» المعارض سوى إتمام مراسم دفنه، على حين رجحت تقارير أن السبب يعود إلى وقف الدعم المالي الخارجي عنه.
وذكرت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية، أن موجة استقالات ثانية ضربت هيكلية «الائتلاف» المعارض، حيث أعلنت استقالة 3 أعضاء منه وهم، بدر جاموس، وهادي البحرة، ويحيى مكتبي، لأسباب لم تعرف بعد.
وسبق هذا إعلان كل من، جورج صبرا، وسهير الأتاسي، وخالد خوجة، الأربعاء الماضي استقالتهم من عضوية «الائتلاف»، وذلك احتجاجاً على ما وصفوه بـــ«التناقضات الدائرة بين مكونات الائتلاف، وابتعاده عن أهدافه المرسومة في بداية تشكيله».
إلا أن أمينة سر مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد في «سوتشي» ميس كريدي، قالت في تصريحات صحفية: «إن السبب الرئيس لاستقالة بعض أعضاء الائتلاف هو انحسار الدعم المادي الخارجي».
وأشارت إلى أنه «الائتلاف» الذي يُعتبر المرجعية لـــ«الهيئة العليا للمفاوضات»، انتهى ولم يعد للأخيرة التي شكلوها في الرياض أي شيء على الأرض.
انحسار الدعم المادي وذوبان «الائتلاف»، بحسب تقارير إعلامية، بدأ العام الماضي بعد أن أفادت مواقع إلكترونية معارضة، بأن تركيا أوقفت الدعم المالي لــه بشكل كامل.
وذكرت المواقع حينها أن «الائتلاف» يمر بموقف مادي محرج للغاية، وأن تركيا أبلغت «الائتلاف» أنها لن تقدم الدعم المالي المعروف الذي يزيد على 320 ألف دولار شهرياً.
وبعد انتشار خبر إيقاف الدعم المالي التركي، أعلنت ما تسمى «الحكومة المؤقتة»، التابعة لـــ«الائتلاف» إيقاف رواتب العاملين فيها، ليبدأ مسلسل الانشقاقات، إذ أعلن بسام الملك استقالته من «الائتلاف» ونيته العودة إلى العاصمة دمشق.
ووفقاً للتقارير، فإن إيقاف الدعم المالي، وإبقاء «الائتلاف» ينتظر رصاصة الرحمة ليس ناجماً عن أزمة اقتصادية تمر بتركيا أو السعودية مثلاً، لكن ما لم يُقله السعوديون والفرنسيون منذ أن قررت باريس إغلاق مكتب «الائتلاف» في باريس، قالته هذه الدول بعد مدة قصيرة في تصريحات واضحة عكس رغبة هذه الدول في إنهاء هذا التشكيل.
الالتفاف بحسب التقارير، بدأ من تركيا التي كانت أولى الدول التي بدأت بتغيير مسارها السوري وذلك منذ العام الماضي، حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سان بطرسبرغ، فمنذ ذلك الوقت بدأت بوادر ومؤشرات تشير إلى بداية الاستدارة التركية وانخراط تركيا مع حلفاء سورية إيران وروسيا في صفة دولة ضامنة في اجتماعات أستانا.
على الجهة الأخرى، السعودية وعلى الرغم من أنها ما زالت تدعم الميليشيات المسلحة في سورية مالياً وعسكرياً، إلا أن تغيّراً ملحوظاً طرأ على موقف الرياض بعد أن صرح وزير خارجيتها عادل الجبير في شهر آب العام الماضي لبعض المعارضين، أن الرئيس بشار الأسد باق وعلى المعارضة تغيير موقفها والتفتيش عن حلول جديدة وفقاً للواقع الجديد.
ولا يغيب عن الموقف الصراع الدائر بين الدول الراعية لما تسمى «المعارضة» قطر وتركيا من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى.
يضاف إلى ما ذكر، الوضع الميداني، حيث رأت التقارير، أن معقل الميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية أخلي مؤخراً، وتقدم قوات الجيش العربي السوري لم يعد يحسب بالمسافة، بل بالوقت، فكل دقيقة تدق من عمر هذه الحرب، باتت تشكل خريطة السيطرة التي تتغير لمصلحة دمشق، ما يعني أن «المعارضة» التي باتت تذوب في الخارج، باتت تخسر ما تبقى لها من جغرافيا في الداخل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن