سورية

اجتماع ضامني «أستانا» شدد على وحدة سورية وسيادتها.. وليونة تركية تجاه عمل عسكري في إدلب … لافروف: مستمرون بمكافحة الإرهاب حتى في مناطق «خفض التصعيد»

| وكالات

أكد اجتماع موسكو للدول الضامنة لمسار «أستانا» للحوار السوري السوري، أمس، استمرار حرص هذه الدول على الحل السياسي للأزمة السورية وعلى وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وتم الاتفاق على «جهود ملموسة» للعودة بالتسوية السياسية إلى القرار الأممي 2254 والاستمرار بمكافحة الإرهاب «حتى في مناطق خفض التصعيد»، وسط ليونة تركية واضحة إزاء عملية عسكرية ضد الإرهاب في إدلب.
وعقب اجتماع ضم وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، والتركي مولود جاويش أوغلو في موسكو أمس، عقد الوزراء الثلاثة مؤتمراً صحفياً مشتركاً. وقال لافروف: إن الهجوم الثلاثي (الأميركي الفرنسي البريطاني) على سورية أعاد جهود التسوية إلى الوراء، لكننا سنواصل هذه الجهود واتفقت الدول الضامنة على اتخاذ إجراءات ملموسة سواء بصورة جماعية أم فردية للعودة بالتسوية إلى الأهداف التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254، في إشارة إلى محاولات البعض الخروج عن القرار 2254 وإعادة التسوية إلى بيان «جنيف 1» عام 2012.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن لافروف قوله: لن نسمح بتقسيم سورية وفقاً لخطوط طائفية وعرقية، مشيراً إلى أن «الدول الضامنة تعتبر أن مطالبة المعارضة السورية بتغيير الحكم في دمشق شرطاً مسبقاً لاستئناف مفاوضات جنيف، موقف غير بناء».
ولفت رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن «هناك من يحاول إضعاف أستانا»، منتقداً المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا والضغوط التي يتعرض لها الأخير، وقال: إن «دي ميستورا ينتقد عملية أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بسبب تعرضه للضغط، ونستغرب هذا الوضع»
وأكد لافروف «سنواصل محاربة الإرهابيين في سورية بلا هوادة، حتى في مناطق وقف التصعيد» داعياً الأمم المتحدة إلى «إرسال إشارة واضحة للمعارضة السورية بضرورة الابتعاد عن الإرهابيين»، لكنه أكد بالمقابل أن «موسكو تحث دمشق على إبداء مرونة أكثر والاستجابة البناءة في ما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية».
من جانبه أكد ظريف أن «حلبة أستانا هي الصيغة الوحيدة التي تفيد تحقيق السلام وإطلاق الحوار بين الأطراف المتصارعة في سورية»، وأضاف: نسعى لحل عادل بين الحكومة والمعارضة السوريتين، وعلى جميع الأطراف الإقرار باستحالة الحل العسكري وحتمية الحل السياسي».
واعتبر ظريف أن «ممارسات واشنطن في سورية تسفر عن تصعيد التوتر وتهدد استقلال سورية السياسي ووحدة أراضيها»، معرباً عن إدانته «استخدام الأسلحة الكيميائية من أي طرف كان»، وطالب «بتحقيق مستقل في حالات استخدام الكيميائي المفترضة في سورية».
بدوره أعرب جاويش أوغلو عن معارضة «محاولات عزل صيغة «أستانا»، التي تعتبر المبادرة الوحيدة ذات الفاعلية»، مؤكداً ضرورة الحفاظ على صيغة «أستانا» و«سنواصل العمل من خلالها»، ولفت إلى أن «مؤتمر سوتشي أعطى زخماً جديداً لعملية جنيف». وشدد جاويش أوغلو على أن أنقرة تطالب الولايات المتحدة بوقف دعم التشكيلات الكردية في سورية، وأبدى ليونة تجاه إطلاق عملية عسكرية باتجاه إدلب بقوله: «لا بد من التحديد بدقة، من هم الإرهابيون في إدلب قبل تصفيتهم»، ورأى أن «أي حل عسكري في سورية سيكون غير قانوني وغير مستدام».
واعتبر مراقبون أن اجتماع «ضامني» أستانا أمس، يأتي رداً على محاولات أميركية أوروبية لنسف مساري «أستانا» و«سوتشي» مقابل إعادة إحياء مسار «جنيف».
وتجلت هذه المحاولات بالمؤتمر الذي استضافته العاصمة البلجيكية بروكسل وسمي «دعم مستقبل سورية والمنطقة» شارك فيه أكثر من 80 بلداً ومنظمات إغاثة ووكالات الأمم المتحدة ومسؤولين فيها، تقدمهم دي ميستورا، وسعت فيه أوروبا والولايات المتحدة إلى استخدام المؤتمر لإعادة إطلاق محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف والتي لم تحرز تقدماً يذكر بعد ثماني جولات سابقة.
وبدا لافتاً أن العناوين السياسية لاجتماع «الضامنة» كانت متوقعة، إذ أعلن ظريف قبل الاجتماع أن الأخير «سيؤكد على مواصلة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية ومعارضة أي خطوة تنتهك سيادتها ووحدتها».
وقال ظريف في تصريح لدى وصوله إلى موسكو أمس: إن عملية «أستانا» كانت العملية الوحيدة التي تمكنت من القيام بخطوة عملية حول سورية حيث استطاعت أن تبدأ بعملية خفض التوتر في الميدان وأوجدت وتيرة سياسية للتوصل إلى حل للأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن