ثقافة وفن

حفل تأبين للباحث والمفكر السياسي الدكتور «سهيل عروسي» في ثقافي الحسكة

| الحسكة – دحام السلطان

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة في محافظة الحسكة حفل تأبين للباحث والمفكر السياسي الراحل الدكتور سهيل عروسي، الذي طالته يد الغدر والإجرام وعثر عليه مقتولاً في منزله الكائن في مدينة الحسكة في اليوم الثالث عشر من شهر نيسان الجاري.
ووسط أجواء سادها الحزن وقلوب يعتصرها الألم والأسى على الفقيد الراحل، أفتتح حفل التأبين بعرض فيلم وثائقي أرشف خلاله مراحل العطاء التي قدمها الدكتور عروسي، والتي قضاها بين منابر العلم وصفحات الكتب والبحوث والتأليف والمنابر الفكرية، بعدها ألقى المعنيون بالشأن الثقافي وأصدقاء الراحل وذووه كلمات عبرت عن حزنهم العميق للفاجعة التي تلقاها أبناء محافظة الحسكة برحيل علم من أعلام الفكر فيها، ومنارة من منارات الإنسانية والتسامح والإخاء.

وبيّن مدير الثقافة محمد الفلاج: إن محافظة الحسكة ودّعت اليوم مفكراً غزير العطاء صاحب فكر وقّاد محباً للإنسانية، تجسّدت عبقرية فكره في مسيرة البذل التي دامت لعشرات السنوات لتطفئ نور علمه يد الغدر والإجرام وتزرع في نفوسنا حزن اللوعة والفقد.
وقال رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب منير خلف: إن الكلام يتلعثم في حضرة الغياب ليزيد في نفوسنا الحزن، فالحسكة أدركت كيف تبكي الراحل بصمت تبكي علماً منيراً في سماء الأدب والفكر بذل حياته لبناء الإنسان والأرض والعيش تحت خيمة وطن واحد موحد يوحدنا ويجمعنا.
أما الباحث أحمد الحسين وفي الكلمة التي ألقاها باسم أصدقاء الراحل فأكد: أنه عاش معرضاً عن اللغو ماشياً على الأرض هوناً تلاقت في نفسه التضادات ليشرق بين سطور كلماته نور الحكمة، واليوم أصدقاؤه يعيشون الذكريات الجميلة الماثلة في عقولهم محتفظين بصورته الرائعة كإنسان رهن نفسه للخير والمحبة.
كما قدمت الشاعرة جازية الشيخ علي شهادة بحق الراحل قائلة فيها.. كلمتا «الوفاق الوطني» هما أفضل تعبير لوصف الراحل الذي كان يمثل الصدق بكل معانيه، أما الأيادي الآثمة التي أرادت من فعلتها بث سموم الفتنة والتفرقة فنقول لها: لن تنجح محاولاتكم فنحن نعيش بمدينة تربّى فيها أبناؤها على المحبة والوحدة الوطنية والعيش المشترك.
أما الدكتور أحمد الدريس فقال في شهادته: إن الراحل غادر هذه الدنيا تاركاً خلفه بذور فكره لتثمر أدبا وعلماً وأخلاقاً عالية، فكانت كتابته عقابه المقدس ليبقى ما سطّرت يداه ساطعاً كسطوع الشمس وراسخا كرسوخ الجبال.
وفي كلمة مطرانية السريان الأرثوذكس قال الأب كميل أسيو: إن الفقيد رحل جسداً وبقى ماثلاً في عقولنا فكراً وأدباً، فقد كان مثالاً للرجل الصالح الذي أحب الناس وبادلوه المحبة فكان خبر رحيله صدمة لأبناء المحافظة أجمعين.
أما فضيلة الشيخ الدكتور ياسين الحسن وخلال إلقائه كلمة رجال الدين الإسلامي أكد: إن الكلمات تقف عاجزة أمام هول الحدث وعظمة رجل رهن نفسه ووقته لزرع المحبة والتآخي للإنسانية جمعاء متمثلاً نهج جميع الديانات السماوية.
واختتم حفل التأبين بكلمة لذوي الراحل ألقاها عبد الأحد عروسي شقيق الفقيد، الذي تحدث بلوعة عن عمق الجرح والحزن الذي تركه الراحل في قلوب ذويه ومحبيه وأصدقائه شاكراً كل من ساندهم ووقف إلى جانبهم في هذا المصاب الجلل.
يُشار إلى أن الفقيد من مواليد مدينة الحسكة عام 1952، وقد بدأ مرحلة الكتابة في أواسط السبعينيات من القرن الماضي في عدد من الدوريات والصحف المحلية والعربية، وله نشاطات متعددة في العديد من المراكز الثقافية على مستوى القطر، ولديه من المؤلفات تسعة كتب هي: «تحديات المستقبل»، «من عناوين المجتمع القادم»، «حوار الحضارات»، «ثقافة القوة»، «المأزق العربي»، «الحداثة»، «إشكالية الثنائيات في القوة العربية»، «الحوار المسيحي- الإسلامي»، «المجتمع المدني والدولة».
وعن المناصب الإدارية والسياسية التي شغلها، فقد تقلّد عدة مناصب إدارية وسياسية في مؤسسات الدولة، منها: رئيس مجلس مدينة الحسكة، عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في الحسكة، عضو مجلس الشعب السوري، رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في الحسكة، رئيس اللجنة المؤقتة المكلفة بأمانة فرع الحزب في الحسكة، عضو هيئة تحرير مجلة «الفكر السياسي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن