شؤون محلية

حتى أنت يا «بالة»! .. الأسعار لم تعد بمتناول الفقراء

| اللاذقية– عبير سمير محمود

«عبّارة بولونيا»، «ألبسة أوروبية بأسعار محلية»، «اللباس الراقي عنا»، عبارات وجمل يراها مرتادو سوق الألبسة المستعملة «البالة» في حي أوغاريت بمدينة اللاذقية، للدلالة على المبيعات الأفضل في السوق وجذب المواطنين من ذوي الدخل المحدود لشراء الألبسة بعد عزوفهم عن دخول الأسواق التجارية في محال تناسوا أنها في محافظتهم بعد أن ناطحت أسعار بضاعتها السحاب.
وفي جولة على سوق أوغاريت وبعض محال البالة في اللاذقية، رصدت «عين الوطن» تفاوتاً في أسعار الألبسة في فترة التنزيلات كما يقول بعض الباعة، مبينين أن العرض حالياً هو على الألبسة الشتوية التي انتهى موسمها لذا تباع بأسعار أقل من فصل الشتاء، فعلى سبيل المثال تباع اليوم جاكيت الصوف أو الجوخ بسعر يتراوح بين 2000– 3500 ليرة، بعد أن كانت تتراوح بين 6000 حتى 12 ألف ليرة، حسب «نظافة القطعة الـ(كْريم)» وهو مصطلح يستعمله الباعة للترويج لبضاعتهم على أنها أقرب ما تكون للبضاعة الجديدة من حيث الجودة وخلوّها من العيوب مع بدء العروض على الألبسة الصيفية في بداية الموسم.
وتقول مها –طالبة جامعية– لم يعد باستطاعتي شراء الكساء في موسم التنزيلات لبضاعة شتوية في بداية الصيف أو العكس، موضحة «بالكاد أستطيع شراء قطعة لباس مستعمل كل شهر من مصروفي، بعد أن ارتفعت أسعارها كثيراً ، فحتى البالة صارت غالية علينا هذه الأيام.
وتقول إحدى السيدات وهي تبحث في «سلة ألبسة صيفية» أمام أحد المحال إنها تفضل البحث في السلال (ألف ليرة للقطعة الواحدة) على أن تشتري من المرتّب منها والمعلّق في صدور المحلات بسعر (بين 5 إلى 8 آلاف ليرة)، مبينة أن أسعار الألبسة في السلال بما فيها من عيوب يناسب ميزانية كسوة أولادها في حين أنها تحتاج لمبالغ مضاعفة لشرائها من داخل المحل.
وهنا يطرح مواطنون سؤالاً عن سبب ارتفاع أسعار البالة التي كانت ولا تزال المصدر الوحيد الذي يقدر أبناء الطبقة الفقيرة شراء ألبستهم وأحذيتهم وحتى بياضات منزلهم منها لأنها وكما قالوا «مهما ارتفعت أسعارها تبقى أرحم من أسعار السوق»، ليوضح مصدر في مديرية التجارة الداخلية إن «البالة بضاعة مهربة وغير خاضعة للتسعير التمويني».
من جهة ثانية يرى عدد من المواطنين أن البالة باتت أيضاً من نصيب الطبقة الثرية التي تشتري «نخبة الألبسة المستعملة بأي سعر يطلبه البائع دون أي مجادلة، على عكس ذوي الطبقة محدودة الدخل الذين يفاصلون حتى تخفيض سعر القطعة لما يتناسب مع ما في جيوبهم كما جرت العادة خلال السنوات الماضية، حسب قولهم.
ويربط عدد من الباعة ارتفاع الأسعار الحالي مقارنة بسنوات سابقة إلى عاملين أولهما سعر الصرف، والثاني الإقبال من جميع طبقات المجتمع السوري على شراء البضاعة، بعد أن كانت محصورة بطبقة واحدة طوال سنوات ما قبل الأزمة، كما ذكروا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن