«اكتشافات نتنياهو الإيرانية» لم تلق الصدى المنشود.. وطهران تؤكد أنها «مسرحية هزلية» … إيران تنتج قنبلة «قاصد» بأنظمة توجيه بصريّة ذكية
أثار العرض الذي قدمه الإثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي لإثبات ما وصفه بـ«كذب إيران» حول ملفها النووي، موجة من الردود في المنطقة وخارجها لا يبشر معظمها بترجيح كفة نتنياهو في صراعه مع طهران.
وكما كان متوقعاً صدرت الردود الأكثر إثارة وانفعالية من طهران حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن ادعاءات رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تطوير إيران لـ«السلاح النووي» مسرحية هزلية وأكاذيب لا أساس لها من الصحة.
وقال قاسمي في تصريح له أمس: إن «المسرحية الهزلية الدعائية الأخيرة لرئيس حكومة الكيان الإسرائيلي هي واحدة من أحدث المسلسلات المكررة للعروض العقيمة والمخزية حول مزاعم البرنامج النووي الإيراني السري ولا تعدو كونها تشبثاً عبثياً لمفلس كذاب ومفضوح لم ولا يمتلك سلعة للعرض سوى بث الأكاذيب وممارسة الدجل».
وأضاف قاسمي: إن مسؤولي الكيان الإسرائيلي يرون أن بقاء كيانهم اللا مشروع والمبني على الزيف والكذب يتحقق في اصطناع تهديدات من الآخرين وذلك عبر استخدام الدجل البالي للعصر الجاهلي، مؤكداً أن على نتنياهو وكيانه القاتل للأطفال والمفضوح أن يكون قد أدرك حقيقة أن شعوب العالم باتت تمتلك الفهم والوعي والشعور اللازم ولن تصدق أكاذيبه هذه.
من جهته، اعتبر البيت الأبيض في موقف متوقع أيضاً، أن المعلومات التي قدمتها إسرائيل، توفر «تفاصيل جديدة ومقنعة» بشأن ملف إيران النووي، و«تتوافق مع ما عرفته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة وهو أن لدى إيران برنامجاً سرياً كاملاً لتطوير أسلحة نووية وأنها حاولت ولكن فشلت في إخفائه عن العالم وعن شعبها».
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: «اطلعت شخصياً على العديد من الملفات الإيرانية. قام موظفونا في مجال منع الانتشار النووي والاستخبارات بتحليل وترجمة عشرات الآلاف من الصفحات باللغة الفارسية، وسيستغرق التحليل عدة أشهر ونحن نعتبر الوثائق التي رأيناها موثوقة».
أما روسيا، فلم تقنعها أدلة نتنياهو بضرورة إعادة النظر في اتفاق إيران النووي، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الاثنين، أهمية الالتزام الكامل من جميع الأطراف، بأحكام هذا الاتفاق.
وعلى ما يبدو، فشل نتنياهو، على الأقل حتى اللحظة، في حمل الزعماء الإوروبيين على تغيير موقفهم المؤيد لاتفاق إيران النووي، وإن أبدى هؤلاء تفهمهم للهموم والهواجس الإسرائيلية.
وبدورها رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيدريكا موغيريني قالت: «لم أر أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم دلائل تفيد بأن طهران غير ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني… لقد توصل جميع الأطراف إلى هذه الصفقة بعد أن تولدت الثقة وتوافرت الضمانات».
ومن جانبها، أشارت الخارجية الفرنسية إلى ضرورة الحفاظ على اتفاق إيران النووي، ودعت طهران إلى التعاون الكامل مع المفتشين الدوليين، إضافة إلى منح المفتشين حرية الوصول إلى المعلومات الإسرائيلية، التي قد تؤكد الحاجة إلى توافر ضمانات استمرار عمليات التفتيش لفترة أطول.
ونوّهت الخارجية الفرنسية بأن «المعلومات الجديدة التي قدمتها إسرائيل تؤكد جدوى اتفاق إيران النووي، الذي يمنع منعاً دائماً كل الإجراءات المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية، كما أنه ينص على التفتيش من وكالة الطاقة الذرية بنظام هو من أكثر الأنظمة شمولاً وأمانة في تاريخ عدم الانتشار النووي». وأكدت لندن أيضا تمسكها بالاتفاق النووي باعتباره صفقة «نساهم في تعزيز السلام في المنطقة». واكتفت برلين بإبداء تفهمها لشكوك المجتمع الدولي في الطابع السلمي البحت لبرنامج إيران، مضبفة: إنها ستدرس وستقيم بدقة وبالتفصيل المعلومات االإسرائيلية.
أما وكالة الدولية للطاقة الذرية، فأعلنت أنها غير مخولة للتعليق على التصريحات مثل تلك التي أطلقها نتنياهو، مضيفة: إنها لا تملك معلومات موثوقة عن عمل إيران على تطوير أسلحة نووية منذ العام 2009.
وكان نتنياهو خصص مؤتمراً صحفياً لبث أكاذيب وفبركات تستهدف ترويج مزاعمه حول برنامج إيران النووي محاولاً التحريض لإلغاء الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة الدول الست الكبرى، مستفيداً من مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية للتنصل من التزام بلاده بهذا الاتفاق.
وفي سياق آخر ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية أنّ الصّناعات الدّفاعية الإيرانية نجحت في تصميم وإنتاج مختلف التّجهيزات والأسلحة التي تحتاج إليها القوات الجويّة ومن ضمن هذه الأسلحة كانت القنابل والصّواريخ الموجهة.
ولفتت الوكالة إلى أنّ واحدة من الأسلحة التي نجح متخصصو الصّناعات الدّفاعية الإيرانية بإنتاجها بالتّعاون مع متخصصي «جهاد الاكتفاء الذاتي» كانت القنبلة «قاصد».
وتتميّز القنبلة «قاصد» بأنّها مُزوّدة بنظام توجيه بصري يمنع أي محاولات لحرف مسار القنبلة عن هدفها عبر أنظمة الحرب الإلكترونية، كما أنّه يرفع من نسبة إصابة هذه القنبلة لهدفها.
وكالات