«النصرة» تبق البحصة: تركيا تستخدم مسلحي حلب لحماية «أمنها القومي»..!
حلب – الوطن :
أكد تنظيم جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، في بيان له نشر أمس وأعلن فيه انسحابه رسمياً من ريف حلب الشمالي، أن معركة مسلحي الريف ضد تنظيم داعش الإرهابي هدفها الأول حماية «أمن تركيا القومي»، وأن القرار «لم يكن خياراً استراتيجياً نابعاً عن إرادة حرة للفصائل المقاتلة»، في إشارة إلى زج الحكومة التركية بهم في معركتها بالوكالة أمام داعش بذريعة إقامة «منطقة آمنة» للذود عنهم.
وأوضح بيان أمس «حول الأحداث الأخيرة في ريف حلب الشمالي» أن تركيا دقت ناقوس خطر يهدد أمنها القومي «يتمثل بخوفها من تمدد حزب العمال الكردستاني من تل أبيض إلى عفرين، ما يعني قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية، فأعربت عن نيتها إقامة منطقة عازلة في ريف حلب الشمالي تمتد من إعزاز إلى عين العرب (كوباني)، وتشمل بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة «الخوارج» ( تنظيم داعش)، فعزمت الحكومة التركية وقوات التحالف الدولي على قيادة المعركة وتوجيهها ضمن مصالحهم وأولوياتهم الخاصة، وذلك بتأمين غطاء جوي ومدفعي لبعض المجموعات المسلحة السورية المشاركة في هذا التحالف كقوات برية».
وبناء على ذلك، أعلنت «النصرة» انسحابها من خطوط التماس مع تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي وذلك لأنها لا ترى «جواز الدخول في هذا الحلف شرعاً، لا على جهة الانخراط في صفوفه، ولا على جهة الاستعانة به، بل ولا حتى التنسيق معه، ولأن قرار المعركة الآن لم يكن خياراً استراتيجياً نابعاً عن إرادة حرة للمجموعات المسلحة بل هدفها الأول هو أمن تركيا القومي»، وفق البيان الذي لفت إلى قدرة الجماعات المسلحة على قتال داعش بتوحدها «ضمن السبل والوسائل الشرعية» من دون الحاجة للاستعانة بقوات دولية أو إقليمية.
ونصحت «النصرة» في بيانها مجموعات المسلحين بناء قراراتها «بعد دراسة كاملة للساحة برمتها ودراسة كافة الأعداء في الساحة وخارجها، بما فيهم الخوارج، وتصنيفهم حسب الخطورة والأهمية وأولوية القتال، وأن لا تؤثر عليهم في تحديد هذه الأولويات أية جهة أو نظرة خارجية»، في إشارة إلى قوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، والحكومة التركية اللتين أرغمتا «النصرة» على الانسحاب من ريف حلب الشمالي لتحل محلها مجموعات مسلحة أخرى مثل حركات «أحرار الشام الإسلامية» و«نور الدين الزنكي» و«الجبهة الشامية».
وأكد محللون سياسيون اختصاصيون بالشأن التركي لـ«الوطن»، أن بيان «النصرة» عرّى بشكل كامل نيات حكومة تصريف الأعمال «العدالة والتنمية» التي كانت تدعمها. وكشف عن انسياق مجموعات المسلحين وراءها لتنفيذ أجندتها، في حين بيّن متابعون لسير المعارك في شمال حلب بين المجموعات المسلحة وداعش لـ«الوطن» أن تنظيم داعش استغل غياب «النصرة» التي تعد رأس حربة في القتال واستطاع الانقضاض على مواقعهم كما حدث في قرية أم حوش الإستراتيجية في طرف مربع «المنطقة الآمنة» التركية، الأمر الذي استنفر الحكومة التركية والقوات الأميركية التي حطت طائراتها في قاعدة أنجرليك التركية لبدء حرب شاملة على التنظيم.