سورية

دعا المعارضة للتوحد على رؤية وبرنامج سياسي وتوضيح ما الذي تريده…زنين لـ«الوطن»: «إذا رفضت دول المنطقة مبادرة بوتين «فذنبها على جنبها»

اعتبر كبير الباحثين في معهد العلاقات الدولية بموسكو التابع لوزارة الخارجية الروسية يوري زنين أن دول المنطقة ومنها دول الخليج العربي إذا أرادت فعلاً مكافحة الإرهاب يجب أن تترجم أقوالها إلى أفعال على أرض الواقع.
وفي حديث لـ«الوطن» قال زنين رداً على سؤال إن كانت دول المنطقة ومنها تركيا ودول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية ستقبل بمقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيل تحالف دولي إقليمي لمحاربة الإرهاب، قال: إن «القادة في تلك الدول.. السعودية.. تركيا.. الأردن والخليج العربي يتكلمون كثيراً عن رغبتهم في مكافحة الإرهاب كظاهرة خطيرة ولها تحديات كبيرة، وبما أنهم يتكلمون كثيراً فلماذا لا يستغلون هذه الفرصة لتنفيذ ما يتكلمون عنه».
ولفت زنين إلى أنه منذ إعلان الرئيس بوتين لمقترحه قبل نحو شهر ونصف الشهر «لم نر رد فعل واضحاً من جانب الأوساط الرسمية لتلك الدول»، مضيفاً «إذا هم يرفضون (هذا المقترح) فذنبهم على جنبهم»، لكنه استدرك قائلا: «حتى الآن لم نر نوعاً من الرفض المطلق». ومضى زنين قائلاً: «إذا كانت السعودية تعلن بأن الإرهاب يشكل خطراً بالنسبة لها، فلماذا لا يمكن توحيد الجهود لاجتثاث هذه الظاهرة».
وشدد كبير الباحثين في معهد العلاقات الدولية بموسكو الذي يترأسه البروفيسور فيتالي نعومكن ونسق اللقاءات بين الوفد الحكومي السوري ووفود المعارضة على ضرورة أن تضع تلك الدول «أوراقها على الطاولة إذا أرادت فعلا مكافحة ومحاربة الإرهاب».
وبعد أن أشار إلى عدم معرفته إن كان الرئيس بوتين أجرى مشاورات مع الإدارة الأميركية قبل الإعلان عن مقترحه، لفت إلى أن الرئيس الروسي لم يخف رغبته في إيصال قلق روسيا للإدارة الأميركية من أعمال تنظيم داعش الإرهابي خاصة في المنطقة والتي طالت المحيط الإقليمي والدولي والعالمي».
وأضاف: «كان دائماً في خطابته يلفت نظر قادة الدول الغربية إلى خطورة الإرهاب وضرورة اتخاذ خطوات ملموسة ومحددة لمكافحته». وفيما يتعلق بالتحضيرات الجارية لعقد «موسكو 3»، وإن كان هناك مطالب لروسيا من الحكومة السورية، قال زنين «قبل كل شيء سورية نفسها هي صاحبة القرار ولها حق مطلق بهذا الشيء.. لكن ليس لدي تفاصيل فالعملية دقيقة».
وأضاف: «أهم شيء هو أن تتوحد المعارضة على برنامج سياسي واحد ورؤية واحدة»، لافتاً إلى أن الكثير من التيارات المعارضة ليس لها رؤية وبرنامج سياسي واضح وموحد»، ومضيفاً: «يجب أن يوضحوا ماذا يريدون وبالتفصيل.. حتى الآن لم نر هذا الشيء».
وإن كان يعتقد أن حل الأزمة بات قريباً أم يحتاج إلى وقت طويل، قال زنين: «ليس في العالم شخصية يمكن لها أن تجيب على هذا السؤال، فكل يوم تزداد إراقة الدماء ويزداد عدد القتلى والضحايا، ولذلك كلما اقترب الجانبان إلى نوع من التوافق كان أفضل».
ورأى كبير الباحثين في معهد العلاقات الدولية بموسكو، أنه من الضروري وجود موقف موحد لحل هذه الأزمة من القوى العالمية، «فالرئيس بوتين طرح مبادرته من أجل هذا الأمر»، معتبرا أنه «لا يمكن حل الموضوع بيومين ولكن بشكل تدريجي ومتواصل».
وإذا ما كان تصريح وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند حول عدم سعي الغرب إلى إسقاط النظام في سورية يؤشر إلى «تغير» في الموقف البريطاني من سورية، قال زنين «هذا يشكل نوعا من التقدم في استيعاب ما يجري في سورية بشكل واقعي». وإن كان توقيع الاتفاق النووي الإيراني سينعكس إيجابا على حل الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام قال زنين «من الضروري أولا تنفيذ ما اتفق عليه بشكل فعلي ودقيق. حتى الآن هناك الكثير من الغموض.. هل الكونغرس الأميركي سيقر هذا الاتفاق». وبعد أن أوضح زنين، أن بلاده قابلت التوقيع على الاتفاق بارتياح وبذلت جهوداً كثيرة لإتمام ذلك، لفت إلى أن هناك الكثير من الأعداء لهذا الاتفاق في المنطقة فالكثير من الدول لا تثق بالقرار الإيراني».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن