شؤون محلية

نهر حلب الكبير

| محمود الصالح

سعدت جداً عند مشاهدة مياه الفرات تعود إلى التدفق إلى سهول حلب عبر نهر حلب الكبير بعد أن توقف ضخ هذه المياه من بحيرة الأسد لعدة سنوات بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية على محطات الضخ في منطقة «البابيري».
اليوم عادت مياه الري إلى سهول حلب الشرقية والجنوبية التي حررها أبطال الجيش العربي السوري، عادت هذه المياه إلى التدفق لإحياء 75 ألف هكتار من أجود الأراضي الزراعية في ريف حلب، التي تمت زراعة الجزء الأكبر منها بالمحاصيل الشتوية من الأقماح.
93م3 في الثانية قدرة التدفق لنهر حلب الكبير والمسمى فنيا «قناة الجر الرئيسة لمشروعات مسكنة غرب» هذه الكمية من المياه تعادل خمسة أضعاف النهر الصناعي العظيم الذي أنشئ في ليبيا بكلفة 30 مليار دولار في أواخر القرن الماضي، وهي تعادل غزارة أنهار بردى والعاصي ونهر الكبير الشمالي.
هذا النهر العظيم سيعيد الحياة إلى أكثر من 265 ألف أسرة في المناطق التي يرويها لاعتماد هذه العائلات على الزراعة في وقت تعاني هذه المناطق ندرة المياه الجوفية، ومن ثم كانت إعادة جريان المياه إلى هذا النهر الصناعي العظيم تشكل نجاحاً عظيماً في إعادة الحياة إلى المناطق المحررة في حلب، قام بهذه الجهود نخبة من العاملين في مؤسسة استصلاح الأراضي ووزارة الموارد المائية ومحافظة حلب من خلال عمل متكامل ابتداء من صيانة محطات الضخ في «البابيري» على بحيرة الأسد ومروراً بجسم القناة الرئيسة الذي يزيد طولها على 150 كم وانتهاء بآلاف الأقنية الفرعية.
اليوم كسبت حلب الرهان في توفير مصدر مائي مستقر لزراعتها ومن ثم لن تعاني حقولها العطش، وتبشر حقول القمح التي تجولنا فيها حول هذه القناة بإنتاج وفير، سيعيد إلينا مخزوننا الإستراتيجي من القمح.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن