سورية

المدنيون بين ويلات قصف «التحالف الدولي» وممارسات داعش

| الوطن – وكالات

يعاني المدنيون القابعون في الجيوب الأخيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي بريف دير الزور، من القصف المتكرر لطيران «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة واشنطن، ومن اشتداد الخناق الذي يفرضه عليهم التنظيم.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة، عن محمد الموسى أحد القاطنين في مناطق سيطرة داعش بريف البوكمال شرق دير الزور معاناته بسبب تغلغل التنظيم في قراهم وبلداتهم، وقال: «ندفع الثمن باهظاً لانتشار مسلحي التنظيم بداخل قرانا ومناطقنا بشكل شبه يومي، فقصف التحالف أصبح أمراً اعتيادياً لنا، حيث تكون نتيجته عشرات القتلى والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ هذا من جانب، ومن جانب آخر القصف الذي يكون مصدره قوات سورية الديمقراطية – قسد».
وتساءل الموسى: «هل القضاء على التنظيم يوجب قصف مخيمات النازحين ومناطق اكتظاظ المدنيين بداخل مناطقهم؟»، مشيراً إلى أن القصف الذي نفذه التحالف على مخيم للنازحين في منطقة ظهرة العلوني بالقرب من بادية الشعفة على ضفاف نهر الفرات الشرقية في 26 شباط الماضي، والذي راح ضحيته 28 شخصاً ضمنهم عوائل كاملة، وقصفه أيضاً لمدرسة ابتدائية تحتوي نازحين داخل بلدة الشعفة في مطلع الشهر ذاته والذي كانت نتيجته قتلى من الأطفال والنساء أيضاً، وكذلك قصفهم للتجمعات المدنيين في الأسواق لا يميز بينهم وبين مسلحي التنظيم كما فعل لمرات متكررة في سوق مدينة هجين.
وتابع قائلاً: «ما ذكرته لا يقدم كل ما يتعرض له المدنيون من قصف شبه يومي، فالقصف سيستمر باستمرار وجود التنظيم في مناطقنا والضحية أولاً وأخيراً هم الأهالي» على حد تعبيره.
بالإضافة إلى المعاناة السابقة، فإن الوضع المعيشي والصحي في القرى التي لازالت تحت سيطرة التنظيم سيء جداً، وذلك بسبب الحصار الداخلي الذي يفرضه التنظيم على الأهالي ومنعهم من مغادرة مناطقه، إضافة إلى الحصار الخارجي، وفق الموسى.
وأضاف: «إن ما نعيشه الآن نحن المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم بريف البوكمال مشابه تماماً لما مر به أهالي الجورة والقصور أثناء حصار التنظيم لهم، فأغلبية المواد الغذائية مفقودة والمواد الموجودة قليلة وأسعارها مرتفعة جداً، وهذا الوضع يقتصر علينا نحن المدنيين فقط في حين مسلحو التنظيم لا يعيشون ما نعيشه».
ومن الناحية الطبية لا يوجد مستشفيات سوى مراكز للتنظيم التي لا تستقبل في أغلبية الأحيان جرحى القصف من المدنيين، الأمر الذي يجبر ذوي الجرحى لنقل المصابين إلى مناطق سيطرة «قسد» و«هنا تكمن الخطورة» سواء من حيث بعض الحالات التي لا تحتمل مشقة النقل، أو من حيث استهداف المعابر المائية في أغلبية الأحيان من قبل الطيران (طيران التحالف)، عدا فقدان اللقاحات الخاصة بالأطفال، وإن وجدت فتقتصر على ذوي مسلحي التنظيم فقط، بحسب الموسى.
وأكد الموسى، أن الأهالي يرفضون بشكل قطعي وجود التنظيم ويرغبون بالخلاص منه بأسرع وقت ممكن، لكن ليس بيدهم حيلة، فهم لا يستطيعون التعبير عن رأيهم باحتجاجات، ولا حتى النزوح إلى مناطق أخرى، فالتنظيم يمنع الخروج من مناطق سيطرته وبشكل مطلق، وأي مخالف سيعرض نفسه لعقوبة تصل إلى حد القتل.
وأشار إلى أن الخروج من المنطقة يتطلب دفع مبالغ مالية طائلة تصل إلى ألف دولار للشخص الواحد، عدا خطورة الطريق التي قد تصل إلى الموت بلغم من ألغام التنظيم المنتشرة على كل المداخل والطرق الفرعية المحيطة بكل البلدات.
من جانب آخر، حذر مدير مكتب مكافحة الإرهاب في المغرب عبد الحق الخيام من أن عودة المغاربة الذين قاتلوا تحت راية داعش إلى البلاد «يشكل خطراً حقيقياً»، الأمر الذي دفع السلطات إلى وضع خطة وإقرار قوانين وتدابير خاصة لمواجهتهم، وفق وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء. وفاق عدد الإرهابيين المغاربة في العراق وسورية 1600 شخص سنة 2015، وأوضح الخيام أن «أكثر من 200 بين هؤلاء الجهاديين عادوا إلى المغرب وتمّ توقيفهم وتقديمهم للعدالة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن