سورية

حسم معركة جنوب العاصمة يتسارع والإرهاب فيها يقترب من الأفول

| موفق محمد – وكالات

على نحو متسارع يحسم الجيش العربي السوري معركة جنوب العاصمة لمصلحته ويقترب أكثر من إعلان كامل دمشق وريفها خاليين من الإرهاب والإرهابيين، وذلك بسيطرته على الجزء الجنوبي من منطقة الحجر الأسود وتقدمه أكثر في عمق مخيم اليرموك وسيطرته على نحو 70 بالمئة منه.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش سيطرت على الجزء الجنوبي من الحجر الأسود بالكامل والممتد من الحدود الإدارية مع بلدة سبينة جنوباً حتى مقر ناحية الحجر الأسود شمالاً، ومن منطقة الأعلاف غرباً حتى الحدود الإدارية مع حي التقدم شرقاً بعد طرد تنظيم داعش الإرهابي منها.
وبات وجود مسلحي التنظيم محصوراً في الحجر الأسود بمنطقة الجزيرة شمال الحجر والملاصة لمخيم اليرموك.
بدورها أفادت وكالة «سانا» للأنباء، بأن وحدات الجيش حققت، تقدماً كبيراً في عملياتها على التنظيمات الإرهابية المنتشرة في حي الحجر الأسود وذلك بعد فرض سيطرتها الكاملة على الجزء الجنوبي من الحي في خطوة جديدة باتجاه إعلان جنوب دمشق خالية من الإرهاب.
وذكرت الوكالة، أن وحدات من الجيش حررت الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود بشكل كامل بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي داعش فيه وتكبيدهم خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد.
ولفتت إلى أن عناصر الهندسة قامت بتمشيط الجزء المحرر بهدف تأمينه وتطهيره بشكل كامل من مخلفات الإرهابيين الذين يعمدون إلى تفخيخ المنازل وزرع الألغام في الشوارع ومداخل الجادات السكنية لعرقلة تقدم وحدات الاقتحام في الجيش.
وكانت وحدات الجيش قطعت الخميس خطوط إمداد الإرهابيين ومحاور تحركهم بين شمال الحجر الأسود وجنوبه لتقسم مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية إلى شطرين وذلك تنفيذاً لخطة عسكرية تكتيكية دقيقة سهلت من مهام وحدات الاقتحام في تطهير الجزء الجنوبي من الحي بأقل الخسائر.
ولفتت «سانا» إلى أن وحدات الجيش وبعد تأمينها الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود تركز عملياتها على جزئه الشمالي الملاصق لمخيم اليرموك، حيث تخوض منذ صباح أمس، اشتباكات عنيفة على عدة محاور وتتقدم بشكل مدروس ومخطط وسط حالة من الانهيارات والذعر في صفوف الإرهابيين بعد الخسائر الفادحة التي تكبدوها وتضييق الخناق عليهم.
وبينت أن اشتباكات وحدات الجيش البرية مع الإرهابيين ترافقت مع غارات جوية للطيران الحربي ورمايات مدفعية وصليات صاروخية دقيقة على محاور تحركهم وطرق إمدادهم، ما أدى إلى تكبيدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
من جانبه ذكر الإعلام الحربي المركزي أن الجيش سيطر أمس، بشكل كامل على الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود وواصل تقدمه على عدة محاور في القسم الشمالي من الحي، وأحكم سيطرته على مدرسة القدس ومحطة الكهرباء شمال منطقة المقبرة بالحي بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي داعش.
وأضاف الإعلام الحربي المركزي في وقت لاحق من يوم أمس: أن وحدات من الجيش وصلت إلى نقطة مهمة في عمق الحجر الأسود، الأمر الذي يمهد لقرب الانتهاء من القضاء على الإرهابيين.
في الأثناء عثرت وحدات من الجيش على شبكات من الأنفاق والخنادق لتنظيم داعش في الجزء الجنوبي من الحجر الأسود، بحسب صور نشرتها صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في حين ذكرت أن الجيش تابع تقدمه على عدة محاور في الحجر الأسود ومخيم اليرموك وسط قصف صاروخي ومدفعي‏ دمر خلاله ما تبقى من تحصينات الإرهابيين وآلياتهم.
وعلى محور مخيم اليرموك، أكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، أن الجيش تقدم بقوة في عمق الجانب الغربي للمخيم باتجاه الجنوب ووصل إلى مشارف مؤسسة الكهرباء ما يعني السيطرة على الجزء الأكبر من القسم الغربي للمخيم وتقدر بنحو 70 بالمئة منه وذلك بسيطرتها على مناطق «جبهة النصرة».
وبالتزامن من تقدم قوات الجيش في عمق المخيم باتجاه الجنوب في الجانب الغربي منه، عملت وحدات أخرى من الجيش بحسب المصادر الميدانية على السيطرة ناريا على شارع لوبية الواقع على الجهة الشرقية من شارع اليرموك الرئيسي والمقابل لمنطقة مشروع الوسيم، لتعزل بذلك منطقة قاطع الشهداء الممتدة من شارع لوبية جنوباً حتى مبنى بلدية اليرموك شمالاً حيث تسيطر قوات الجيش السوري.
وبذلك تكون قوات الجيش أطبقت الخناق من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية على المسلحين المتحصنين في قاطع الشهداء والمبايعيين لتنظيم داعش، على حين تبقى الجهة الشرقية من القاطع المشرفة على شارع فلسطين مفتوحة على الجزء الجنوبي من حي التضامن حيث يسيطر التنظيم، ذلك أن الحي يحاذي مخيم اليرموك من الجهة الشرقية.
وشهدت «الوطن» أمس معارك عنيفة في تلك المنطقة، بالتوازي مع استهدافات جوية وصاروخية ومدفعية من قبل الجيش لمقار ومواقع الإرهابيين في تلك المنطقة.
وكان المتحدث الرسمي باسم الوزارة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، قد قال أول أمس: «حتى الوقت الحالي تم شطر إرهابيي داعش في الجانب الغربي من اليرموك، وتجري المرحلة النهائية من دحر مجموعات داعش المبعثرة، إذ سيطرت القوات الحكومية على أكثر من 65 بالمئة من أراضي هذه المنطقة».
وجرت أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش والإرهابيين في محور والأطراف الجنوبية لحي التضامن، وسط رمايات مدفعية وصاروخية مكثفة نفذها الجيش على نقاط الإرهابيين، في حين تكفل الطيران الحربي بقصف مواقع تمركز الإرهابيين ومرابض الهاون التي يستعملونها لضرب العاصمة والأحياء المجاورة، واستهدف مواقعهم في محوري أبو ترابي والزبير بحي التضامن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن