آراء وأقوال في قرعة أمم آسيا … منتخبنا في مجموعة متوازنة والأهم التحضير والدعم
| ناصر النجار
أنجزت القرعة الآسيوية وجاء منتخبنا في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات أستراليا والأردن وفلسطين.
المراقبون يتطلعون إلى حظوظنا الجيدة في الكأس الآسيوية من باب نوعية فرق مجموعتنا، لكن قلّة منهم ترى أن التحضير النوعي هو الطريق الذي يجب أن يسلكه منتخبنا لبلوغ أدوار متقدمة.
وفي التصريحات الأولية للقرعة أفرط القائمون على كرتنا بالتفاؤل واعتبروا أن طريقنا نحو الدور الثاني أمر لا بد منه وهو مسألة وقت، وهذا ما صرح به فادي الدباس رئيس لجنة المنتخبات الوطنية في اتحاد كرة القدم، ومدير المنتخب الأول.
أيضاً ألمح مدربنا الألماني ستانغ من بوابة أستراليا، معتبراً أن الفوز عليها بات ضرورة لمنتخبنا ومؤكداً من جهة أخرى وجود (ديربيين عربيين) مع الأردن وفلسطين فهل هذا التلميح يأتي من باب الصعوبة أو من باب السهولة؟
وباستثناء مجموعة الإمارات (مستضيفة البطولة) السهلة، فإن مجموعتنا تعتبر من المجموعات المتوازنة للأسباب التالية:
أولاً: المنتخب الاسترالي من أفضل منتخبات القارة وهو أهم المرشحين للبطولة، وهو من المنتخبات الحريصة على المشاركة بكأس العالم في المونديالات الأخيرة وخصوصاً عندما انضم إلى القارة الآسيوية.
ثانياً: الأردن لنا معه تجارب عديدة ومتعددة، قد نكون اليوم أفضل منه قليلاً لكنه تفوق علينا في مرات سابقة ولا ننسى أنه فاز علينا بالبطولة السابقة 2/1 وتأهل بدلاً منا إلى الدور الثاني.
ثالثاً: منتخب فلسطين ليس المنتخب السهل الذي نعرفه وخصوصاً إذا عزز صفوفه بالمحترفين والمجنسين من كل قارات العالم، ولا ننسى أنه أحرج السعودية بتصفيات آسيا المؤهلة للمونديال وتفوق على العديد من فرق مجموعته.
لذلك نقول مجموعتنا تضم فريقاً عالمياً، وفريقاً منافساً وفريقاً طموحاً وعلينا أن نتحضر بشكل جيد للبطولة إن أردنا الظهور فيها بشكل يسمح لنا بالمتابعة حتى النهاية.
التفوق الذي حققه منتخبنا في التصفيات المونديالية وضعه بمكان لائق بين كبار الكرة الآسيوية وصار اليوم محط أنظار العالم. في النهائيات الآسيوية علينا أن نبرهن أن ما حققناه لم يكن طفرة، بل هو بداية خطوات جديدة نحو عالم التفوق الكروي، فكرتنا تبحث عن مكانها التي تستحقه بين الكبار.
كيف ينظر خبراء كرتنا إلى القرعة الآسيوية ومكان منتخبنا فيها، تعالوا إلى التفاصيل لنعرف الأجوبة كاملة.
الدور الثاني
المدرب الوطني مهند الفقير يقول: يجب أن نستغل القرعة للوصول إلى الدور الثاني للمرة الأولى بتاريخ الكرة السورية، فالقرعة لا نقول عنها: إنها سهلة، بل هي جيدة، ومن الممكن أن يكون لنا مقعد في الدور الثاني إن أحسنا التعامل مع خصومنا واحترمناهم.
من وجهة نظري يجب أن يكون العامل النفسي في اللقاء مع المنتخب الأسترالي له دور كبير ودافع إلى التفوق، فتأهل منتخب استراليا إلى المونديال على حساب منتخبنا سيشكل ضغطاً نفسياً على الأستراليين، وسيمنح منتخبنا جرعة ثقة زائدة لإثبات الذات ورد الاعتبار.
البداية ستكون مع فلسطين، ومباراة الافتتاح لها أهمية كبيرة في منح المنتخب القوة الدافعة للاستمرار بثقة وقوة، على منتخبنا الفوز ليتابع بقوة مع العلم أن المنتخب الفلسطيني أصبح يحسب له الحساب.
المنتخب الأردني تراجع مستواه قليلاً في المواسم الأخيرة، لكنه سيكون جاهزاً ومحضراً للبطولة الآسيوية، ومباراتنا معه أشبه بمباراة الديربي التي تذوب فيها الفوارق الفنية، وعلينا مع الأردن الاعتماد على الحلول الفردية مع الانضباط الفني.
ليس أمامنا طريق شائك، المهم البحث عن التحضير وعن الوقوف خلف المنتخب من أعلى الهرم إلى أصغر مشجع كروي.
تقارب الأداء التكتيكي
مساعد مدرب المنتخب طارق جبان يقول إن القرعة صعبة وليست سهلة لسبب وجود منتخبين عربيين جارين وهناك تقارب في المستوى وكذلك من حيث الاندفاع والقتالية على الأداء، ووجود منتخب أستراليا يعطي المجموعة قوة إضافية، ولا شك أن تواجد جيل استثنائي للكرة السورية قادر على تسجيل نتائج ممتازة سيعطينا زخماً لدخول البطولة بقوة.
القرعة عموماً كانت متوازنة بكل المنتخبات بسبب التصنيف ووجود منتخبين عربيين في مجموعتنا يجعل التقارب كثيراً في الأداء التكتيكي والقتالية على كل كرة والحماسة لكن ذلك لن يكون مؤثراً على صعودنا للدور الثاني.
التفكير بالبطولة
مهند طه رئيس فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام يقول عن القرعة بعد التألق الذي حققه منتخبنا في التصفيات المونديالية: يجب أن ينصب تفكيرنا في أكثر من الدور الأول، فمنتخبنا صار من زمرة الفرق الكبيرة آسيوياً وعليه أن يحافظ على ما وصل إليه أولاً، وأن يتقدم وهو الأهم.
القرعة متوازنة وفرصتنا بالتأهل نحو الدور الثاني قوية وواردة، وعلينا التفكير بما بعد الدور الأول، مع احترامنا لجميع المنتخبات المشاركة.
الآن يجب التحضير الجدي للنهائيات الآسيوية عبر خطة عمل واسعة ومفصلة تمتد إلى البطولة وعلى المعنيين وضع كل التسهيلات لتنفيذ خطة المدرب وتقديم كل دعم ممكن ومطلوب.
التحضير من الطبيعي أن يشمل النواحي البدنية والتكتيكية وأن نلعب مع منتخبات توازي مدارس القارة الصفراء من حيث أسلوب اللعب وما شابه ذلك.
وأعتقد أن العامل النفسي وزرع ثقافة الفوز يجب أن يكون له الأولوية في بناء منتخبنا الوطني الجديد.
التحضير أولاً وأخيراً
أحمد قوطرش رئيس نادي الوحدة لا يرى أي مشكلة في القرعة، مهما كانت أو كان مستوى منتخباتها، فكل المنتخبات المشاركة قريبة من بعضها، ومجموعتنا كانت متوازنة وهي أقوى من غيرها، لكننا لا نستطيع القول إن بقية المجموعات سهلة.
المشكلة تكمن في التحضير الجيد والمناسب للبطولة، وإذا دخل منتخبنا البطولة من دون تحضير فإنه لن يتجاوز أسهل الفرق.
منتخبنا يجب أن ينال نصيبه من التحضير الجيد مع المعسكرات الخارجية والمباريات القوية، ومدربنا يجب أن يتاح له الوقت الكافي ليقدم ما عنده من فكر تدريبي.
بالعودة إلى مباريات مجموعتنا، فليست هناك مباراة سهلة على الإطلاق، حتى منتخب فلسطين صار يحسب له ألف حساب، وخصوصاً إن كانت صفوفه كاملة بلاعبيه المحترفين والمجنسين.
ننتظر من منتخبنا الشيء الكثير ليكون خير سفير لكرتنا في الأمم الآسيوية.