شؤون محلية

الزراعة العضوية في سورية.. الأولى في عدد المنتجين والثالثة في المساحة عربياً

| محمود الصالح

تأتي سورية في المرتبة الثامنة والخمسين عالمياً، والثالثة عربياً في مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل العضوية، حيث تصل مساحة الزراعة العضوية في البلد إلى 20 ألف هكتار سنوياً، وهي تشكل بحدود 14 بالمئة من المساحة المزروعة، وذلك حسبما أكده مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في حلب نبيه مراد لـ«الوطن»، مبيناً أن مصر تأتي في المرتبة الأولى عربياً من حيث نسبة المساحة للزراعة العضوية وكذلك من حيث المساحة التي تصل إلى أكثر من 82 ألف هكتار، تليها السودان 53 ألف هكتار، لكن تأتي سورية في المرتبة الأولى عربياً في عدد المنتجين الذين ينفذون الزراعة العضوية حيث يصل العدد إلى 2458 فلاحاً.

وأشار مراد إلى أنه رغم الإقبال على المنتجات العضوية عالمياً، فإن الزراعة في سورية لا تزال تخضع للتجربة حيناً، وللمراقبة والخوف حيناً آخر، وقد عبر المزارعون عن خشيتهم من التحول إلى الزراعة العضوية، لأنها تجربة جديدة، وهي محفوفة بالمخاطر التي تصعب السيطرة عليها وفق الظروف الحالية.
ولفت مراد إلى أن الزراعة العضوية عرّفت عام 1969 بأنها نظم الخدمة والصيانة والمحافظة على المصادر الطبيعية مع الاستفادة من تطويع الوسائل التقنية والصناعية لتحقيق احتياجات الإنسان الحالية والأجيال القادمة من الغذاء العضوي.
وبين مراد أنه يمنع في الزراعة العضوية استخدام الأسمدة الكيميائية ورش المبيدات الفطرية والحشرية، والفلاحة الجائرة والمتكررة للأراضي، وحرق بقايا المحاصيل في الأرض، ويشترط استخدام المكافحة الحيوية للقضاء على الآفات الزراعية واستخدام الأسمدة البلدية المخمرة وإجراء التحليل للتربة واعتماد الري الحديث، والمحافظة على الكائنات الحية في التربة، والاستفادة من المخلفات الحيوانية لإنتاج الطاقة وتأمين السماد العضوي للزراعة، والاستفادة من مخلفات المحاصيل لتغذية الحيوانات.
وعن الأهداف والمكاسب التي يمكن أن تتحقق من الزراعة العضوية بين مراد أنها تحقق الاستخدام الأمثل للطاقة والموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة، والتنوع الحيوي، إذ يعمل على تطبيق مقاييس عالية لتربية الحيوانات دون إهمال الممارسات التقليدية، والترويج لنوعية حياة مميزة لكل من له علاقة بهذا النظام، كما تحقق موارد اقتصادية كبيرة للمنتجين نظرا للإقبال الكبير على منتجات الزراعة العضوية رغم ارتفاع أسعارها، وبالتالي فهي تحقق قيمة مضافة بالنسبة للمنتجين.
أما بالنسبة لكيفية التحول إلى الزراعة العضوية، فبين مراد أنه يجب العمل على تحسين التربة الزراعية من خلال إضافة المخلفات العضوية، واستخدام الأسمدة العضوية فقط، وكذلك الاقتصار على استخدام المخصبات الحيوية، والتركيز على تطبيق الدورة الزراعية، واتباع المكافحة المتكاملة الحيوية والميكانيكية.
ويرى مراد أن مفاتيح نجاح الزراعة العضوية يأتي من خلال البدء بتنفيذ مساحة صغيرة، واتخاذ القرار بناء على معطيات صحيحة، وأن يكون المنتج متميزاً وذا مواصفات مطلوبة، والإنتاج طبقاً لاحتياجات السوق، وإشراك جميع أفراد العائلة في عملية الإنتاج.
ويؤكد أن الطعام العضوي قد يكلف أكثر من الطعام العادي على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل نجد أن الزراعة غير العضوية ترتب تكاليف باهظة على الفرد والمجتمع، لذلك نجد أن الطعام العضوي اليوم مطلوب وبشكل كبير ونظرا لندرته فان أسعاره كبيرة.
وتأتي المنتجات الزراعية الغذائية في مقدمة المنتجات العضوية نظراً لعلاقتها بحياة الإنسان ومن ثم يأتي بعدها محصول القطن، حيث يعتبر القطن السوري من أكثر أقطان العالم طلباً نتيجة انخفاض كمية الأسمدة في زراعته وبالتالي يعتبر الأقرب إلى المنتجات العضوية عالمياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن