حلب تنعى «حاج عبدو الفوال»
| حلب – خالد زنكلو
نعى الحلبيون أمس «حاج عبدو الفوال» الذي عدوه أحد أهم «معالم» مدينتهم و«ماركة» شعبية شهيرة ارتبط اسمه بصناعة «اللقمة الطيبة» من الفول المدمس لنحو 63 عاماً، قصد محله خلالها في حي الجديدة مشاهير وسياح وإعلاميون من شتى بقاع الأرض.
ذاع صيت وشهرة عبد الرزاق المصري المعروف بـ«حاج عبدو الفوال» خارج حلب إلى باقي المدن السورية والعربية، واعتبره أبناء مدينته «مدرسة» و«أسطورة» في صنع الفول ذي النكهة «والبعد الحميمي» الذي ارتبط بالذاكرة الشعبية الجمعية الحلبية.
حاج عبدو الفوال قال في تصريح لـ«الوطن» قبل وفاته إن مئات الإعلاميين أجروا معه لقاءات وحوارات خلال مسيرة حياته المهنية، ليعد بذلك أكثر شخصية حلبية تلقفتها وسائل الإعلام التقليدية قبل ذيوع مواقع التواصل الاجتماعي التي سلطت الضوء عليه بحفاوة، ونعاه روادها الذين ارتادوا محله، الذي أتت الحرب عليه، كأحد معالم الشهباء الرئيسة مثل القلعة التاريخية وسوق المدينة وخان الحرير وصباح فخري.
وعلى الرغم من صغر «دكانته» المطلة على ساحة الحطب العريقة والأثرية، والتي تقطن بيوتها العربية التقليدية إثنيات متعددة، إلا أنه رفض بيعه بـ500 مليون ليرة عندما كان سعر صرف الليرة يعادل حوال 47 ليرة لأنه يمثل إرث والده، الذي عمل بمهنته منذ عام 1901، ودرج أبناء المدينة على زيارته لتناول الفول، وعلى الواقف بسبب ازدحام مقاعده الخشبية بالرواد على حين آثر المسؤولون من رؤساء ووزراء ممن زاروا حلب، طلب تناول فطورهم من وجبته في الفنادق ذات النجوم الخمس.
أصدقاء الفقيد، الذي افتتح أبناؤه فروعاً لهم في حلب واللاذقية ومصر، وصفوه في نعواتهم بأنه مدرسة في «الأخلاق والعطاء» حيث لم يسع إلى الربح بدليل مواظبته على اتباع ما يسمى «التصليحة» بإضافة الفول إلى صحون الزبائن حتى يشبعوا في الوقت الذي هجر غيره المصطلح التقليدي القديم.