رياضة

في سلتنا الوطنية.. هل يعيد اتحاد السلة نظام بطولات الفئات العمرية؟

| مهند الحسني

تسير منافسات دوري سلة الرجال في كل موسم بشكلها الاعتيادي من دون أي تجديد، وكأننا أمام مسلسل من البيئة الشامية بأجزائه المتكررة والمستهلكة ومن دون أن تبعث بالنفس أي شيء جديد يدعو لمرحلة أكثر إشراقاً ونضوجاً، فالمنافسة في كل موسم باتت محصورة بين ثلاثة أندية أو أربعة لا أكثر، وباقي الفرق ارتضت لنفسها أن تلعب دور الكومبارس من أجل سير منافسات الدوري إلى نهايته، لكن هذا من شأنه أن يضع سلتنا وأنديتها على حافة الهاوية في حال بقيت الأمور على حالها، من دون الإسراع في إجراء تغيير شامل وجذري لمسابقاتنا المحلية التي باتت تشكل عبئاً ثقيلاً تمجه الأنفس، وأصبح التكرار السمة الأساسية لهذه المسابقات، وسلق المباريات بات ماركة مسجلة لديها، وكأن اتحاد كرة السلة يسعى للتخلص من أعباء تثقل كاهله من دون البحث عن أي فائدة فنية للعبة بشكل عام، وهذا من شأنه أن يوصلنا لنتائج لا يحمد عقباها في المدى المنظور.

إعادة نظر

ما زالت مسابقات فرق الفئات العمرية آخر اهتمامات اتحاد السلة الذي لم يتمكن من إضافة أي شيء جديد على نظام بطولاته منذ سنوات، رغم أهمية هذه المرحلة العمرية للاعب، التي من خلالها يكتسب الأبجديات الصحيحة للعبة، لكن ما يحصل لدينا في دوريات الفئات العمرية يجعلنا ندخل في دوامة لا مخرج لها، ويوصلنا إلى نتيجة أن طريق سلتنا نحو التطور سيكون مسدوداً مسدوداً، طالما أننا على هذه الدرجة من الاستخفاف بمباريات هذه الفرق التي تعد اللبنة الأساسية للعبة، وما يجعلنا نؤكد ضرورة التغيير هو ظهور جيل سلوي واعد بهذه الفئات، وكل ما تحتاجه هو الرعاية والاهتمام، خاصة بعدما أكد الكثير من خبراء اللعبة أن اللاعب في هذه الفئة العمرية بحاجة إلى أن يلعب بالموسم الواحد حوالي الخمسين مباراة، كي ينضج فكره السلوي، وترتفع مهاراته الفردية، غير أن اتحاد السلة بدلاً من أن يعزز هذه الفكرة، ويزيد عدد مباريات البطولة، يقوم باختزالها في كل موسم بطريقة مسلوقة، وبأوقات صعبة للاعبين حتى أضحت البطولات بلا طعم ولا رائحة ولا فائدة، وكأنها أداء واجب لا أكثر.

دوري مستهلك

دعونا من دوري الرجال قليلاً، وعلينا وضعه خلف ظهورنا في مؤتمر اللعبة المقبل، ويجب وضع موضوع مسابقات هذه الفرق على طاولة البحث، والعمل على نظام جديد بأوقات زمنية تتناسب مع ظروف جميع اللاعبين وخاصة الدراسية، وإقامة مباريات بعيداً عن السلق والضغط الذي لا يعطي الفرق سوى الإرهاق والتعب والإصابات، وما نتمناه أن يعيد اتحاد السلة النظر في طريقة دوري الفئات العمرية، والعمل على منحها الأفضلية من حيث عدد المباريات، وكلنا أمل أن يأخذ الاتحاد كلامنا على محمل الجد، ويعمل على تطوير دوري هذه الفئات التي تعد اللبنة الأساسية لبناء جيل سلوي يعرف ألف باء كرة السلة الصحيحة والسليمة.

خلاصة

كنا نظن أن مسابقات الفئات العمرية لها الكثير من المكانة والاهتمام لدى اتحاد كرة السلة الذي لا يتوانى في كل مناسبة عن رفع شعار ضرورة العودة للاهتمام بالقواعد، لكن ما نشاهده بأم أعيننا في هذه البطولات في آخر خمسة مواسم غيّر الكثير من قناعاتنا، وبأن هذه الشعارات لا تتعدى حدود زوبعة في فنجان، لذلك نحن أمام مفصل مهم من عمر سلتنا الوطنية، ويجب الإسراع في تعديل هذه المسابقات، وإلزام الأندية بالمشاركة بجميع الفئات بعيداً عن أي أعذار أو حجج واهية، مع التلويح بعصا المحاسبة بحق أي ناد لا يعمل على بناء هذه الفرق، ولا ضير من وضع مكافآت مالية مجزية، ومغرية للفرق الفائزة بجميع الفئات، ومكافأة أفضل لاعبة ولاعبة.
كل هذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على المستوى الفني للعبة، وستكون هذه الفرق بمستوى عال يؤهلها لخوض مباريات دوري الرجال بقوة بعيداً عن المباريات الطابقية والفوارق الرقمية العالية بين الفرق، فهل نسعى معاً لتطوير فرق القواعد ومسابقاتها، أم سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن تدخل سلتنا في نفق مظلم لا مفر منه، وحينها لن يفيدنا الندم والحسرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن