شغب الملاعب إلى متى؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ .. احذروا قادمات المباريات فالشغب لم يعد يحتمل
| الوطن
تفاقم الشغب هذا الموسم واستفحل وغدا في كل ملعب، وباتت المباريات المتبقية على شفير الهاوية وخصوصاً أنها مهمة وحساسة.
وفي استعراضنا لأسباب الشغب نجدها في الثقافة الكروية المتدنية عند كوادر اللعبة وعند جماهير الأندية، فالكل بات يبحث عن الفوز بأي طريقة ولم تعد تعنيه مقولة: الرياضة فوز وخسارة، فالوجه الآخر من المعادلة لم يعد يرضي أحداً.
ولهيب الشغب يبدأ من الأندية وكوادرها وينتقل من خلالها إلى الجمهور، ولو كانت الأندية وإداراتها وكوادرها ولاعبوها تملك الثقافة الاحترافية لما وصل لهيب الشغب إلى الملاعب، ونقف هنا عند المواقع الإلكترونية التي تغذي الشغب وتنمي روح العداوة والفرقة والبغضاء، وهذه المواقع والصفحات من مسؤولية الأندية، وعليها إيقافها إما بالتراضي أو بالقانون مع تقوية الصفحة الرسمية للنادي وجعلها المنبر الوحيد الذي يمكن لأبناء النادي الواحد التواصل من خلاله.
روابط المشجعين في الأندية عليها بناء هذه الثقافة من خلال التواصل الدائم مع الجمهور سواء في الملعب مباشرة أم عبر صفحة النادي الرسمية ونشر توعية ثقافية للتحلي بالروح الرياضية.
وسائل الإعلام بكل مفاصلها عليها التأسيس لهذه الفكرة ونبذ الشغب والتصدي لكل حالات الشطط والخروج عن أدب الملاعب واستنكاره.
اتحاد الكرة يتحمل المسؤولية الكبيرة من خلال قرارات جريئة وشجاعة تطول الأفراد والفرق والعقوبات هنا يجب أن تكون قاسية.
تهاون اتحاد الكرة في بعض حالات الشغب، وقراراته اللينة رفع من نبرة الشغب في ملاعبنا، وساهم بذلك أيضاً ضعف بعض المراقبين والحكام فتغاضى البعض عن ذكر الأحداث الصحيحة في تقاريرهم ما برر لمرتكبي الشغب فعلتهم ومنحهم صك البراءة.
أخطاء الحكام المتزايدة يتحملها اتحاد كرة القدم ولجنة الحكام التي ناصرت حكامها على الحق والباطل فازداد السخط الجماهيري من أداء بعض الحكام وصافراتهم، وهذا يجب أن يصحح بالحلول المجدية، نعرف أن الحكم يصيب ويخطئ وها هي الدوريات والبطولات العالمية مملوءة بالأخطاء، لكن ليس على شاكلة أخطاء حكامنا، والأهم من ذلك هل تستحق الأخطاء التحكيمية هذا الشغب كله؟
آخر (طب الكيل) أننا لم نجد أي مبرر للشغب الحاصل بعد مباراة الجيش وتشرين فهل انتقلنا إلى مرحلة الشغب من أجل الشغب؟
كوادر اللعبة تناقش موضوع الشغب وكيفية مكافحته بالتقرير التالي:
ظاهرة خطرة
مهند طه رئيس فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام يعتقد أن الشغب ظاهرة تفشت وزادت عن حدها، فالجمهور مازال متأثراً بالأزمة، وللأسف ثقافة عدم تقبل الآخر صارت واضحة، والتعصب يزداد وعدم تقبل الخسارة بات أمراً مزعجاً.
المسؤولية هنا يتحملها اتحاد كرة القدم والأندية على حد سواء فنحن نريد اتحاداً قوياً يتعامل مع أحداث الشغب بعدالة بين الفرق وبقوة لردعها.
الغرامات المالية لم تعد مجدية، ونحن لا نقبل اللعب بلا جمهور لأنه فاكهة المباريات والرياضة، لذلك من الضروري البحث عن زمرة من العقوبات المجدية، وأهمها ما يخص كوادر اللعبة واللاعبين لأنهم مصدر الشغب في الكثير من الحالات، الأمر الآخر المفترض اتباعه هو تأهيل المراقبين، فالكثير من المراقبين لا يكتبون حقيقة الأحداث، فتطمس المعالم ويخرج المذنب من الملعب بريئاً، والكلام نفسه ينطبق على بعض الحكام.
وهنا يجب الابتعاد عن المحسوبيات وعدم الكيل بمكيالين تجنباً للظلم الذي هو أول شرارة في الشغب.
أما بالنسبة للأندية فعليها الاعتناء بهذه القضية بشكل كامل ومباشر، لأن جمهورها في السراء هو نفسه جمهورها في الضراء والأندية مسؤولة من خلال التفاعل والترابط مع روابط المشجعين التي باتت مهمتها إبعاد المسيئين عن الملاعب وإيقاف أي حالة للشغب قبل أن تتنامى.
أيضاً لابد من السيطرة على المواقع الإلكترونية ومعرفة من يبث السموم ويثير الشغب والفتنة ومقاضاته وإغلاق موقعه أو صفحته الإلكترونية ولو كان هذا الشخص خارج البلاد.
أخيراً لابد من وضع كاميرات في الملاعب لمعرفة مثيري الشغب وملاحقتهم.
علينا أن نؤمن أن الرياضة فوز وخسارة، وأن الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا.
تدخل خاص
نادي الوحدة من الأندية الجماهيرية في القطر، جمهوره كغيره من الجماهير الأخرى متعصب، وهذا ما أرهق النادي كثيراً.
أحمد قوطرش رئيس نادي الوحدة يقول: من الظلم أن نصف أي جمهور بالمشاغب، فالجمهور نعمة كبيرة للأندية بكل الحالات، لكن علينا البحث دوماً عن الفئة المشاغبة التي تحاول إلحاق الضرر بالنادي، وقد تكون مدفوعة لذلك لأسباب مختلفة قمنا ما بوسعنا لمكافحة الشغب، واجتمعنا عدة مرات مع رابطة المشجعين لبحث هذه المسألة، وهناك أمور تجعل الجمهور خارج السيطرة عندما يتلقى الإهانات من الجمهور الآخر، وهذا أمر خاطئ من الجميع.
مهما بلغت عقوبات اتحاد كرة القدم فإنها لا تكفي لإنهاء الشغب ولابد من تدخل حكومي بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم والأندية لاجتثاث الشغب، وقدمت مؤخراً مذكرة حول المقترحات في هذا الخصوص.
مسؤولية الجميع
مدرب المنتخب الأولمبي الكابتن مهند الفقير يرى أن الشغب هو مسؤولية الجميع.
الأندية عليها أن تقيم دورات توعية للجماهير، وعليها أن تضع الجمهور بصورة ما يحدث وشرح كل الحيثيات والتفاصيل بشأن الحالات المرتكبة والعقوبات المفروضة وآثار الشغب السلبية على الأندية.
مسؤولية اتحاد كرة القدم بتطبيق العدالة بين الفرق، والتدرج بالعقوبات لتكون رادعة تمنع الشغب، ومراجعة الأخطاء التحكيمية والبحث عن حلول مجدية لعدم تكرار الأخطاء التي تظلم الفرق وتغير مجرى المباراة ونتيجتها.
اتخاذ عقوبات رادعة بحق كوادر اللعبة واللاعبين المسيئين لأنهم الشعلة التي توقد الشغب وتثير الجمهور.
ما وصلنا إليه أمر خطر ويدعو إلى التدخل الفوري والقوي لمنع استفحال الشغب بأضراره الكبيرة على الجميع.
الأخطاء التحكيمية
الحكم الدولي مشهور حمدان عضو لجنة الحكام العليا، يؤيد كل ما ذكره ضيوف هذا التقرير من حيث توازع المسؤوليات والحلول، وهو يؤيد اعتماد عقوبة شطب النقاط للشغب المتزايد والمتكرر، لأنها العقوبة الوحيدة التي يمكن أن تردع الشغب أما عن موضوع الأخطاء التحكيمية فهو يعترف بوجودها.
ويحمّل الأسباب إلى رئيس اللجنة السابق الذي أضرّ بالتحكيم ولم يقدم له أي فائدة، وتعامل مع التحكيم بمنظوره الخاص وضمن مصالحه الشخصية.
ويضيف (مشهور حمدان): الخطوات الكفيلة بحل مشكلة التحكيم هي الزج بالمواهب الشابة من حكام الدرجة الأولى وبعضهم أثبت نجاحه في المباريات، وتشجيع الحكام والتصفيق لهم، فكما نصفق للهدف وللعبة الحلوة، علينا أن نصفق للصافرة الجميلة، وفي حال أخطأ الحكام بأي قرار فيمكن استعمال (التصفير) أو رفع رايات بيضاء كما هو الحال في دول العالم بدلاً من شتم الحكام وإهانتهم والإساءة إليهم.
وبكل الأحوال لنا حديث مطول قادم عن التحكيم الكروي في سورية.