شؤون محلية

الله يذله!!

محمد أحمد خبازي

 

أينما اتجهت وحيثما سرت، وفي أي سرفيس صعدت، وفي أي سوق جلت، وفي أي دائرة دخلت، تر الناس رافعة أياديها وتحدق في السماء، وتتوسل إلى الباري عز وجل أن يذلَّه، ويريها فيه يوماً أغبر يكون نحسا عليه، يُمرَّغُ فيه أنفه بالتراب!!.
لقد تعب المواطنون من نرجسيته وتكبره عليهم، وأشقاهم غروره وتقوقعه في برجه العاجي، وأعياهم فعلاً انعزاله عنهم ومعاملته لهم بجفاء.
وأحزنهم إيغاله في الصدود، على الرغم من كل التدخلات والمساعي الحميدة ومحاولات المصالحة، لرأب الصدع بينه وبين الناس، وجسر الفجوة الكبيرة بين حياتهم وبينه، كي يستقرَّ لهم عيش، ويهنأ لهم يوم، ويطيبَ لهم مقام.
فنأيُه عنهم بهذه الطريقة المفجعة، والتي لم تفلح معها محاولات المصالحة والتوسط حتى الساعة، جعل حياتهم لا تُطاق، وظروفهم صعبة للغاية، وإمكاناتهم أمامه ضعيفة جداً ، وقدرتهم على تحمِّله إلى تلاش!!.
لذلك لم يجدوا من سبيل لقهره سوى بالدعاء عليه، دعاء الفقراء والمحرومين من كل ما يبهج، دعاء البسطاء الذين لا يجدون ما يسدُّ الرمق إلا بشق النفس، ولا يوفرون كفاف يومهم إلا ممزوجا بالدمع والحُرقة والغُصة.
لقد أمست عبارة (اللـه يذل الدولار) أكثر ما يلهج به المواطنون اليوم بمختلف فئاتهم وشرائحهم وأعمارهم ومهنهم وحرفهم وعملهم، في ظل الغلاء الفاحش الذي سببه تذبذب أسعاره خلال الأيام الأخيرة ومنعكساته على حياتهم المعيشية، التي أمست قاسية بكل ما لهذه الكلمة من معان!!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن