عربي ودولي

تقدم أمل وحزب الله وتراجع لتياري الوطني الحر والمستقبل في الانتخابات اللبنانية … برّي: محاولات الهيمنة لا تفيد.. والحريري: النتائج أسوأ من المتوقع

أظهرت عمليات فرز الانتخابات اللبنانية وفق نتائج غير رسمية، فوزاً ساحقاً للثنائي حركة أمل وحزب الله، وتقدماً لتيار المردة والقوات اللبنانية وتراجعاً للتيار الوطني الحر والمستقبل.
وستتبدّى مفاعيل هذه الانتخابات والقانون النسبي الهجين الذي جرت على أساسه، خلال الأسبوعين المقبلين الفاصلَين عن نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي في 20 أيار، حيث سيكون المجلس الجديد في هذا التاريخ على موعد مع انتخاب رئيسه والذي بات شبه محسوم تمتع نبيه برّي بأوفر حظ للعودة على حصان أبيض إلى منصب رئيس البرلمان الذي يشغله منذ العام 1992. ثمّ تأتي بعد ذلك المعركة المرتقبة حول «نائب رئيس» البرلمان، ثمّ انتخاب المطبخ التشريعي المتمثّل باللجان النيابية، مع انتخاب سائر أعضاء هيئة المجلس.
واعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري في حديث تلفزيوني عقب تحقيق حركة أمل التي يتزعمها وحليفها «حزب الله» انتصاراً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية: إن «المنتصر الأكبر هو من يريد أن يستفيد من الدروس التي أعطتها هذه الانتخابات، ومحاولات الهيمنة لا تفيد كما الطرح الطائفي والمذهبي والاستعلائي لا يفيد، أما طرح العيش المشترك فهو الحاصل الانتخابي».
وعلى الرغم من خوض حركة «أمل» منافسة شرسة مع «التيار الوطني الحر» الذي أسسه رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون في الانتخابات النيابية، أكد بري أنه سيكون تماماً كما كان سابقاً مع العهد وأنه لم يكن يوماً ضد رئيس الجمهورية وبكل أعماله كان يساعد العهد.
وقال: «مرشحي لرئاسة الحكومة معروف لكن لن أقول من هو اليوم»، داعياً في حديثه لمحطة «أل بي سي آي» التلفزيونية إلى الإسراع بتشكيل حكومة قبل أن يضيع البلد، على حد قوله.
من جانبه قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن «إجراء الانتخابات بحد ذاته إنجاز وطني كبير يسجل للبنان ورئيس الجمهورية والحكومة. واعتبر في كلمة أن القانون الانتخابي شكّل فرصة كبيرة للكثير من القوى والشخصيات السياسية للمشاركة والحصول على فرصتها»، مشيراً إلى أن «القانون النسبي يؤمن التمثيل الأعدل والأصح ولا يجوز العودة إلى الوراء بمعزل عن بعض الشوائب».
وأوضح نصر الله أن تجربة إجراء الانتخابات أثبتت أن الوضع الأمني في البلد ممتاز خلافاً لما كانت تقوله بعض الشخصيات».
ومن جهته أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن تيار «المستقبل» الذي يتزعمه خسر أكثر من ثلث مقاعده في البرلمان، حسب نتائج الانتخابات النيابية.
وأقر الحريري، أثناء مؤتمر صحفي، بأن تياره حصل على 21 مقعداً فقط مقارنة مع 33 في البرلمان السابق، مؤكداً أن التيار كان يأمل في تحقيق نتائج أفضل، وتابع قائلاً: «أمد يدي لكل من يريد العمل من أجل تحسين معيشة وحياة اللبنانيين».
وتعهد الحريري، بالبقاء حليفاً لرئيس الجمهورية ميشال عون، مشدداً على أن هذا التحالف يؤمن الاستقرار.
ووفق النتائج غير الرسمية، لم يحقّق حزب رئيس الجمهورية ميشال عون النسبة التي طمح إليها، كما تراجع تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت ودوائر أخرى. فيما سجل الثنائي الشيعي المكون من حركة «أمل» و«حزب الله» اكتساحاً في دوائر الجنوب والبقاع وبيروت وبعبدا.
وأظهرت نتائج الانتخابات غير الرسمية فوز لوائح حركة « أمل» و«حزب الله» وحلفائهما في معظم الدوائر الانتخابية، فيما سجلت بعض المفاجآت في عدد من الدوائر، كان أبرزها تراجع حضور تيار المستقبل في الشمال، في الوقت الذي عززت فيه القوات اللبنانية حضورها في البرلمان الجديد.
وفازت لوائح حزب الله وحركة أمل وحلفائهما في دوائر الجنوب الثلاث، وكذلك في بيروت الثانية، وجبل لبنان الثالثة، وفي دوائر البقاع الثلاثة، مع تسجيل خرق للقوات اللبنانية، وتيار المستقبل بمقعد لكل منهما في دائرة بعلبك – الهرمل.
اللافت أيضاً في تلك النتائج تراجع حضور تيار المستقبل في الدائرة الثانية في بيروت، كذلك تراجع حجم كتلته في البقاع الغربي.
أما أبرز النتائج غير المتوقعة فكانت في دائرة الشمال الثانية والتي تضم طرابلس والمنية والضنية حيث حصد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي 4 مقاعد، والوزير السابق فيصل كرامي مقعدين، مقابل 5 مقاعد لتيار المستقبل. واللافت أيضاً عدم فوز وزير العدل السابق أشرف ريفي بأي مقعد نيابي.
وفي الشمال أيضاً، عزز تيار المردة برئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية حضوره وحصد مع حلفائه 4 مقاعد.
أما التيار الوطني الحر فقد عزز تراجع حضوره البرلماني، رغم فوز مرشحيه في العديد من الدوائر الانتخابية، ومن أبرزهم رئيسه الوزير جبران باسيل في دائرة الشمال الثالثة، وكذلك الوزير سيزار أبي خليل، والوزير السابق ماريو عون في دائرة الجبل الرابعة، عدا عن فوز معظم مرشحيه في دوائر كسروان وجبيل والمتن وجزين وغيرها.
أما الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط فحافظ على كتلته النيابية بعد فوز معظم مرشحيه في مختلف الدوائر. وتراجعت كتلة حزب الكتائب بعد خسارة معظم مرشحيه باستثناء 3 منهم بينهم رئيس الحزب النائب سامي الجميل. أما المفاجأة فكانت فوز لائحة المجتمع المدني بمقعدين في دائرة بيروت الأولى.

روسيا اليوم – الوكالة الوطنية – الميادين

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن