طهران تهدد بالانسحاب من الاتفاق النووي.. إذا انسحبت واشنطن منه
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه من المحتمل أن تنسحب إيران من الاتفاق النووي الموقع مع مجموعة خمسة زائد واحد في حال انسحبت أميركا منه، في وقت صرح الرئيس الإيراني بأن بلاده ليست قلقة من أي قرار أميركي بشأن الاتفاق.
وقال ظريف في تصريح له أمس: «من غير الممكن في الوقت الحالي التحدث عن مستقبل الاتفاق النووي ويجب أن ننتظر حتى يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره في الـ12 من أيار الحالي».
وأشار ظريف إلى مشاوراته مع وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري موضحاً أنه خلال زيارته نيويورك مؤخراً أجرى محادثات مع شخصيات خارج إطار الحكومة الأميركية وهم من النخب السياسية ومراكز اتخاذ القرار كانوا مشاركين في المفاوضات بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد من أجل نقل الحقائق إليهم.
في سياق متصل صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده ليست قلقة من أي قرار تتخذه الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي. وقال روحاني: «قرار واشنطن البقاء في الاتفاق النووي أو انسحابها منه يهدف بالدرجة الأولى إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن واشنطن قلقة من استقلال إيران، مشدداً على أن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي خطأ إستراتيجي ستندم عليه.
كما أكد روحاني أن بلاده لن تتخلى عن قدراتها العسكرية واستقلالها.
وأوضح الرئيس الإيراني أن إيران لم ولن تسعى لامتلاك السلاح النووي وإذا ما أرادوا إضعافها والحد من قوتها فستقاوم بشراسة وضراوة الضغوط الأميركية.
إلى ذلك أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه نظيرته السويدية آنيكا سودر في طهران أمس ضرورة تكريس أطراف الاتفاق النووي، ولا سيما الأوروبيين، اهتمامهم على تحقيق أهدافه الإستراتيجية التي تثمر عن إرساء السلام والاستقرار الحقيقي ولا سيما في المنطقة على صعيد العمل وليس القول فقط.
من جهتها وصفت سودر الاتفاق النووي بأنه بمنزلة رسالة في مجال إرساء الأمن وحظر الانتشار النووي لذلك فإن أوروبا متكاتفة في دعم الحفاظ عليه وتنفيذه مؤكدة ضرورة الاستفادة القصوى من جميع الفرص وبذل الجهود من أجل بقاء الاتفاق.
كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي سيكون خطوة مؤلمة لها وستندم عليها وقال: «لدينا خيارات عديدة للرد على الانسحاب الأميركي في حال حصوله وسنفصح عنها بعد إعلان الموقف الأميركي».
كما صرح قاسمي بأن قطع المغرب علاقاته مع إيران خطأ إستراتيجي ارتكبته الحكومة المغربية.
في سياق متصل حذر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الولايات المتحدة من العواقب السلبية غير المحسوبة في حال إنهاء العمل بالاتفاق النووي مع إيران وذلك قبل أيام من إعلان الرئيس الأميركي موقف إدارته من الاتفاق.
وقال شتاينماير في مقابلة مع التلفزيون الألماني «أي أر دي»: إن وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري أكد عند التوقيع على هذا الاتفاق «ضرورة أن يكون واضحاً للجميع أننا بهذه الخطوة منعنا حرباً على الأرجح».
ولفت شتاينماير إلى «أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فعلا الصواب عندما أكدا أن المصالح الأوروبية المشتركة لا تكمن في القضايا التجارية وحسب بل كذلك في الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران».
في هذه الأثناء قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس: إن برلين وباريس لا تزالان تعتقدان أنه من الضروري الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.
وقال ماس في لقائه مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان في ضواحي برلين، أمس: «نحن على يقين بأن هذا الاتفاق يجعل العالم أكثر أمناً، ومن دونه سيصبح العالم أقل أمناً».
من جانبه أكد لو دريان أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا قررت الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015 بغضّ النظر عن قرار الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن الاتفاق يحد من الانتشار النووي وهو السبيل الصحيح لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي». كما دعت لندن الرئيس الأميركي إلى عدم الانسحاب من الاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: إن تخلي واشنطن عن الاتفاق النووي سيكون خطأ كبيراً، مشيراً إلى أنه لا بديل أفضل منه.
وكالات