الانتخابات التركية وحظوظ أردوغان
| غسان يوسف
هل سينجح الرئيس التركي رجب أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة؟ وهل هناك معارضة قوية ستقف في وجهه؟ وهل مرشحو الرئاسة الجدد يستطيعون فعلا أن ينافسوا «رجل تركيا القوي» منذ سبعة عشر عاماً؟
أبرز منافسي أردوغان مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض محرم إنجيه الذي أعلن أنه في حال فوزه في منصب الرئاسة فإنه سيبدأ مسيرة إصلاحات وسيضمن انتقال تركيا إلى دولة القانون والنظام البرلماني ومبدأ فصل السلطات وهو الأمر الذي يسعى أردوغان لإلغائه ما يجعل إنجيه في مواجهة أردوغان في أمرين جوهريين الأول: النظام الرئاسي، والثاني: العلمانية، وإذا كان الأول محسوم بالنسبة لأردوغان وسيعمل بكل طاقاته من أجل إنجاحه لأن الموضوع أصبح يتعلق به شخصياً، فإن الأمر الثاني أي العلمانية لم يحسمها بعد لا بل إن الصحفية سربيل تشيفيكجان مراسلة صحيفة «ملييت» التركية بمدينة أنقرة ذكرت في مقال لها أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيشهد تغييراً كبيراً، زاعمة أن أردوغان سيركز على العلمانية في دعاياته الانتخابية المبكرة التي ستشهدها تركيا في الرابع والعشرين من حزيران القادم والأولوية المستهدفة من ذلك 1.5 مليون ناخب شاب.
الصعوبات التي تواجه أردوغان ليست قليلة فتحالف حزبه «العدالة والتنمية» مع حزب «الحركة القومية» بزعامة دولت بهشلي والذي سُمي «تحالف الشعب» قابله «تحالف الأمة» المعارض الذي ضم أحزاب «الشعب الجمهوري» و«السعادة والخير والديمقراطي»، والتحالف الجديد لم يضم حزب «الشعوب الديمقراطي» المؤيد للأكراد، وأوضح القائمون على هذا التحالف أن هدفهم الإطاحة بالرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة.
قد لا يشكل «تحالف الأمة» خطراً حقيقيا على أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلا إذا اتفقت هذه الأحزاب على مرشح واحد قد يكون إنجيه وقد تكون ميرال أكشينار التي توصف بالمرأة الحديدية، وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا قبلت طلبات أربعة مرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية وهم رؤساء أحزاب: «الوطن» دوغو بارينشاك، «الخير» ميرال أكشينار، «السعادة» تمل كرم اللـه أوغلو، «العدالة» نجدت أوز، «حزب الشعوب الديمقراطي» صلاح الدين دميرتاش، وهذه الترشيحات في حال بقيت ستشكل قوة لأردوغان باعتبارها ستشتت مرشحي المعارضة وقد يفوز أردوغان من الجولة الأولى.
تبقى بيضة القبان بيد الأكراد وحزبهم الرئيسي حزب الشعوب الديمقراطي ورئيسه السابق المسجون صلاح الدين دميرتاش الذي سيكون بيده كلمة الفصل في هذه الانتخابات، وهنا لا بد من أن نذكر بما قاله نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة مرسين دنجير مير محمد فرات من أن أصوات الأكراد المحافظين ستتجه إلى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وأضاف فرات: إن الحسابات التي أجراها الحزب في عام 2007 كشفت أن 20 بالمئة من أصوات حزب العدالة والتنمية مصدرها الأكراد المحافظون غير أن سياسات أردوغان ضد أكراد تركيا والعراق وسورية أسفرت عن ابتعاد الأكراد بجناحيهم العلماني والمحافظ عن حزب العدالة والتنمية، ما يعني أن ما سماها أردوغان «عملية غصن الزيتون» التي أسفرت عن احتلال عفرين السورية ستطيح به في حال لعبها الأكراد بذكاء مع بقية الأحزاب المعارضة الأخرى.