خبراء إيرانيون: تقارير الغرب لا تدل على استخدام «كيميائي» في سورية
| وكالات
فندت الأكاديمية الطبية في إيران مزاعم الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية باستخدام الجيش العربي السوري غازي السارين والكلور في سورية، مؤكدة أن التقارير التي نشرتها أميركا بهذا الشأن لم تكن علمية وأنها «لا تدل أبداً على استخدام الغازات السامة في سورية»، مستندة في ذلك إلى «الخبرة الكافية في العوارض الناتجة» عن الهجوم الكيميائي.
وفي حوار مع قناة «العالم» الإيرانية، أشار رئيس الأكاديمية الطبية في إيران علي رضا مرندي إلى الخبرة التي اكتسبها الأطباء والخبراء الإيرانيون في مجال الأسلحة الكيميائية، وأنهم «باتوا اليوم يمنحون خبراتهم في هذا المجال إلى البلدان الأخرى»، في مقابل افتقاد الغرب «الخبرة الكافية في العوارض الناتجة عنه» رغم أن الغرب هو صانع هذه الأسلحة. وأشار رئيس الأكاديمية الطبية في إيران إلى اختبار بعض العينات التي ادعت أميركا والغرب أنها من الغازات الممنوعة المستخدمة في بعض المناطق السورية، مؤكداً أن التقارير التي أعدت على ضوئها لم تكن علمية، مشدداً على أن آثار أقدام السياسة الغربية واضحة فيها بشكل كامل. وأضاف: على سبيل المثال من خلال 500 ضحية يدعي الغرب تعرضها لغاز الخردل والسارين في سورية تمت مشاهدة عينة واحدة فقط من ضيق بؤبؤ العين، كما أن تلك العينة اليتيمة لم تكن ناتجة عن استنشاق غاز السارين، كما أن هذه العوارض لم تتم مشاهدتها في سائر المصابين، فلو تم استخدام غاز السارين فمن المؤكد أن الضحايا أكثر من الأعداد المذكورة بكثير.
وبين مرندي أنه وعلى ضوء الوثائق التي عرضها الأميركيون قدمنا تقاريرنا العلمية إلى الأمم المتحدة، وعلى هؤلاء الإجابة عليها، إذ إن الوثائق الأميركية لا تدل أبداً على استخدام الغازات السامة في سورية. كما أوضح عضو الأكاديمية عباس فروتن أنه «لا يمكن اختبار التسمم بالكلور عن طريق عينات الدم بل يمكن تقصي ذلك من خلال العوارض التي يخلفها الكلور كالحروق، إذ إن الكلور يؤثر مباشرة على الصدر والعيون ويتسبب بالحروق فيها، لكنه لا يرفع من لزوجة الدم لكي يمكن إثبات ذلك عن طريق الاختبار».
وأشار إلى وجود مختبرات في المراكز الجامعية والعسكرية يمكنها تعيين التعرض لهذا النوع من الغاز، معتبراً أنه «بما أن هناك احتمالاً كبيراً للخطأ البشري في هذا النوع من الاختبار يتعين أن يتكرر الاختبار في مختبر آخر، إذ لا توجد نظير هذه المختبرات في كل البلدان».
ولفت إلى أن البلدان التي تتمتع بهكذا مختبرات والتي لها تعاون مع الأمم المتحدة يجب أن تقوم باختبار هذه العينات، وأكد أن أميركا والغرب لم يقوما بهذه الاختبارات. وحول تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أشار فروتن إلى أن هناك أسلوباً خاصاً في الاختبارات التي تجريها المنظمة، لافتاً إلى أنه إن كانت قد اتبعت ذلك الأسلوب فيمكن القبول بالنتائج، واستدرك: لكن يتعين أن يكون جميع العلماء الذين يعملون على هذه الاختبارات من شتى الأطراف المعنية، أي إلى جانب العلماء الأميركيين والإنكليزيين والفرنسيين.
وشدد على أنه يتعين أن يكون علماء من روسيا وحلفائها، «وفي غير هذا الحال يمكن أن تتجاهل المجموعة الأولى بعض الشواهد التي تتضمنها العينات، وهذا أمر هام، أي إنهم إن ركزوا في الحوار مع المصابين على شواهد بعينها سوف يتوصلون إليها وسوف يتجاهلون الشواهد الأخرى، ولن يتم التوصل إلى النتيجة المرجوة».