«حزب اللـه» و«أمل» يعززان حضورهما في البرلمان اللبناني.. و«المستقبل» يتراجع … نصر اللـه: الهجمة التي استهدفت المقاومة جاءت نتائجها عكسية
| الوطن – وكالات
قبيل الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية بساعات، باتت صورة البرلمان الجديد واضحة، مع إعلان قوائم أسماء النواب الناجحين، التي شكلت صدمة غير متوقعة لدى العديد من التيارات، على حين عززت تيارات أخرى حضورها وحققت اكتساحاً في عدد من الدوائر الانتخابية كما جرى مع حزب اللـه وحركة أمل.
وحقق ثنائي حزب اللـه – حركة أمل، تقدماً في معظم الدوائر الانتخابية، على حين سجلت بعض المفاجآت كان أبرزها تراجع حضور «تيار المستقبل» في الشمال وفي بيروت وعدد من الدوائر الأخرى، في وقت عززت فيه «القوات اللبنانية» حضورها في البرلمان الجديد.
في الشمال عزز «تيار المردة» حضوره وحصد مع حلفائه 4 مقاعد، كما حصل نجيب ميقاتي على 4 مقاعد، وفيصل كرامي على مقعدين في طرابلس، ولم يتمكن أشرف ريفي من الحصول على أي مقعد، أما في صيدا فقد سجل أسامة سعد اسمه على قائمة الناجحين في الانتخابات كذلك فاز عدد من الشخصيات الوطنية منها إيلي فرزلي وعبد الرحيم مراد وجميل السيد.
اللافت في الانتخابات كان التراجع الملحوظ لـ«تيار المستقبل» الذي خسر عدداً كبيراً من نوابه على امتداد الدوائر اللبنانية ولم يحصل إلا على 21 نائباً، وأرجع رئيس التيار سعد الحريري السبب إلى «ثغرات داخل تيار المستقبل» وقال: «إن المسؤولين عنها سيحاسبون».
ومن الأمور غير المتوقعة التي حصلت كان تراجع «التيار الوطني الحر» الذي حقق فوزاً في عدد من الدوائر لكن ليس بالشكل الذي كان يطمح له، كذلك كتلة «حزب الكتائب» تراجعت أيضاً بعد خسارة معظم مرشحيها باستثناء 3 منهم بينهم رئيس الحزب سامي الجميل، أما المفاجأة الأهم فكانت فوز «لائحة المجتمع المدني» بمقعدين في دائرة بيروت الأولى.
وبحسب وزارة الداخلية اللبنانية فإن نسبة الإقبال في الانتخابات البرلمانية بلغت 49.2 بالمئة انخفاضاً من 54 بالمئة في آخر انتخابات أجريت قبل تسعة أعوام.
وبحسب الدستور سيكون المجلس النيابي الجديد على موعد مع استحقاق انتخاب رئيس جديد له، والذي بات شبه محسوم لنبيه برّي الأوفر حظاً للعودة إلى منصبه الذي ما زال يشغله منذ عام 1992.
الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه قال في كلمة له أمس تعقيباً على نتائج الانتخابات: إن «الحضور النيابي لقوى المقاومة وحلفائها في البرلمان يمكن أن يساعد على تحقيق البرامج الانتخابية، وإن هناك انتصاراً سياسياً ومعنوياً كبيراً لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد».
وأكد أن «البعض أراد اختراق لوائح المقاومة في الانتخابات للترويج لانقسام بيئتها الحاضنة وانقلابها عليها»، وقال: إن «الهجمة التي استهدفت المقاومة في الانتخابات جاءت نتائجها عكسية بدليل ارتفاع نسبة الاقتراع».
الأمين العام لحزب اللـه اعتبر أن «جمهور المقاومة تصرّف بمسؤولية وطنية كبيرة لا انطلاقاً من حسابات شخصية، فالنتائج أكبر رد على من يتحدث عن تراجع بيئة المقاومة».
ولفت نصر اللـه إلى أن «استمرار الخطابات الحادة والتحريضية التي رافقت الحملات الانتخابية سيؤدي إلى مشكلة»، داعياً للعودة إلى خطاب التهدئة، ومشيراً إلى أن «من يريد الاستمرار بالتحريض هدفه إحداث فتنة في البلد».
وخلص إلى القول: إن «الانتخابات انتهت وأمامنا استحقاقات عديدة أبرزها انتخابات رئاسة البرلمان وتشكيل الحكومة» مؤكداً أن «هوية بيروت العروبية والمقاومة ستتأكد في ضوء نتائج الانتخابات، كما أننا مصرون على العيش المشترك وتحالفاتنا».