إلى الوراء!
| مالك حمود
كل من يحرص على متابعة نهائيات الدوري السوري لسلة المحترفين يصاب بالتخمة السلوية، اللهم إذا لم تتجدد لديه آلام الظهر والمفاصل نتيجة الجلوس الطويل في صالة الفيحاء، فالمباريات الأربع المتتالية بحاجة للبقاء على الكراسي أكثر من ثماني ساعات متواصلة.! وعمل موسم كامل يختصر ويحسم في أسبوع! فهل هذه حالة صحية؟ وساعات تفصل بين انتهاء منافسات مجموعة الشهباء، ومشاركتها في النهائيات المذكورة!
من المسؤول عن هذه الحالة التي يصعب أن تحقق المردود الفني لسلتنا الطامحة بالعودة لمستواها، لكن على أرض الواقع يظهر المستوى دون الطموح؟
صحيح أن الظروف القاسية فرضت نفسها وتسببت في توقف النشاط الرياضي بدمشق قرابة الشهر، لكن بذات الوقت فإن مشروع المنتخب الوطني تسبب في تأجيل الموسم وتعديلات وتأجيلات ضمنه أدت بالنهاية إلى حصر المنافسات النهائية والحاسمة ضمن بضعة أيام قليلة، ونأمل أن يكون المشهد الأخير في سلتنا التي ما تزال تعاني آلية التجمعات الجغرافية وضغطها، فقد آن الأوان للعودة إلى نظام الدوري الكامل والمتكامل.
الدوري الذي يعطي المشاركين حقهم في اللعب على أرضهم وأمام جماهيرهم، وبطريقة مريحة بعيدة عن الترحال وضغط المباريات، والدوري الذي يبحث عن المواهب الواعدة والصاعدة التي قلت في الموسم الحالي.
لسنا ضد وجود اللاعبين المخضرمين في سلتنا، ولكن عندما يتقارب أداء اللاعب الناشئ من اللاعب المخضرم، فأعتقد أنه من الحكمة منح الفرصة لذلك الناشئ لأن وجوده بالملعب يزيده تمرسا وقوة، ويكسبه الخبرة والتطور الفني والفكري، ليكون عطاؤه المستقبلي لعقد من الزمن على الأقل (إذا لم يسافر)!
قلناها ونعود لتكرارها: سلتنا خسرت الكثير في الأزمة ضمن مفاصلها المتعددة، لكن خير الناس من يبتكر الحلول للتعويض، وهذا ما وجدناه من بعض الفرق المشاركة في النهائيات حيث راحت تعطي الفرصة للاعبيها الشبان وحتى الناشئين ومنهم فريق الحرية (على سبيل المثال) وهكذا يكون العمل الإستراتيجي والمستقبلي، ولا ننسى أن الحرية كان من أقوى المنافسين في بطولات الفئات العمرية، وفي الموسم الحالي توج ببطولة الشباب، لتكون بارقة أمل وعمل، في معادلة صحيحة تؤكد أن أكشاف المواهب والخامات ورعايتها وتنميتها والوصول بها إلى الفريق الأول أفضل وأهم من شراء اللاعب الجاهز بالمبالغ الطائلة (اللهم إذا لم يتسرب إلى الأندية القادرة ماديا) وعندها تختل المعادلة وتعود سلة النادي إلى الوراء..!