إخراج إرهابيي وسط البلاد يتواصل.. ومحاولات للإفشال
| حماة– محمد أحمد خبازي – حمص- نبال إبراهيم – دمشق– الوطن- وكالات
في وقت تواصلت فيه عمليات التجهيز لخروج الدفعة الثانية من إرهابيي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي وعائلاتهم إلى الشمال وعملية تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، جرت محاولات لإفشال اتفاق من بعض الإرهابيين.
وبيّن مصدر مطلع في محافظة حمص لـ«الوطن»، أن عملية خروج الدفعة الثانية التي تتضمن ما يقارب 3000 مسلحاً من إرهابيي ريفي حمص وحماة الرافضين للتسوية وعائلاتهم إلى الشمال السوري بدأت منذ ساعات صباح أمس تزامناً مع استمرار عملية تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لافتاً إلى أن الجيش استلم عدداً من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة متنوعة وراجمات صواريخ ومدافع هاون وذخائر وقذائف صاروخية متنوعة.
وخرجت الدفعة الأولى الإثنين وتضمنت 70 حافلة نقلت ما يقارب 3200 شخصاً منهم 1500 رجل بينهم نحو 320 إرهابياً من مختلف المناطق في ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي ووصلوا إلى شمال البلاد حوالي الساعة الخامسة من صباح أمس.
ولوحظ خلال عمليات التجهيز لخروج الدفعة الثانية من الإرهابيين وعائلاتهم حضور حكومي رسمي وعسكري وأمني من محافظتي حمص وحماة.
كما شوهد خروج بعض زعماء التنظيمات الإرهابية بسياراتهم الخاصة وسط خشية من بعض أهالي قرى الريف الشمالي من إخراج هؤلاء للسيارات التي سرقوها خلال الأعوام الماضية.
على خط مواز، وحسبما أفاد المصدر، حاولت بعض التنظيمات الإرهابية الموجودة في الريف الشمالي إفشال الاتفاق بإطلاق قذيفة هاون باتجاه مكان تجمع الحافلات سقطت بالقرب من جسر الرستن من دون أن تسجل أي إصابات.
ولم يؤثر الاعتداء على عملية سير خروج الإرهابيين وعائلاتهم خاصة مع التزام الجيش ضبط النفس وعدم الرد على مصدر إطلاق القذيفة.
وكانت وحدة من الجيش، أحبطت ليلاً محاولة تسلل لإرهابيين من اتجاه قريتي كفرلاها والطيبة الغربية في منطقة الحولة باتجاه إحدى نقاط الجيش في محيط قرية مريمين بريف حمص الشمالي الغربي، تزامناً مع قيام مسلحين آخرين فجر أمس بإطلاق نيران أسلحتهم الرشاشة والقناصة باتجاه قرى الشنية ومريمين وقرمص في محاولة منهم لإعاقة وإفشال الاتفاق.
ومن ناحية أخرى أكد المصدر لـ«الوطن»، أن معظم الذين خرجوا من الإرهابيين في الدفعتين الأولى والثانية هم متزعمو الميليشيات المسلحة ومعظمهم ممن خرجوا سابقاً من حمص القديمة وتجمعوا في ريف حمص الشمالي، لافتاً إلى أن الميليشيات المسلحة في مدينة الرستن تقوم بتفجير مخازن الذخيرة.
وتم في الأول من الشهر الجاري التوصل إلى اتفاق يقضى بإخراج جميع الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية مع عوائلهم من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إلى جرابلس وإدلب بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والعتاد والذخائر وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية ودخول الجيش إلى المنطقة وعودة جميع مؤسسات ودوائر الدولة إليها إضافة إلى فتح الطريق الدولي حمص- حماة وتأمينه من وحدات الجيش.
على خط مواز، بدأت ورشات شركة كهرباء حمص أعمال الصيانة والتأهيل لخطوط الشبكة في ريف حمص الشمالي بالتزامن مع خروج الإرهابيين من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، وفق «سانا».
أما في ريف حماة الشمالي فقد دك الجيش برمايات من مدفعيته مواقع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي والميليشيات المتحالفة معها في بلدة اللطامنة ومدينة كفر زيتا ما أدى إلى مقتل العديد منهم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي.
في الأثناء، تظاهر العشرات من أهالي وناشطي مدينة الباب شرق حلب، تنديداً بمنع السلطات التركية دخول القافلة الأولى من مهجري شمال حمص إلى المنطقة، وفق وكالات معارضة.
وكانت السلطات التركية في وقت سابق أمس، منعت دخول القافلة الأولى من مهجري شمال حمص إلى مناطق التي يوجد فيها الاحتلال التركي، بعد وصولها إلى معبر «أبو الزندين» قرب مدينة الباب.
وكعادتهم بعد كل هزيمة، بدأ قادة التنظيمات الإرهابية يكيلون التهم والشتائم لبعضهم بعضاً، حيث ذكر متزعم ميليشيا «حركة تحرير وطن» العقيد الفار فاتح حسون وفق وكالات معارضة أن الاتفاق المنفرد الذي وقعه تنظيم «جيش التوحيد» مع الروس في القاهرة ساهم بإخراج شمال حمص من إطار مناطق «خفض التصعيد» المتفق عليها في محادثات أستانا.
وحمّل حسون، مسؤولية الهزيمة في شمال حمص لـ«قيادات جيش التوحيد» الذين وقعوا برعاية من «تيار الغد» المعارض اتفاق هدنة مع الروس في القاهرة، وأعلن بموجبه شمال حمص منطقة «خفض تصعيد».
جنوباً، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن عدة قذائف أطلقتها تنظيمات إرهابية قبيل منتصف ليل الإثنين الثلاثاء على أماكن في منطقة خان أرنبة بريف القنيطرة، فرد الجيش واستهدف بالقذائف والرشاشات الثقيلة مواقع التنظيمات في محيط المنطقة.
من جانب آخر، أزالت القوات السورية عدة حواجز من داخل مدينة دمشق بعد تحسن الأوضاع الأمنية، حيث تم إزالة حاجز دوار الزبلطاني، كما تمت إزالة حاجز باب الجابية في مدخل دمشق القديمة.