تلقت مساعدات بنصف مليار دولار وتستمر في تقليص أعمالها! … اللاجئون الفلسطينيون يغلقون اليوم مقرات «أونروا» في غزة
| فلسطين المحتلة– محمد أبو شباب
شنت اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة هجوماً لاذعاً على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بسبب استمرارها في تقليص خدماتها المقدمة في مخيمات اللجوء في الوطن المحتل وفي الشتات، على الرغم من تلقيها مساعدات من الدول المانحة بمبلغ يقدر بنحو نصف مليار دولار منذ آذار الماضي وحتى الآن، ولا زالت تتلقى المزيد من المساعدات، بعد إطلاقها نداء استغاثة على إثر التقليصات الأميركية للمساعدات المقدمة لها. ومع استمرار «أونروا» في تقليصاتها للخدمات الإغاثية، أعلنت اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين عن إغلاق مقرات الوكالة في قطاع غزة اليوم الخميس كرسالة تحذيرية لـ«أونروا» لوقف عملية تقليصها للخدمات.
وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وممثل اللجان الشعبية في غزة محمود خلف لـ«الوطن» إن: «الخطورة في تقليصات «أونروا» المتواصلة في الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين تكمن أن الوكالة تلقت تبرعات مالية من الدول المانحة بنصف مليار دولار، وهو مبلغ يبلغ ضعف المبلغ الذي تساهم به واشنطن سنوياً، وأن «أونروا» كان عليها التوقف فوراً عن تقليص خدماتها بدل أن تزيد من معاناة وآلام اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفاً قاسية». وأكد خلف أن «أونروا» قلصت خدماتها وهذا واضحاً في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل وفصلت عشرات المهندسين من عملهم، والأخطر أنها تلوح بعدم افتتاح العام الدراسي المقبل، وبتنا نشعر أن هناك مخططات واضحة لتصفية الوكالة، بهدف طمس قضية اللاجئين الفلسطينيين للأبد.
وأشار خلف أنه لا يعقل أن تستمر «أونروا» في تقليص خدماتها المقدمة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في ظل الدعم الذي تلقته أخيراً من العديد من الدول المانحة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إغلاق مقرات «أونروا» اليوم الخميس له دلالات وسيتبعه مجموعة من الخطوات التصعيدية، إن لم تتراجع الوكالة عن قراراتها بتقليص خدماتها.
على ذات الصعيد قال مصدر فلسطيني لـ«الوطن» رفض الكشف عن اسمه أنه و«منذ بداية تقليصات واشنطن لمساعداتها لـ«أونروا»، كان واضحاً الشغف الموجود داخل الوكالة بهدف تقليص الخدمات الغذائية والصحية والتعليمية، خاصة إذا ما علمنا أن المساهمات الكلية للمساعدات الأميركية كانت لا تزيد على 25 بالمئة من مجمل الموازنة العامة التشغيلية لـ«أونروا»، وهذه النسبة تم تجاوزها بالمساهمات العديدة للدول المانحة، ولذلك بات من الواضح أن مخطط تصفية الوكالة يسير قدماً وبصمت، وهذا لن تسمح به القيادات والقوى الفلسطينية باعتبار أن إنهاء خدمات الـ«أونروا» مرتبط بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم».
وأطلقت «أونروا» نداء استغاثة بعد التقليصات الأميركية للمساعدات المقدمة لها والتي تقدر سنوياً بنحو 300 مليون دولار، في حين أن الوكالة نجحت حتى الآن في جمع تبرعات مالية تقدر بنحو نصف مليار دولار بما يعني خروج «أونروا» من الأزمة المالية التي خلفتها التقليصات الأميركية، لكن الوكالة تقول إنها ما زالت تواجه عجزاً مالياً يفوق 300 مليون دولار.