موسكو وبكين وبروكسل تؤكد التزامها بخطة العمل المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني … خامنئي: ترامب ارتكب خطأ كبيراً وعلى الأوروبيين تقديم «ضمانات عملية»
| وكالات
في وقت اعتبرت فيه إيران أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ارتكب خطأً كبيراً بقراره الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وطالبت الأوروبيين بـ«ضمانات عملية» لكي تواصل التزامها بالاتفاق، أعلنت كل من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي التزامهم بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول من أمس، انسحاب بلاده من اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، بشأن برنامجها النووي، التي تم توصل الوسطاء الدوليون الستة (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا) إليها في عام 2015، وإعادة بلاده فرض جميع العقوبات التي تم تعليق تنفيذها نتيجة للاتفاق الذي تم في عهد سلفه باراك أوباما.
وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، أن قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أوضح خلال لقائه أمس طلاب وأساتذة جامعيين، أن كلام ترامب حول الاتفاق النووي مع إيران مملوء بالأكاذيب وينطوي على تهديد للشعب الإيراني.
وأشار الخامنئي إلى أنه رغم موافقة إيران على الاتفاق إلا أن العداء لها لم يتوقف، وستبقى صامدة ومقتدرة رغم كل التهديدات، مبيناً أن تهديدات ترامب لن تخيف الشعب الإيراني.
كما قال خامنئي خلال خطاب بثه التلفزيون الإيراني، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء: «يُقال بأنّنا سنواصل مع ثلاثة بلدان أوروبيّة. لستُ واثقاً بهذه البلدان الثلاثة أيضاً (…) إذا أردتم عقد اتفاق فلنحصل على ضمانات عمليّة وإلا فإن هؤلاء سيقومون جميعاً بما فعلته أميركا. إذا لم تتمكّنوا من أخذ ضمانات حتميّة فلن يكون بالمقدور مواصلة السير ضمن الاتفاق النووي».
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، في كلمة في المجلس، وفق وكالة «سانا» للأنباء: إن «عدم الثقة بتعهدات أميركا وصلت إلى ذروتها عقب انسحابها من الاتفاق النووي وفي المقابل أثبت الشعب الإيراني أنه يتبع الحوار وتسوية القضايا عبر الطرق السياسية»، مشيراً إلى أن إيران أعطت الاتحاد الأوروبي مهلة أسابيع لإثبات مكانتها في حل القضايا الدولية.
وأضاف: إذا قامت أوروبا ودول مهمة كروسيا والصين بملء هذا الفراغ الدولي فمن الممكن مواصلة هذا الطريق وإلا فمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في حالة جاهزية كاملة لاستئناف الأنشطة النووية وهي لن تكون ملزمة بالالتزامات السابقة في الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن «الرئيس الأميركي يبتز بعض دول المنطقة القصيرة النظر للقيام بأعماله الشريرة».
بدوره أعلن وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»، رداً على إعلان ترامب، أنه سيقوم بناء على إيعاز من الرئيس محمد حسن روحاني بجهود دبلوماسية لدراسة إذا ما كان بقاء طهران في خطة العمل المشترك الشاملة سيضمن المنافع الكاملة لبلاده، لافتاً إلى أن نتيجة هذه الجهود ستحدد الرد الإيراني.
واعتبر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، أن «عهد الغطرسة الأميركية قد ولى وسنواصل دورنا الإقليمي البناء وتعزيز قدراتنا الدفاعية والصاروخية وسيكون لنا الاقتصاد الأكثر ازدهاراً عبر الاعتماد على قدراتنا المحلية والتعاطي مع العالم».
بدوره أكد القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي في كلمة له، وفق «سانا»، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أثبت أن طبيعة النظام الأميركي قائمة على الهيمنة والتسلط.
من جهته أكد قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري في كلمة له بحسب «سانا»، أن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي برهن على أن تخصيب اليورانيوم كان مجرد ذريعة داعياً إلى رفع مستوى قدرات إيران العسكرية والدفاعية.
دولياً أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده ستظل ملتزمة بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، حتى لو انسحبت منها الولايات المتحدة.
وقال لافروف رداً على سؤال عما إذا كانت موسكو ستظل على التزامها بالاتفاق النووي الإيراني رغم انسحاب واشنطن منه؟: «نعم»، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني.
من جانبها، أعربت الصين عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، قنغ شوانغ، في إفادة صحفية نقلتها وكالة «شينخوا» الصينية: إن «بكين ستحمي الاتفاق وتدعو كل الأطراف المعنية إلى التحلي بالمسؤولية تجاهه».
بدوره أكد الاتحاد الأوروبي التزامه بالاتفاق، ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن الاتحاد قوله في بيان صادر عن حكومات الدول الأعضاء فيه: إنه «طالما واصلت إيران تنفيذ التزاماتها النووية فإن الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزماً بالتنفيذ الكامل والفعال للاتفاق النووي».
وشدد البيان على أن «رفع العقوبات المتعلقة بالشؤون النووية جزء ضروري من الاتفاق.. ويؤكد الاتحاد الأوروبي التزامه بضمان استمرار هذا الرفع».
إلى ذلك، قال مستشار النمسا سيباستيان كورتس في تصريح نقلته التلفزة النمساوية أمس، وفق «سانا»: إن «الاتفاق كان إيجابياً»، مشيراً إلى أن «عزل دولة مثل إيران يمكن أن تصحبه عواقب خطيرة للغاية وتؤدي إلى مزيد من التطرف وتضييق الأفق».
من جانبه، اعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أمس أنه من «غير المقبول» أن تضع الولايات المتحدة نفسها في مكانة «شرطي اقتصادي للعالم»، وتابع لومير لإذاعة «فرانس كولتور»، بحسب «أ ف ب»، أن انسحاب الولايات المتحدة «خطأ» في مجال الأمن الدولي وأيضاً من وجهة نظر اقتصادية إذ ستترتب عليه «تبعات» على شركات فرنسية على غرار «توتال» و«سانوفي» و«رينو» و«بيجو».
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين بشدة قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي، ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر رسمي في الوزارة قوله، بعد إعلان ترامب مباشرة: «تدين الجمهورية العربية السورية بشدة قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، الأمر الذي يثبت مجدداً تنكر الولايات المتحدة وعدم التزامها بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية».