تزايد فضائح السرقات المالية من إرهابيي الغوطة الشرقية … «جيش الإسلام» يخلع ثوب الرياض ويرتدي جلباب أنقرة
| الوطن– وكالات
تكشف المزيد من السرقات المالية التي كانت قيادات التنظيمات الإرهابية في غوطة دمشق الشرقية تقوم بها، حيث تم الكشف عن سرقة مالية قام بها قيادي في «فيلق الرحمن»، وذلك بعد أقل من نحو أسبوع على فضيحة سرقة قيادي في «جيش الإسلام» لملايين الدولارات.
على خط مواز، تم الكشف عن مساع لنظام أردوغان لوضع «جيش الإسلام» في إطار ولائها، بعد أن كان يدين بالولاء للنظام السعودي.
وفي التفاصيل، فقد فتح مبلغ مالي قدمه ما يسمى «مجلس المحافظة» في ريف دمشق، التابع لما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة للائتلاف المعارض لـ«فيلق الرحمن» سجالاً بين الطرفين، بعد مطالبة الأول بالمبالغ المالية عقب انتقاله إلى الشمال السوري، بحسب مواقع إلكترونية معارضة.
وجاء في كتاب داخلي لـ«المجلس» وجهه إلى «الفيلق»، وسربته المواقع: أودع المكتب المالي الرصيد المالي المتبقي في صندوق المحافظة في مجلس القيادة الثورية لدمشق وريفها، التابع لفيلق الرحمن خوفاً من الضياع.
وذكر «المجلس» في كتابه أنه لدى مراجعة رئيس «مجلس القيادة الثورية لدمشق وريفها» لاسترجاع المتبقي من أجل إخراجه إلى الشمال، أفاد الأخير أن المبلغ أودع لدى قائد «فيلق الرحمن»، عبد الناصر شمير، وأنه سيخرج مع أموال «الفيلق» إلى الشمال.
وطلب «المجلس» من «الفيلق» تسليمه مبلغاً مقدراً بـ242 ألف دولار، ومبلغاً آخر تصل قيمته إلى 783 ألف ليرة سورية. ورد «مجلس القيادة الثورية في دمشق وريفها»، عبر كتاب، أنه سبق وأخبر مجلس المحافظة أنه أودع المبلغ لدى شمير. وذكر «مجلس القيادة الثورية في دمشق وريفها»، في الكتاب أنه «وضع الأمانة (المال) تحت تصرف قائد الفيلق بعد مبايعته من رؤساء الأمانات العامة في البلدات قائداً عاماً للغوطة بشكل مركزي في تلك الفترة».
وكانت «القيادة الثورية في دمشق وريفها» أصدرت بياناً، في 10 من آذار الماضي، تعين فيه قائد «فيلق الرحمن»، قائداً عاماً للغوطة.
تأتي فضيحة سرقة شمير للأموال بعد نحو أسبوع من الكشف عن سرقة رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش لـ470 مليون دولار قدمت من السعودية.
من جهة ثانية، أعلنت ما تسمى «الحكومة المؤقتة» التي تتخذ من تركيا مقراً لها وتنشط في مناطق سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، عن مصالحة بين كل من ميليشيا «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» بوساطتها، ووساطة ممثل عن الائتلاف وممثل عن «لواء المعتصم» الموجود في ريف حلب الشمالي الذي يدين.
من جهته، ذكر مصدر مقرب من «فيلق الرحمن»، وفق المواقع، أن «ما روج له على موقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، ليس مصالحة بل هو اجتماع ودي مع قيادة ميليشيا «لواء المعتصم»، وأوضح أن «المصالحة قد حصلت في الغوطة الشرقية من الأساس».
وذكرت «المؤقتة» عبر موقع «فيس بوك»، أن المصالحة تم الإعلان عنها بحضور رئيسها، جواد أبو حطب، وممثل عن «الائتلاف»، العميد الفار محمد الشمالي، ورعاية «لواء المعتصم».
وكان اقتتال دار بين «جيش الإسلام» من جهة وتحالف «فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة» من جهة ثانية في الغوطة الشرقية، في 2016 و2017 ما أدى إلى تقسيم المنطقة ومقتل مئات الإرهابيين والمدنيين من الطرفين.
وبحسب ما نقلت المواقع عن المتحدث الرسمي باسم «فيلق الرحمن»، وائل علوان، فإن اللقاء الذي جمع الطرفين كان برعاية قيادة «لواء المعصم» و«تم فيه بحث سبل التعاون بين فصائل الجيش الحر دون التطرق لأمور أخرى».
وكان كل من «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» خرجوا من الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، بعد اتفاق مع الجيش العربي السوري برعاية روسيا، ينص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وخروج الإرهابيين وعائلاتهم.
ويرى مراقبون، أن رعاعة «المؤقتة» و«لواء المعصم» للمصالحة اللذين يدينان بالولاء لتركيا وقبول «جيش الإسلام» بها، يشير إلى تبديل ولائه من النظام السعودي إلى النظام التركي.
ويلفت هؤلاء المراقبون إلى أن النظام التركي لم يكن ليقبل بدخول مسلحي «جيش الإسلام» إلى المناطق التي يحتلها في شمال سورية لولا قبول «جيش الإسلام» بذلك، مشيرين إلى الخلافات الحادة الحالية بين أنقرة والرياض على خلفية الأزمة الخليجية واصطفاف النظام التركي إلى جانب الدوحة ضد الرياض.