الجيش يسيطر على كامل منطقة غرب اليرموك ويضيق الخناق على داعش في «الجزيرة»
| الوطن – وكالات
بخطوات واثقة وعزيمة ثابتة تابع الجيش العربي السوري أمس معركة إنهاء الإرهاب في جنوب العاصمة، وحقق إنجازاً إستراتيجياً بسيطرته على كاملة منطقة غرب مخيم اليرموك، وقلص مساحة الجيب الوحيد المتحصن به مسلحو تنظيم داعش الإرهابي المتحصنون في شمال غرب الحجر الأسود.
وتحدثت مصادر ميدانية لـــ«الوطن»، أن الجيش سيطر أمس على مدرسة الأنروا ومكتب العمل الشعبي جنوب غرب مخيم اليرموك وهي المنطقة التي يطلق عليها منطقة «الخالصة».
وفي وقت لاحق تحدثت المصادر الميدانية عن أن وحدات الجيش والقوى الرديفة والحليفة تقدمت جنوب غرب المخيم وسيطرت على شارع الـ30 من بدايته وصولاً إلى سوق السيارات وهو الفاصل الإداري بين مخيم اليرموك وشمال الحجر الأسود.
وبذلك تكون وحدات الجيش سيطرت بالكامل على منطقة غرب اليرموك، الممتدة شمالاً من دوار البطيخة، وحتى سوق السيارات جنوباً، وشارع اليرموك الرئيسي شرقاً وحتى شارع الـ30 غرباً.
ويقع شارع الثلاثين شرق مخيم اليرموك ويمتد من دوار البطيخة شمالاً وحتى سوق السيارات جنوباً والذي يفصل بين المخيم والحجر الأسود، ليمتد الشارع بعد ذلك ويفصل بين حي التقدم جنوباً والمخيم من الناحية الشمالية.
ويبدأ سوق السيارات من منطقة «الجزيرة» غرباً والتابعة للحجر الأسود وينتهي عند تقاطع شارع الثلاثين مع شارع اليرموك الرئيسي شرقاً.
وسيطرة الجيش على شارع سوق السيارات تعني أنه سيطر على الواجهة الأمامية من الجهة الشمالية لمنطقة «الجزيرة».
بدورها مصادر ميدانية أخرى تحدثت عن أن وحدات الجيش المتقدمة من جنوب الحجر الأسود سيطرت على دوار منطقة «الجزيرة» شمال غرب الحجر الأسود وعلى عدة كتل من الأبنية جنوبه وشرقه بعد معارك مع داعش.
وبذلك يكون جيب «الجزيرة» الذي يتحصن به مسلحو داعش في شمال غرب الحجر الأسود ضاق أكثر على هؤلاء المسلحين، على حين يبقى مسلحو التنظيم منتشرين في القسم الشرقي من المخيم الممتد من غرب شارع اليرموك الرئيسي وحتى شارع فلسطين شرقاً، ومن دوار فلسطين جنوباً وحتى ساحة النجوم شمالاً الواقعة في منتصف شارع فلسطين التابع للمخيم، حيث تدور معارك عنيفة جداً في هذا القسم من المخيم بين الجيش والقوات الرديفة والحليفة من جهة وداعش من جهة ثانية.
كما ينتشر مسلحو التنظيم في الجزء الجنوبي من حي التضامن المحاذي لشارع فلسطين من الجهة الشرقية، وشهدت «الوطن» في اليومين الماضيين معارك عنيفة جداً في هذه المنطقة.
من جهتها، أفادت وكالة «سانا» للأنباء، بأن وحدات من الجيش دمرت أمس خلال عملياتها العسكرية المتواصلة في جنوب دمشق أوكاراً للإرهابيين المتحصنين في الجزء الشمالي من حي الحجر الأسود.
وأشارت الوكالة، إلى أن سلاحي الجو والمدفعية في الجيش وجها، «ضربات مركزة على محاور تحرك إرهابيي داعش وبؤرهم المنتشرة في الخنادق والأنفاق ما أسفر عن تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد».
ولفتت إلى أن وحدات الجيش «دحرت الإرهابيين من مبنى مركز التطوير التربوي وعدد من كتل الأبنية في أقصى شمال غرب الحجر الأسود بعد اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين، حيث واصل عناصر الجيش عملياتهم في المنطقة لتوسيع مساحة الأمان فيها وتأمين تثبيت نقاط جديدة تكون منطلقاً لبدء عمليات جديدة على هذا المحور».
وبينت «سانا» أن الجيش يتبع خلال عملياته تكتيكات قتالية تتناسب مع طبيعة المنطقة السكنية وانتشار القناصين الإرهابيين في الأبنية وصولاً إلى استسلامهم أو القضاء عليهم وتطهير جنوب دمشق من الإرهاب بشكل كامل.
مصادر إعلامية معارضة، من جهتها أفادت أن الطائرات الحربية جددت أمس استهدافها لمناطق سيطرة تنظيم داعش في جنوب دمشق، بالتزامن مع قصف بالقذائف الصاروخية والمدفعية، وقصف من قبل قوات الجيش بالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على مناطق تمركز التنظيم في مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود.
وأكدت أن عمليات القصف المكثف، ترافقت مع اشتباكات مستمرة بعنف بين كل من قوات الجيش ومسلحي داعش، على محاور في أطراف مخيم اليرموك، وفي حيي التضامن والحجر الأسود، وسط تمكن قوات الجيش من التقدم والسيطرة على مباني ومدارس في الأطراف الغربية لمخيم اليرموك، وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الجانبين، حيث تسعى قوات الجيش إلى تضييق الخناق على التنظيم وحصره في أضيق نطاق ممكن لإجباره على الاستسلام.
وتنفذ وحدات الجيش منذ أكثر من 20 يوماً عملية عسكرية لإنهاء الوجود الإرهابي في جنوب دمشق تمكنت خلالها من قطع خطوط إمداد الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم بعد تحرير أحياء الجورة والعسالي والقدم والمأذنية ومعظم حي الحجر الأسود.