الجعفري يرأس وفد الجمهورية العربية السورية … «أستانا 9» ينطلق اليوم.. وترجيحات بتوافق جديد حول جنوب غرب البلاد
| سامر ضاحي
تنطلق اليوم في العاصمة الكازاخية أستانا الجولة التاسعة من الحوار السوري السوري بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وسط ترجيحات بأن يخرج عن الجولة اتفاق حول جنوب غرب البلاد، بعد انقضاء مهلة اتفاق «منطقة خفض التصعيد» الروسي الأميركي الأردني.
وأعلنت الخارجية الكازاخية في بيان لها السبت أن جميع أطراف عملية «أستانا»، أكدت مشاركتها في الجولة التاسعة المقررة يومي الـ14 والـ15 من الشهر الجاري، بما في ذلك وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الإرهابيين.
وسيترأس الوفد الروسي مبعوث الرئيس الروسي الخاص بالتسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، على حين سيترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سيدات أونال، والوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية حسين جابري أنصاري، على حين يحضر وفداً الأمم المتحدة والأردن بصفة مراقبين ويرأس الأول المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
ويشارك وفدا الأردن والأمم المتحدة في الاجتماع بصفة مراقبين.
وذكرت وكالة «نوفوستي» الروسية نقلاً عن مصدر سوري مطلع منذ أيام تأكيده بأن الوفد الحكومي سيشارك في الجولة الجديدة من أستانا، وسيحافظ على تركيبته التي كانت خلال الجولة السابقة، وأكدت أن الجعفري سيرأس الوفد من دمشق، على حين قال مصدر دبلوماسي غربي في موسكو لـ«الوطن» حينها أن هذه الجولة ستُخصص لإعادة التأكيد على مناطق خفض التصعيد المتفق عليها إضافة للبحث في ملفات المفقودين والمختطفين، وما يسمى بإجراءات بناء الثقة بين الأطراف المجتمعة.
ويهيمن على أجواء هذه الجولة الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية واقترابه من حسم ملف جنوب العاصمة واقتراب إنجاز خروج التنظيمات الإرهابية من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي المحاذي له، إلى جانب الخروقات المتكررة للنظام التركي في إدلب بزعم «إنشاء نقاط مراقبة».
وذكرت مصادر مطلعة على تطورات ملف جنوب غرب سورية لـ«الوطن»، أن الأرضية باتت مهيأة لإبرام اتفاق جديد بين الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وإيران وتركيا) حول جنوب غرب البلاد بعد انقضاء مهلة اتفاق «منطقة خفض التصعيد» الموقع في 11 تشرين الثاني العام الماضي بين روسيا وأميركا والأردن، والمحدد بستة أشهر.
لكن الاتفاق الجديد وفق المصادر قد «لا ينسف الاتفاق السابق بالكامل إنما قد يكون تطويراً له».
وأضافت: «المرجح أن يكون اتفاق بتسمية جديدة، على الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية ليست طرفاً من أطراف «أستانا» واتفاق الجنوب الذي انتهى الخميس الماضي تم توقيعه خارج إطار هذا المسار».
وتابعت: «لقد شهد الجنوب السوري في الآونة الأخيرة اجتماعات عديدة بين مركز المصالحة الروسي وممثلين عن الدولة السورية من جهة وبين ممثلين عن الميليشيات المسلحة من جهة أخرى، كما حصلت اتصالات على مستوى الضامنين».
وأوضحت «اليوم لم يعد هناك حرب في سورية، إلا ضد المجموعات الإرهابية كجبهة النصرة أو داعش، ونتصور أن يتم الانتقال من «مناطق خفض التصعيد» إلى «مناطق الأعمال القتالية ضد المجموعات الإرهابية».
ومنذ إعلان موسكو النصر على تنظيم داعش في أواخر كانون الأول الماضي، دأب المسؤولون الروس على التأكيد أن العام الجاري سيشهد اجتثاث «جبهة النصرة» من سورية، بدأت بتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 27 كانون الأول العام الماضي بأن القضاء على «جبهة النصرة» الإرهابية أهم مهمة في مجال مكافحة الإرهاب في سورية.
كما أشارت المصادر إلى تصريحات لافروف الأسبوع الماضي عندما قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي: إن «مناطق خفض التصعيد» لا تشمل الجماعات الإرهابية.
في المقابل رأت مصادر أخرى صعوبة توحيد الجهود ضد «النصرة» ولاسيما أن كل الميليشيات العاملة في الجنوب تعمل تحت راية «النصرة» وبإشراف غرفة الاستخبارات المشتركة لدول ما يسمى «أصدقاء سورية- الموك» ومقرها عمّان، وجميع الميليشيات ذات طابع إسلامي راديكالي تستغله «النصرة».
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات «عامود حوران» أو «قوات شباب السنة» وحتى «حركة أحرار الشام الإسلامية» مثلاً لا تجرؤ على مناهضة «النصرة» في الجنوب.