رياضة

بعد التعادل المؤلم مع الشرطة … الاتحاد يهدي الجيش اللقب وينتظر خدمة من حطين

| حلب – فارس نجيب آغا

بعد أن غطى الأحمر ملعب رعاية الشباب الأسبوع الماضي بفوز الاتحاد على الطليعة وتعادل منافسه الجيش مع تشرين بلا أهداف واتساع الفارق لنقطتين لمصلحة الاتحاد الذي قبض على الصدارة قبل أسبوعين من نهاية الدوري ومعها بدأت الاحتفالات مبكراً معتبرين أنصار الأهلي أن كل شيء قد انتهى والبطولة السابعة في تاريخهم باتت على أبواب ناديهم والموضوع مجرد وقت ليس إلا ولم يعلموا أن كرة القدم غدارة ولا تعترف بأي توقعات وقد تمكر بهم فكل شيء مازال في أرض الملعب والحسابات على الورق لا تعني شيئاً على الإطلاق.

أسبوع كامل مر والجماهير تحتفل وتخطط وتعد لترحالها إلى دمشق لمساندة فريقها لأن اللقب من وجهة نظرهم سيحسم هناك والمباراة الأخيرة مع المحافظة بحلب ستكون احتفالية يقام فيها كرنفال طال انتظاره لمدينة عصفت بها الحرب وأتت على معظمها والجماهير تحتاج لفرحة تنسيها مآسيها، الحملات على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك كانت بوتيرة عالية جداً ولم يفطن أحد إلى أن الشرطة لن يكون صيداً سهلاً وهو الخاسر مع الجهاد الهابط لدوري الدرجة الأولى، واعتبر الجميع أن المهمة سهلة ونسوا أن الشرطة سيلعب لمصلحة جاره الجيش وهو من يسعى لعرقلة الاتحاد وتقديم خدمة جليلة ليعيده للصدارة من جديد وحتى نكون موثقين تلك الحالة فقد أضاع شباب الشرطة البطولة على الاتحاديين منذ شهر تقريباً بعد هزيمتهم بهدف وحيد أهدى به اللقب لشباب تشرين, ومن هنا كان يجب على المسؤولين وكل من يعمل داخل نادي الاتحاد كبيرهم وصغيرهم الجلوس على الطاولة وإجراء حسابات دقيقة لهذه الموقعة التي تعتبر مفصلية لكن للأسف غاب عنهم هذا الأمر مع ضغط كبير عاشه الفريق نتيجة الاحتفالات المبكرة التي غيبت اللاعبين عن الصورة الحقيقية ومنحتهم لقباً على الورق وهو شيء نعتقد أنه أثر سلباً في الفريق الذي كان بحاجة لخبرات تقف إلى جانبه بهذا الوقت الحساس ناهيك عن غياب التحضير النفسي ومحاولة تحييد اللاعبين عن هذه الموجة من «هاش تاغ» نحو السابعة وهي من أضرت وكان مفعولها عكسياً فدفع الاتحاد الثمن باهظاً نتيجة الاسترخاء منشغلين بأفراحهم الوهمية التي أعدوها، فكانت الصدمة قوية جداً بتعادل جردهم من البطولة بنسبة كبيرة حيث باتت على أعتاب نادي الجيش بخطوة واحدة لتنقلب الأمور رأساً على عقب ولينتظر الاتحاد خدمة من حطين قد تحدث وقد لا تحدث بينما كان مصيره بيده فبات مصيره معلقاً بغيره.
ثقة كبيرة
أسبوع كامل جهزت به جماهير الاتحاد نفسها احتفالاً باقترابها من حصد لقب الدوري بعد غياب ثلاثة عشر عاماً معتبرين أن درع الدوري بات بقبضتهم ليتوج النادي باللقب السابع في تاريخه مع حملة كبرى للترحال نحو العاصمة هي الأكبر منذ سنوات طويلة وحشد كبير من حافلات النقل التي تبرع بها أحد محبي النادي مع وجبات إطعام للجميع، الحافلات تجمعت أمام ملعب الحمدانية وتوجهت الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة نحو دمشق في أجواء شتوية باردة مصحوبة بأمطار غزيرة والكل يمني النفس بفوز هو أقرب للاتحاد من وجهة نظرهم مع تحييد نادي الشرطة عن أي خلط للأوراق قد يحدثه نتيجة الثقة بفريقهم لدرجة غير محدودة.

تشكيل غريب
الفريق شد الرحال إلى دمشق يوم الأربعاء قبل يومين من المباراة لتأمين أجواء مثالية ومنح قسط وفير من الراحة للاعبين مع سداد مرتباتهم عن الشهر الماضي حتى لا يكون هناك تفكير إلا بالمباراة فقط، وكما هو البرنامج المعد سار الفريق عليه ودخل اللقاء بالشكل الأمثل والجميع ينتظر صافرة البداية مع تصميم داخلي وثقة كبيرة لديهم بأن اللقب سيحسم اليوم والعودة لحلب ستكون للاحتفال بالبطولة قبل أسبوع من النهاية لكن الشيء الغريب الذي اعترضت عليه الجماهير كثيراً هو التشكيل الذي دخل به المدرب ماهر البحري وخاصة إشراكه رأفت مهتدي وهو الغائب عن الفريق منذ ثلاثة أسابيع وترك صانع الألعاب ملهم البابولي على دكة الاحتياط.
خصم عنيد
الجماهير من جانبها أدت واجبها على أكمل وجه وحضرت بكثافة من حلب واللاذقية وطرطوس وجبلة وحتى بيروت وهم المعتادون لهذا الأمر وليس بجديد عليهم مرافقة ناديهم، الاتحاد أدى شوطاً جيداً ولكن لم يكن بصورة من يريد نزع البطولة والعودة بها إلى حلب واصطدم بخصم لم يترك له الكثير من الخيارات في أرض الملعب ورغم جميع المحاولات والفرص المتاحة لكن الشباك بقية عصية فخرج بتعادل سلبي من الحصة الأولى على أمل أن يتغير الحال في الثاني وحالة من الغليان لجماهيره على المدرجات التي باتت حذرة وسط توتر بدأ يتنامى، أكثر من هدف صادم جاء في الدقائق الأول من الشوط الثاني عبر لاعبهم السابق كامل كواية الذي استفاد من تعثر الحميدي فتخلص من عبد الناصر حسن ورشق الكرة بمهارة عالية عن يسار العثمان الذي تابعها بناظريه.

تعادل مكلف
الهدف زاد الحدة أكثر والقلق على المدرجات مع ارتفاع غليان المباراة لكن الزين إبراهيم أعاد الأمور من جديد بهدف التعادل من رأسية عن يمين الخياري وهنا عادت الروح من جديد للاتحاديين، لكن المشكلة كانت بغياب صانع الألعاب الفعلي المركون على دكة الاحتياط ملهم البابولي وعدم تفطن المدرب أن رأفت مهتدي خارج التغطية ولم يستطع فعل شيء لفريقه نهائياً وللأسف فالتبديلات التي جرت لم تفد بشيء لأن الوقت قد مضى سريعاً والفريق بات أداؤه كلاسيكياً ولم يكن قادراً على التسجيل أمام الشرطة الذي ناضل جداً وسير المباراة وقتل الوقت ليخرج اللقاء بالتعادل وليقدم خدمة كبيرة لجاره الجيش الذي فاز على الكرامة وعاد ليقبض على الصدارة بفارق المواجهات مع الاتحاد.

بانتظار حطين
هي ليست المرة الأولى التي يخذل فيها الاتحاد جماهيره والتجارب كثيرة فالفريق غير قادر على الفوز تحت الضغط على الإطلاق لتتبخر جميع الاحتفالات التي كانت معدة ولتنقلب الصورة لواقع حزين مؤلم ولتبكي الجماهير ألماً على فرصة ذهبية ضاعت من يدهم، وليفترش اللاعبون أرض الملعب والدموع تنهمر منهم لأنهم يدركون أن خصمهم الجيش لن يفرط في اللقاء الأخير مع حطين وحظوظهم بنيل البطولة باتت تحتاج لمعجزة كروية، مدير الفريق بعد المباراة اعترف بأن الجميع بذل قصارى جهده ولا يوجد لاعب لا يتمنى الفوز وقد أرحل وأترك موقعي لغيري فربما القادم يستطيع تقديم شيء أفضل مني مخاطباً الجماهير: إننا بذلنا ما علينا مع موجة باردة على صفحات المواقع تحمل اللاعبين التعادل وتؤكد أخطاء المدرب التي وقع بها، إذاً الاتحاد لم يخدم نفسه وخذل مدينة بأكملها كانت تتوق للفرح وهو سينتظر الأسبوع الأخير عل وعسى أن يفعلها حطين أمام الجيش، ويوقنون أن الأمر صعب للغاية لكنهم يمنون أنفسهم بحدوث ذلك ليخففوا من أحزانهم، عل كرة القدم تعيد لهم فرحتهم المسروقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن