افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.. نكبة جديدة
في الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، ارتكبت الولايات المتحدة الأميركية نكبة جديدة بحق الفلسطينيين عندما اعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وافتتحت سفارتها الجديدة في المدينة المحتلة، على حين لاقت تلك الخطوة استنكاراً دولياً حيث عبرت روسيا عن رفضها نقل السفارة الأميركية إلى القدس على حين اعتبرت فرنسا تلك الخطوة استهزاء بالقانون الدولي، لتؤكد إيران أن مدينة القدس جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين.
هذا وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن القدس عاصمة حقيقية «لإسرائيل» عبر رسالة بالفيديو خلال افتتاح الولايات المتحدة أمس رسمياً سفارتها بالقدس لتكون هذه الخطوة حلقة ضمن سلسلة المخطط الأميركي المسمى «صفقة القرن» الرامي لتصفية القضية الفلسطينية بالاتفاق مع الدول الخليجية.
وحولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبيل بدء تنفيذ القرار الأميركي مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية وسط إجراءات قمعية مشددة.
وقال ترامب في رسالته إلى المشاركين في المراسم منتهكاً كل الأعراف والقوانين الدولية ومتنكراً لتاريخ المنطقة كافة: إن «إسرائيل دولة مستقلة ويحق لها مثل أي دولة في العالم أن تحدد عاصمتها والقدس عاصمة حقيقية لإسرائيل».
كما أكد في موقف متناقض أن واشنطن ملتزمة تماماً باتفاق السلام.
من جانبه، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في معرض شكره لأميركا على اغتصاب القدس: «يجب أن نتذكر هذه اللحظة التاريخية للقدس وإسرائيل وترامب كتب تاريخاً جديداً».
في المقابل دعت الحكومة الفلسطينية دول العالم التي تؤمن بالحرية والسلام والاستقرار، إلى إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وذلك في مواجهة الخروج السافر على الشرعية والقوانين الدولية.
هذا وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية، أمس: إن السفارة الأميركية الجديدة هي «بؤرة استيطانية أميركية» في القدس الشرقية.
وجدد التأكيد أن الولايات المتحدة بنقلها سفارتها إلى القدس «استبعدت نفسها عن العمل السياسي في منطقة الشرق الأوسط واستبعدت نفسها عن الوساطة».
هذا وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني أمس: إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس سيخلق مناخاً من التحريض والإثارة وعدم الاستقرار في المنطقة مستبعداً استمرار واشنطن في دور الوسيط بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي سياق المواقف الرافضة للقرار الأميركي أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن موقف موسكو السلبي من نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى القدس.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري بموسكو، في أعقاب الاجتماع بصيغة «2+2» لوزراء خارجية ودفاع البلدين: «لقد أعطينا، وبشكل علني، تقييماتنا السلبية لهذا القرار، وتحدث عن ذلك الرئيس فلاديمير بوتين».
بدوره وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قرار الولايات المتحدة بنقل السفارة بأنه استهزاء بالقانون الدولي.
واعترض لو دريان على القرار الأميركي قائلاً إنه «انتهاك للقانون الدولي وخصوصاً قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
من جهتها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن مدينة القدس جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين وأحد الأماكن الإسلامية الثلاثة الأكثر قدسية مشددة على أن محاولات نقل السفارة الأميركية إليها تشكل انتهاكاً صارخاً للمعايير والقرارات الدولية.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان: إن إيران ترى أن إحلال السلام الدائم والعادل في المنطقة رهن فقط بإزالة الاحتلال تماماً وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وتأسيس الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف.
عربياً اعتبر المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، قرار الولايات المتحدة افتتاح سفارتها في القدس «باطلاً ويمثل خرقاً واضحاً» لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما وصف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أمس قراري الولايات المتحدة نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بأنهما إخفاق في السياسة الأميركية سيؤدي لمزيد من التوترات والتطرف في المنطقة.
وقال باسيل: إن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل سيقوض عملية السلام في الشرق الأوسط.
بدوره قال مصدر دبلوماسي: إن الجامعة العربية قررت عقد اجتماع غير عادي يوم الأربعاء على مستوى المندوبين الدائمين لبحث القرار «غير القانوني» لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.
في هذه الأثناء نظم نشطاء سلام أمام مبنى السفارة الأميركية خلال افتتاحه أمس في القدس، تظاهرة مناهضة لقرار النقل.
وكالات