تواصل الإدانات حول مجزرة الاحتلال … فلسطين تستدعي سفراءها من دول شاركت بافتتاح السفارة الأميركية
استدعت فلسطين سفراءها في 4 دول أوروبية للتشاور، رداً على مواقف تلك الدول من قرار نقل واشنطن لسفارتها إلى القدس وحضور سفرائها لحفل التدشين، في وقت تستمر الإدانات الدولية حول المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال واستشهد فيها 60 فلسطينياً إضافة إلى 3000 جريح.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية الفلسطينية أمس: إن الخارجية قررت استدعاء سفرائها العاملين في التشيك ورومانيا والنمسا وهنغاريا، للتشاور معهم في سبيل الرد على مواقف هذه الدول من الحقوق الفلسطينية.
وشددت المصادر على أن «الخارجية لن تقبل أن تكون الحقوق الفلسطينية، نقطة مساومة لمصالح هذه الدول سواء مع الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أم من حيث مصالحها وحساباتها الداخلية».
وفي وقاحة معهودة بخصوص الموقف الأميركي المساند للاحتلال، اعتبرت مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أنه «لم يضبط بلد نفسه أكثر مما فعلت إسرائيل» ولم تلمس أي صلة بين تدشين السفارة الأميركية في القدس والاحتجاجات الفلسطينية.
تصريحات هايلي قوبلت بمواقف معاكسة من معظم مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، حيث اعتبر نظيرها الفرنسي فرانسوا دولاتر أن الرد الإسرائيلي كان «غير متناسب وغير ملائم، ودعا السلطات الإسرائيلية إلى التروي».
وفي انسجام مع عدة بلدان أدانت العنف بحق الفلسطينيين بينها البيرو وبوليفيا، قال مندوب السويد: إن «الوقت قد حان لإعادة إطلاق العملية التفاوضية».
بدورها، دعت الصين إلى «تحقيق مستقل وشفاف» في أحداث الإثنين، وأيدت بريطانيا وألمانيا بدورهما إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف في غزة، إلا أن الولايات المتحدة عرقلت جميع الجهود في هذا الاتجاه.
السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور طالب من جهته «بوقف هذه المجزرة بحق الشعب الفلسطيني.. لا تخيبوا آمال الفلسطينيين»، معبراً عن أسفه إزاء «الشلل» الذي يعتري مجلس الأمن.
وأعلنت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن، أنها ستعمم مشروع قرار «يؤمن حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين».
هذا واستدعت وزارة خارجية لوكسمبورغ سفيرة كيان الاحتلال الإسرائيلي لديها سيمونا فرانكل، بعد وصفها شهداء المتظاهرين الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص جيش الاحتلال على حدود غزة بـ«الإرهابيين».
وكانت وزارة خارجية بلجيكا، قد استدعت السفيرة الإسرائيلية قبل ذلك إثر تصريح مشابه، ودعت الحكومة البلجيكية تعليقاً على ما تشهده حدود غزة، إلى تحقيق دولي في المواجهات الأخيرة هناك.
في سياق متصل أفادت وكالة أنباء الأناضول بأن وزارة الخارجية التركية طلبت من القنصل العام الإسرائيلي في إسطنبول مغادرة أراضيها «مؤقتاً».
كما استدعت وزارة خارجية الاحتلال القائم المؤقت بأعمال السفير التركي إثر تفتيش السفير الإسرائيلي إيتان نائيه في مطار إسطنبول عند مغادرته تركيا.
وكان السفير الإسرائيلي إيتان نائيه قد تعرض في مطار أتاتورك في إسطنبول للتفتيش، حيث لم يسمح له باستخدام صالة الـ«VIP» المخصصة للشخصيات الرسمية، وتم إرغامه على خلع قميصه وحذائه.
وتستمر المواقف المستنكرة للمذبحة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين العزل، حيث أدان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان المجزرة داعياً المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ونقلت رويترز عن البابا قوله أمس أمام عشرات الآلاف في عظته بميدان القديس بطرس: «أبدي ألمي لسقوط قتلى وجرحى وأصلي وأقدم تعاطفي مع من يعانون».
وطلب البابا من المجتمع الدولي مضاعفة الجهود حتى يسود الحوار والعدل والسلام وقال: إن «استخدام العنف لن يؤدي إلى السلام.. الحرب تولد الحرب والعنف يولد العنف».
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت الإثنين مجزرة بحق المشاركين في مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة وقتلت 62 فلسطينياً بينهم 8 أطفال وأصابت أكثر من 3000 بجروح من خلال إطلاق الرصاص الحي وقذائف المدفعية عليهم.
إلى ذلك أصيب عدد من الفلسطينيين أمس بالاختناق بسبب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الغازات السامة خلال اقتحامها مخيم العروب شمال الخليل في الضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا بأن قوات الاحتلال داهمت المخيم واقتحمت عدداً من منازل الفلسطينيين وقامت بإطلاق الرصاص الحي والمغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل ما تسبب بإصابة العشرات بحالات الاختناق.
في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس 20 فلسطينياً في عدة مدن وقرى بالضفة الغربية.
وكالات