رياضة

نافذة الأبطال الموندياليين.. ثمانية منتخبات ذاقت شهد التتويج … الزعامة للسيليساو والوصافة للمانشافت والآتزوري

| الوطن

نبدأ اليوم أجواء كأس العالم 2018 من خلال هذه المادة التمهيدية التي تتحدث عن الأبطال الثمانية الذين أحرزوا اللقب الأهم على صعيد كرة القدم في العالم، ونستعرضهم كما وردت في كتاب كأس العالم للزميلين محمود قرقورا وخالد عرنوس.
عشرون نسخة انقضت من المونديال الحدث الكروي الأهم، واستطاع ثمانية منتخبات فقط الفوز بالكأس الأغلى من بين المنتخبات الـ24 التي وصلت المربع الذهبي، وإذا كانت البرازيل الزعيمة بخمسة ألقاب فإن المانشافت الأكثر خسارة في النهائي بأربع مرات ومن سوء حظ هولندا أنها خسرت مباراة التتويج ثلاث مرات ولم تكتب لها الفرحة، على حين خسرت المجر النهائي مرتين وكذلك تشيكوسلوفاكيا بينما خسرت السويد مرة.

لكل بطولة كبير ومنتخب البرازيل كبير المونديال الأول وهو الذي احتفظ بكأس جول ريميه إلى الأبد، رغم أن ريادته تأخرت للنسخة السادسة، ولكنه آخر من احتفظ باللقب وأنجب اللاعب الوحيد الذي فاز باللقب ثلاث مرات واللاعب الوحيد الذي خاض ثلاث مباريات نهائية.
من المفارقات أن البرازيل لم تستثمر الاستضافة مرتين فحلت ثانية 1950 ورابعة 2014 لتكون أكثر من خسر بين كل المستضيفين الـ16.
ألمانيا استثمرت الاستضافة 1974 وبددت بفرصة سانحة 2006 والحال كذلك عند الآتزوري الذي استفاد كل الاستفادة من الاستضافة 1934 وفرط بفرصة النجمة الرابعة قبل السامبا عند الاستضافة الثانية 1990.
أما فرنسا فكانت طرية العود في الاستضافة الأولى 1938 على حين احتفلت بلقبها التاريخي 1998 وتغنت إنكلترا بلقبها الاستثنائي بظروف استثنائية 1966 وحذت حذوها الأرجنتين عندما زغردت للقبها الأول 1978 في الوقت الذي خرجت فيه إسبانيا من الباب الخلفي 1982 والنافذة الأولى 1930 كانت أورغويانية الاستضافة والتتويج.

البرازيل فخر المونديال

الفوز على البرازيل حلم كل منتخبات الكون وخصوصاً في كأس العالم، ولو أن هذه الميزة أصابها فيروس كارثي 2014 فضاعت هيبتها وتحولت إلى مادة صحفية دسمة لكل وسائل الإعلام بسبب الزلازال الألماني الذي انتهك حرمة المستضيفين، ولكن يحسب للبرازيل أنها منذ الطبعة الثالثة للمونديال تدخل مرشحة للزعامة، ومن يومها خرجت من الدور الأول مرة 1966 بل إن حدها الأدنى ربع النهائي.
اللقب الأول للسيليساو تحقق 1958 ثم كان أول من يحرز النجمة الثالثة وأول من رصع صدره بالنجمة الرابعة وأول من أهدى محبيه النجمة الخامسة وأحد منتخبين خاضا النهائي ثلاث مرات متتالية إضافة للمانشافت.
لقب 1958 جاء بفضل ترسانة من النجوم أشهرهم بيليه وفافا وجلمار وزاغالو وجالما ونيلتون سانتوس وديدا وزيتو وهؤلاء أصحاب اللقب الثاني 1962 مع ميزة التألق غير العادي لغارنشيا وأماريلدو بديل بيليه، ثم كان اللقب الثالث 1970 بفضل ما يعرف بالفريق الجميل وأبرز لاعبيه بيليه وجيرزينيو وكارلوس ألبرتو وريفيلينو وجيرسون، وأصحاب الفضل باللقب الرابع 1994 روماريو وبيبيتو وبرانكو ودونغا وتافاريل، وحسن الختام مع اللقب الخامس 2002 بفضل إمبراطورية الراء رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس والقائد كافو.
التصفيات الأخيرة أعادت الهيبة وردت الاعتبار لسحرة السامبا مع نجمهم نيمار وفي روسيا سنرى البرهان.

ألمانيا ماكينات بمسننات حادة

فخامة الاسم تكفي فألمانيا إحدى القوى المونديالية العظمى وتمتاز على البرازيل الزعيمة بجملة من الأمور، فإذا كانت البرازيل الأكثر تتويجاً فإن ألمانيا الأكثر وصولاً إلى المربع الذهبي والأكثر وصافة والأكثر خوضاً للمباريات والأكثر تسجيلاً وإليها ينتسب الهداف الأعلى والمدرب الأكثر فوزاً وخوضاً للمباريات واللاعب الأكثر مشاركة والأكثر فوزاً.
عندما يكون المانشافت بأكثر حالاته فإنه يدخل مرشحاً للفوز باللقب وإذا كان سليماً معافى فاللقب مطواع له، ويمتاز بأنه لم يخفق في التأهل من بوابة التصفيات رغم غيابه مرتين، وفي المشاركات الـ18 فاز باللقب أربع مرات وجاء ثانياً أربع مرات وثالثاً أربع مرات ورابعاً مرة وخرج من ربع النهائي أربع مرات ومن الدور الأول مرة فأي عظمة هذه؟!
لقبها الأول 1954 عد إعجازياً على حساب المجر وكان بمنزلة الولادة الجديدة لألمانيا بعد ويلات الحرب العالمية الثانية وتحقق بفضل نجومه الكثر أشهرهم ران ومورلوك وشافا والشقيقان فالتر.
واللقب الثاني 1974 يعود الفضل فيه للقيصر بكنباور والهداف الاستثنائي مولر وبرايتنر وفوغتس وسيب ماير وأولي هونيس والأهم عاملا الأرض والجمهور، والفضل في اللقب الثالث 1990 يعود لماتيوس وفولر وكلينسمان وبريمه وليتبارسكي وأوغنتالا، وأبرز النجوم في اللقب الرابع 2014 توماس مولر وكلوزه وغوتزه وكروس وأوزيل ونوير وشفاينشتايغر.
الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها وهذا برسم المدرب لوف الذي كسب الرهان بكأس القارات بفريق الشباب.

إيطاليا وزنها ثقيل وحكايتها غريبة

المنتخب الإيطالي من النخبة في عالم المستديرة وبصماته في كأس العالم لا أحد يتجرأ على الطعن بها وهو حتى الساعة أحد منتخبين حققا اللقب في أول مشاركتين إضافة إلى الأورغواي.
خرج العديد من الأسماء اللامعة فمدربه بوزو الوحيد المتوج مرتين 1934 و1938 ومياتزا لعب كل دقائق المونديالين والحارس دينوزوف أكبر الأبطال ومالديني الأكثر لعباً من حيث عدد الدقائق وباولو روسي وسكيلاتشي تربعا على عرش الهدافين محرزين الكرة الذهبية المونديالية، وكابريني اختير أفضل لاعب صاعد في مونديال 1978 وبيرلو رجل نهائي 2006 وما أكثر اللاعبين الطليان الذين استحقوا مكانهم في التشكيلة المثالية للنسخ المونديالية قد لا يكون الآتزوري مرشحاً للفوز بالكأس فيمضي كالسلحفاة ليسبق كل الأرانب ناسفاً البداية المتواضعة وهذا تجسد في مونديال 1982 وكان قريباً من ذلك لولا الاصطدام بالفريق البرازيلي الجميل 1970 ولولا ركلات الترجيح 1994 ولم يكن الرهان عليه كبيراً 2006 وخصوصاً بعد التعادل المخيب مع أميركا ولكنه قال كلمته.
قد يبدأ قوياً ويخرج غير مأسوف عليه كما حدث في المونديال الأخير عندما هزم إنكلترا ثم ودع بخسارتين إحداهما للنسيان أمام كوستاريكا.
قد يكون مرشحاً للمضي نحو دور متقدم فيقع فريسة لأسباب شتى ويكون الوداع من الخطوة الأولى وما حدث 1950 و1954 و1962 و1966 و1974 و2010 و2014 ماثل في الأذهان، ولأن كل شيء جائز مع الطليان أخفقوا في عبور تصفيات 2018.

الأرجنتين أدهشت الملايين وحيرت العاشقين

إذا لم يكن للأرجنتين فضل في عالم المستديرة سوى إنجاب مارادونا وميسي فهذا كاف فما بالنا أنها أحرزت الكأس مرتين والوصافة ثلاث مرات وتزعمت قارتها 14 مرة منها ست بفضل المدرب ستابيلي هداف النسخة الأولى مونديالياً.
الأرجنتين أول دولة دخلتها كرة القدم من بين منتخبات قارتها العشرة وهي أول خاسر في نهائي كأس العالم.
صبرت طويلاً حتى نالت ثمار اللقب 1978 ولكنها أدهشت الملايين في مونديال 1986 بفضل الساحر الاستثنائي مارادونا بيد أنها في النسخ الأخيرة حيرت المتابعين الذين لا يصدقون أن عازفي التانغو يخرجون صفر اليدين بوجود الساحر الذي خلب الألباب ودخل كل بيت ليونيل ميسي.
عندما تصل للمربع الذهبي تخوض مباراة اللقب لكن البسمة حالفتها مرتين الأولى بفضل سيزار مينوتي ونجمه كيمبس والثانية عرابها الأول والأخير مارادونا بالطرق المشروعة وغير المشروعة مع المدرب بيلاردو.
لا شك أنها تستحق مكانة أكثر مما هي عليه لكن اللاعب الأول في العالم ميسي لم تنسحب إبداعاته مع برشلونة على صعيد المنتخب فخرج غير مأسوف عليه 2010 وجافاه التوفيق 2014 رغم تألقه وفوزه بالكرة الذهبية المونديالية، ولا ندري إن كانت روسيا المكان المناسب لإطلاق الزغاريد مجدداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن