ضرورة الوفاء
| محمود قرقورا
انتهى الدوري السوري الممتاز لكرة القدم يوم الأربعاء الفائت بتتويج الجيش باللقب السادس عشر والرابع على التوالي.
إيجابيات الدوري كانت كثيرة لعل أبرزها النزاهة والتحلي بميثاق الشرف الكروي، فلم تكن هناك محاباة من ناد على حساب آخر، فالهبوط الفعلي للمحافظة كان بمباراة جاره الوحدة والشرطة فرمل الجيش والاتحاد، والشيء ذاته فعله تشرين الذي كان كبيراً بمواجهة الكبار.
بالعودة إلى تتويج الجيش لاحظنا تجاهل الكادر الفني السابق محمد خلف وأحمد عزام رغم دوره المحوري في ريادة كرة الجيش.
رقمياً جمع الزعيم 56 نقطة منها 37 نقطة مع الطاقم الفني الأول خلال 17 مباراة مقابل 19 نقطة مع المدرب حسين عفش ومساعده الصابوني خلال تسع مباريات مع الأخذ بالحسبان أن مباراتي المسمار مع المنافسين المباشرين على اللقب الاتحاد والوحدة كانتا بعهد الكادر الأول وجمع خلالها تسع نقاط من 12 وكانت السبب المباشر في ميلان الكفة للجيش وكلنا نتذكر أن الكرة أدارت ظهرها للزعيم أمام الوحدة إياباً في واحدة من أجمل مباريات الفريق وبتفصيل أكثر حسين عفش تعادل مع الوثبة والشرطة وتشرين وفاز على الطليعة والمجد والكرامة وحطين وهي المحصلة ذاتها مع سلفه.
والاختلاف كان التعادل مع الحرفيين في دمشق وهي واحدة من النتائج الكارثية وكادت تتسبب بضياع اللقب علماً أن الزعيم فاز ذهاباً في حلب، ولا يمكن القول إن الفوز على المحافظة تحسن ملحوظ عن الذهاب لأن عامل الحظ وحده كان سبباً في الخسارة ذهاباً بل إن مستوى الجيش مع المحافظة ذهاباً أفضل بكثير مما كان عليه إياباً.
ويحسب للكادر القديم أنه عادل تشرين في اللاذقية بينما تحت قيادة العفش تعادلا في مباراة دمشق وظن الجميع أن الدوري ضاع معها لولا الخدمة الجليلة التي قدمها الشرطة.
هذه المقارنة البسيطة إنصاف للكادر الفني القديم ورسالة واضحة للكادر الجديد كي تبقى أقدامه على الأرض ولا يظن نفسه أنه قام بفتح كروي عظيم، ولا شك أن مسابقة الكأس ودوري أبطال العرب المحك الحقيقي ولا سيما أن اللمسات الجديدة لم تكن واضحة أداءً وشكلاً عاماً وشخصية وحضوراً.
ما قلناه اليوم قلناه العام الماضي عندما جيّر اللقب للخلف والعزام رغم أن الذي نسج خيوطه الحقيقية أنس مخلوف الذي غادر وقتها بسبعة انتصارات وأربعة تعادلات في إحدى عشرة مباراة آملاً أن نتذكر أصحاب الأيادي البيضاء في كل إنجاز وإعطاء كل ذي حق حقه، والتاريخ لا يتنكر لصانعه ونأمل عند التكريم تدارك ذلك بدعوة أصحاب الإنجاز الحقيقيين.